الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طالب مصري يبتكر تطبيقًا يسبق الرادار في اكتشاف الطائرات | خاص

محمد توفيق في حواره
محمد توفيق في حواره مع صدى البلد

نعاصر زمنا تشكل فيه التكنولوجيا عاملا أساسيا في حسم الحروب والمعارك وأيضا كل مناحي الحياة، ومن يتتبع أهم المحطات في إدارة الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، والطريقة التي تمت إدارتها بها، سيجد أن هذه الحرب شهدت تحولا غير مسبوق، بداية من تكوين ما يسمى الجيش الإلكتروني، والاعتماد على خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي، وأيضا ما عرف بحرب "Netwar" أو حرب الشبكات، والتي يمكنها تدمير مؤسسات كاملة على نطاق واسع مثل شبكات الكهرباء والمياه وغيرها من بعد. 

 

وأيضا نجد التصارع بين العملاقين الولايات المتحدة والصين، والحرب التكنولوجية الدائرة بينها، والسباق في صناعة أشباه الموصلات والرقائق، وأيضا من الناحية الأخرى الهجمات السيبرانية التي يمكنها تعطيل حركات الملاحة الجوية والبحرية، ومثل هذه الصورة المكبرة وهذا المشهد الكامل، لا يجب أن يؤخذ بمعزل عن الابتكارات الصغيرة التي يصنعها طلاب الجامعة في عدد من المجالات المتخصصة هنا وهناك، فكل هذه الابتكارات والصناعات العملاقة والتقدم التكنولوجي الهائل، بدأ من أفكار صغيرة من طلبة وشباب تم تطوير أفكارهم، واحتضانهم من قبل مؤسسات كبرى استطاعت أن تحول هذه الفكرة إلى واقع ملموس وشديد التأثير في المشهد. 

 

محمد توفيق، أحد هؤلاء الشباب الذين يمكن لأفكارهم التأثير في المشهد، محمد طالب في السنة الرابعة في كلية الحاسبات والمعلومات، جامعة عين شمس، لم ينحُ منحى تقليديا في طريقة تعامله مع تخصصه ومذاكرته، قرر أن يشترك في المسابقات التي تطلقها شركات التكنولوجيا الكبرى، في محاولة منه للتعلم، وأيضا لاكتشاف قدراته، وإلى مدى يمكن أن تدفعه، فقرر الاشتراك مؤخرا في مسابقة مطوري هواوي HDC للعام الحالي 2022. 

واستطاع محمد توفيق أن يكون ضمن الفائزين في المسابقة على مستوى شمال أفريقيا، من خلال إنشاء تطبيق يسمى “Military aircraft detection” والذي يمكنه اكتشاف وتحديد الطائرات العسكرية، قبل دخولها المجال الجوي للدولة. 

وفي حواره لـ “صدى البلد”، قال محمد توفيق إن "الفكرة ببساطة أنني أعتمد على عدد من الصور التي تأتي من خلال القمر الصناعي، تستطيع مراقبة الطيارة القادمة ونوعها، حيث إن الهدف من هذا المشروع الاستباق، حيث يمكنني أن أسبق الرادار لتحديد مصدر ومكان الطائرة، قبل دخولها المجال الجوي للدولة لتفادي قيامها بهجمات، حيث يمكن للبرنامج أيضا تحديد نوع الطائرة الحربية.

        

وأضاف محمد توفيق لـ “صدى البلد”، أن "الهدف من الفكرة مراقبة الأماكن المهددة والتي تواجه أخطارا معينة أو بعض المناطق غير المؤمّنة بشكل كافٍ، كما يمكن أن تفيد هذه الفكرة عندما يكون هناك تهديد من دولة بعينها، ففي هذه الحالة يمكن أخذ صور حية ومباشرة من خلال القمر الصناعي لمعرفة إذا كان هناك تحرك ضد الدولة أم لا، وبناء عليه يمكن اتخاذ إجراء استباقي، حيث تفيد معرفة نوع الطائرة، في معرفة غرض الطائرة هل طائرة مسيّرة "درون" تقوم بالاستطلاع وأعمال الاستخبارات أم طائرة مسلحة، أم طائرة يمكنها الهجوم".   

محمد توفيق في حواره لـ صدى البلد 

وأشار توفيق إلى أنه" يمكن لتطبيق “Military aircraft detection” اكتشاف أي نوع طائرة ذات غرض حربي أو يمكن استخدامها في غرض حربي، وليست الطائرة العسكرية التقليدية فقط، كما يمكن تحديد عدد الطائرات القادمة، ونوعها، واستراتيجية الطيران الخاصة بها، لكي أستطيع تحديد تحركها في الجو، بالإضافة إلى معرفة سرعة الطائرة، ومن خلال سرعة الطائرة يمكن معرفة كمية السلاح المحملة به الطائرة، بحيث يوفر علينا الانتظار إلي أن تدخل المجال الجوي ثم معرفة غرضها أو ما يمكنها فعله تحديدا". 

ويشترك محمد توفيق، حاليا في مشروع تخرج مع عدد من زملائه في الجامعة لتطوير تطبيق يمكنه اكتشاف الأمراض الصدرية المختلفة، وعند التأكد من الإصابة يقترح التطبيق خطة للعلاج بالإشراف مع الطبيب، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ووجه محمد نصيحة للطلبة على عدم الاعتماد على المذاكرة التقليدية ودراسة المواد الخاصة بهم في الجامعة، حيث “يجب عليهم انتهاز الفرص، والتغلب على حاجز الخوف لتقديم المشروعات والأفكار، وأن يدع الخوف جانبا”.

مشيرا إلى أنه اشترك في مسابقة Huawei ICT Competition أيضا العام الماضي، وكان من الطلبة التسعة الأوائل في Cloud track الخاص بالحوسبة السحابية على مستوى مصر.  

واستطرد محمد يقول إن أكبر سبب للفشل الخوف .. قائلا “ كنت أفعل هذا دائما وأقول لنفسي لا أزال صغيرا ولا يمكنني النجاح الآن، ولكن يجب الإقدام والإصرار حتى النهاية، وعرض الفكرة لتصبح واقعا، وعدم الاستسلام للإحباط، أو التقليل من الفكرة التي تعمل عليها، أو تدع مجالا لأحد للتقليل منها”.