EN 
واقعة مأساوية مفجعة شهدتها محافظة المنيا، ضمّت معاني الاستهتار بكل ما تحمله الكلمة، حين أقدم شخص على ممارسة مهنة التمريض بدون ترخيص والرهان مع شخصين على تركيب حقنة كانيولا في قدم طفل رضيع وهو معصوب العينين.
ضرب الثلاثة المبادئ والقيم والأمانة عرض الحائط، فالأول راهن على تركيب حقنة كانيولا في قدم رضيع وهو معصوب العينين، والثاني وقف يناوله الأدوات المستخدمة، وثالثهم جلس يصوّر ذلك الاستهتار ويوثقه بالفيديو وكأنهم لا يهابون شيئاً.
التفاصيل الكاملة لواقعة الرهان على حياة رضيع المنيا
باشرت النيابة العامة التحقيقات، في واقعة الرهان على تركيب حقنة كانيولا في قدم طفل رضيع داخل منشأة طبية مختصة برعاية الأطفال حديثي الولادة بمحافظة المنيا، وكشفت التحقيقات التفاصيل الكاملة في الواقعة.
وفتحت النيابة العامة تحقيقات موسعة بعد ما تلقت بلاغًا من النقابة الفرعية للتمريض في المنيا، يتهم ثلاثة أشخاص بممارسة مهنة التمريض دون ترخيص، وبدون قيدهم في سجلات نقابة التمريض، وعدم اتابع الإجراءات الطبية المتعارف عليها في تركيب كانيولا لطفل رضيع.
كما تلقت النيابة العامة تقريرًا مفصلاً من إدارة العلاج الحر بشأن فحص المنشأة الطبية محل الواقعة، والذي انتهى إلى وجود العديد من المخالفات من بينها ممارسة أفراد المنشأة لمهنة التمريض دون ترخيص، وإجراء المنشأة التحاليل بدون تصريح، وتجاوزها عدد الحضانات المسموح به، وعدم تطبيقها معايير مكافحة العدوى وسوء تخزين العقاقير الطبية.
وشهد عضو لجنة إدارة العلاج الحر المخصصة في فحص المنشأة الطبية التي حدثت بداخلها واقعة الرهان على تركيب حقنة كانيولا في قدم طفل رضيع، بما جاء في التقرير والتحقيقات تفصيلاً، كما شهد مقدم البلاغ بتمكنه من تحديد هوية المتهم الظاهر في المقطع المشار إليه، مؤكدًا عدم حصوله على تصريح بمزاولة مهنة التمريض، وعدم قيده بسجلات النقابة، فضلًا عن عدم اتباعه الإجراءات الطبية المتعارف عليها في تركيب القُنيّة الطبية للطفل.
حبس المتهمين في واقعة تركيب كانيولا لـ طفل المنيا
وإثر ذلك نجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في تحديد هوية المتهمين الثلاثة، وتمكنت من خلال المأموريات الأمنية من ضبطهم وعرضهم على النيابة العامة التي قررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
ووجهت النيابة العامة للمتهمين اتهامات، ممارسة مهنة التمريض دون حصولهم على ترخيص، داخل منشأة طبية مختصة برعاية الأطفال حديثي الولادة بمحافظة المنيا، وإحداثهم جرحًا عمديًّا برضيع، وتعريضهم حياته للخطر، وانتهاكهم حرمة حياته الخاصة، إذ حقنه أحدهم بقُنيَّة طبية كانيولا وهو معصوب العينين، وساعده آخر بمناولته الأدوات بينما تولى الثالث التصوير، معتدين بذلك على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.
وخلال التحقيقات اعترف المتهمون بالاتهامات الموجهة إليهم، وأيضا بما ورد في المقطع المصور الذي تم رصده، وذلك بقصد التباهي بمهاراتهم الطبية، وأوضحوا أن الرضيع المجني عليه طفل بالغ من العمر 40 يومًا.
كما اعترف المتهمون بقيام مسئول المنشأة الطبية بتسليم الطفل لهم بغرض حقنه بمحاليل طبية ومضاد حيوي، فتولى أحدهم حقن الطفل والثاني عاونه وحرضه على ذلك وصورهما الثالث، وفي اليوم التالي نشر أحدهم المقطع على تطبيق للتواصل الاجتماعي تباهيًا بما حدث.
