الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون في الولايات المتحدة.. بين تأمين المصالح الفرنسية وترميم العلاقات| تفاصيل

ماكرون وبايدن
ماكرون وبايدن

تجمع الولايات المتحدة الامريكية علاقات قوية وطيبة بدول أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، حيث تتشارك واشنطن مع تلك الدول في العديد من الاتفاقيات والشراكات والمواقف حيال القضايا والأزمات الدولية، ومنها الحرب الروسية الأوكرانية.

الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي 

ماكرون في زيارة لتكريس المصالح 

ويبدو أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هي زيارة تاريخية يعول عليها كثيرا من قبل الدول الأوروبية، خاصة التي تعاني من ويلات امتداد الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها العاشر وسط أزمة اقتصادية طاحنة ضربت العالم بأكمله ومنها فرنسا وبريطانيا وألمانيا على التحديد.

وتمثل زيارة الرئيس ماكرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية أهمية كبيرة بالنسبة للشارع الفرنسي الذي عانى جراء الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة مع احتياجه لكثير من السلع ومعاناته من التضخم، إضافة إلى باقي دول معسكر الغربي التي أثرت عليها الحرب الروسية الأوكرانية وتوقفت إمدادات النفط، وكذلك ارتفعت أسعار كثير من السلع ذات الأهمية الاستراتيجية.

وحول الزيارة، أكدت قناة "فرنسا 24" الإخبارية وصول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة دولة تستغرق 3 أيام يلتقي خلالها نظيره الأمريكي جو بايدن.

وذكرت القناة، أن زيارة ماكرون إلى أمريكا تهدف إلى تسليط الضوء على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي، خلال الزيارة، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في مقر ناسا بواشنطن لبحث التعاون الفضائي.

وقال مسئولون أمريكيون إن اختيار فرنسا لهذه الزيارة يعكس الروابط التاريخية بين البلدين، وكذلك الدور الحاسم الذي لعبته باريس داخل الاتحاد الأوروبي في التحالف الذي يواجه روسيا بشأن أوكرانيا.

تعد هذه هي الزيارة الرسمية الثانية للرئيس الفرنسي إلى الولايات المتحدة، حيث كانت الزيارة الأولى عام 2018 خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما أنها أول زيارة له في عهد جو بايدن.

ماكرون وزوجته في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية 

تعدد أهداف زيارة ماكرون 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشئون الأمريكية، إن الهدف من زيارة الرئيس ماكرون إلى الولايات المتحدة هو تحقيق المزيد من التنسيق الفرنسي في عدد من الملفات، منها الأزمة الأوكرانية وما تسببت به في أزمات أخرى مثل الطاقة والغذاء التي أثرت سلباً على فرنسا وألمانيا.

وأوضح سيد، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الرئيس الفرنسي يسعى إلى التنسيق مع الأمريكان فيما يتعلق بتوفير امتدادات بديلة للغاز الروسي والنفط، خاصة بعد العقوبات الغربية على الغاز الروسي، وطرح بدائل واستراد غاز من الجزائر وقطر ودول عربية مختلفة.

وأكد أن “هناك قضية تنسيق السياسات والتحالف الأمريكي الفرنسي إلى دعم وتعزيز الناتو وقدرته وانتشاره في المناطق المختلفة، خاصة في شرق أوروبا والدول المجاورة لروسيا”.

وأضاف أن “هناك أيضا هدف لتعزيز وتنسيق الدعم العسكري الأمريكي الفرنسي لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار المعارك وإعلان كلا البلدين تزويد أوكرانيا بعدد من الأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية وغيرها”.

واختتم: "الزيارة تعكس التقارب في العلاقات ما بين الجانبين ومحاولة التغلب على السلبيات السابقة، خاصة بعد الفتور الذي شهدته العلاقات في بداية عهد بايدن عندما أبرم اتفاقية "أوكوس" وبيع وساط نووية لأستراليا، وهذه الصفقة التي كانت مقررة مع فرنسا، مما أدى إلى شلل في العلاقات بين الجانبين، لذلك الزيارة تهدف إلى تنسيق أمني وتقارب والتعاون من جديد في أغلب المجالات".

الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير علاقات دولية والشئون الأمريكية

الزيارة تأتي في توقيت صعب

من جانبه، قال خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000، إن الزيارة تأتي في توقيت صعب للغاية، نتيجة ما تشهده القارة العجوز بعد اندلاع الحرب الأوكرانية وفشل الرئيس ماكرون في إيقاف الحرب وسط تحديات أزمة الطاقة.

وأوضح شقير، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الزيارة يحاول من خلالها الرئيس الفرنسي إرسال رسالة للرئيس الأمريكي وهي أنه "يجب على الحلفاء أن يكونوا داعمين لبعضهم لبعض في وقت الأزمات"، في وسط قانون حماية الشركات الأمريكية سيعرض وسيزيد المشاكل داخل الاتحاد الأوروبي وبصفة خاصة سيفقد الشركات الفرنسية والأوروبية قدرتها التنافسية في هذا الوقت.

وتابع: “وسيؤثر بصورة كبيرة على خروج بعض من الشركات وبصفة خاصة الشركات السيارات من الداخل الأوروبي، ويمثل هزة ويحقق هدفا طالما راهن عليه الرئيس الروسي بوتين، ألا وهو أن تتحول الأزمة الأوكرانية بسبب أزمة الطاقة إلى أزمة اجتماعية، وهذا يفقد الأوروبيين قدرتهم على سيطرة الأوضاع، وبالتالي يمكن أن يجعل عليهم ضغطا في عدم استكمال دعم أوكرانيا، وهذا لا تريده الولايات المتحدة ولا حتى الداخل الفرنسي”.

وأكد أن الرئيس الفرنسي اصطحب عددا من الوزراء، أهمهم وزير المالية الفرنسي برونو لو مير للحصول على بعض من الاتفاقيات التي يمكن من خلالها عدم فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الفرنسية والأوروبية، والوصول إلى هدف هام يحمي الصناعات الأوروبية والفرنسي في هذا التوقيت.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي سيحاول إزالة بعض من المشاكل الماضي التي حدثت في العلاقات الفرنسية الأمريكية، والتنسيق من جديد للمواقف بينهما.

خالد شقير، صحفي مختص بالشأن الفرنسي ورئيس جمعية مصر فرنسا 2000

جدير بالذكر أن العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا اتسمت على مر عقود من الزمان بالتقارب والتحالف في بعض الأحيان وبالتعارض في أحيان أخرى، كما قال الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 1995: "العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا كانت وستظل دائما متعارضة وممتازة"، وهي مقولة لا تزال صالحة بعد أكثر من عشرين عاما.