الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يخطط؟..لأول مرة منذ "فيتنام" البنتاجون يلزم طلاب أمريكا على برنامج عسكري

الجيش الأمريكي
الجيش الأمريكي

كشفت العديد من طلاب المدارس العليا بالولايات المتحدة الأمريكية، عن تلقيهم تدريبات برنامج خاص من قبل عناصر من ضباط الاحتياط داخل الجيش الأمريكي، في برنامج خاص تم تعميمه على كافة الولايات الأمريكية، وذلك بشكل إجباري، دون أن يكون الأمر اختياري من قبل الطلاب أنفسهم.

 

ففي ولاية ديترويت، وفي أول يوم لها في المدرسة الثانوية، وجدت الطالبة أندريا توماس، حين النظر في جدولها الزمني، أنها مسجلة في فصل له اسمغير مألوف، سرعان ما علمت هي وطلاب جددآخرون في مدرسة بيرشينج الثانوية في ديترويتأنهم قد تم تعيينهم في فيلق تدريب ضباط الاحتياط الصغار.

 

الزي العسكري إجباري للطلاب

 

ووفقا لما كشفت عنه جريدة الواشنطن بوست الأمريكية، فإن البرنامج ممول من الجيش الأمريكيمصمم لتعليم مهارات القيادة والانضباط والقيمالمدنية، وفتح أعين الطلاب على فكرة العملالعسكري، حيث يكون على الطلاب ارتداء الزيالعسكري والامتثال لأوامر المعلم الذي كان يصرخفي كثير من الأحيان، ولا يسمح لطلاب بالتخلي عنالفصل، ومن طلب بالفعل قابله رفض مدير المدرسة، وقالوا لهم إن الجيش أبلغهم أن البرنامج إلزامي.

 

ووفقا لما كان متعارف عليه أن مثل تلك البرامج منالمفترض أن يدرسها عسكريون قدامى، واختيارية، ولكن الظاهرة الجديدة، هو فرض البرنامج فيحوالي 3500 مدرسة ثانوية في جميع أنحاء البلاد،حيث وجد الآلاف من طلاب المدارس العامة انفسهم يتم تحويلهم إلى الفصول الدراسية للبرنامج دوناختيارهم، إما كمتطلب صريح أو عن طريقالتسجيل تلقائيًا.

 

ولايات سجلت 75% من الطلاب أغلبهم من السود والفقراء

 

وذكرت التقارير الصحفية الأمريكية، أنه عند مراجعة الكشوف المسجلة داخل البرنامج، أظهرت تلك البيانات أن عشرات المدارس جعلت البرنامج إلزاميًاوكذلك وجهت أكثر من 75 بالمائة من الطلاب فيصف واحد إلى إليه، وهو ما تم رصده في ولايات كثيرة ومنها مدارس في ديترويت ولوس أنجلوسوفيلادلفيا وأوكلاهوما سيتي .

 

 

والملف للنظر بشدة، أنه عند التدقيق في الأسماء من حيث اللون والحالة الاجتماعية، فوجد أن الغالبيةالعظمى من المدارس التي لديها هذه الأعداد العاليةمن الالتحاق قد التحق بها نسبة كبيرة من الطلابغير البيض وتلك التي تنتمي إلى أسر منخفضةالدخل.

 

التاريخ يقلق .. يعيد للأذهان مثيل له كان يهدف التجنيد بحرب فيتنام

 

وممار أثار الرعب لمتابعي هذا التطور بهذا البرنامج في المدارس الثانوية بالولايات المتحدة، أنه يعيد للأذهان نقطة نقاش لتأسيس برانمج مشابهة قبلأكثر من قرن، وذلك خلال الحرب في السبعينيات،حيث اندلعت الاحتجاجات على ما كان يُنظر إليهعلى أنه محاولة لتجنيد طلاب المدارس الثانويةللخدمة في فيتنام، ونتيجة لهذه الضغوط حينها ألغتمعظم المدارس تدريجياً أي متطلبات تسجيل.

 

ولكن بعد مرور 50 عامًا ، ظهرت صراعات جديدة ،حيث يقول الآباء في بعض المدن إن أطفالهم يُجبرونعلى ارتداء الزي العسكري، وطاعة سلسلة منالأوامر ، وتلاوة تصريحات وطنية في فصول لميرغبوا في الالتحاق بها مطلقًا.

 

في شيكاغو ، أدت المخاوف التي أثارها النشطاءوالتغطية الإخبارية وتقرير المفتش العام إلى تراجعملحوظ بالمنطقة التعليمية هذا العام في التسجيلبالعديد من المدارس الثانوية التي تخدم بشكلأساسي الأحياء ذات الدخل المنخفض على الجانبينالجنوبي والغربي للمدينة، خصوصا بعد تطوير تفاصيل البرنامج واشتمالهعلى التدريب على القيادةوالقيم المدنية والتعامل مع الأسلحة ومحو الأميةالمالية، حيث يسعى الجيش بطريقة ما للتفاعل معالمراهقين في وقت يواجه فيه التحدي الأكبر فيالتجنيد منذ نهاية حرب فيتنام.

 

400 مليون دولار سنويا.. والبنتاجون : ليس للتجنيد

 

وفي مواجهة تلك المخاوف، أصر مسؤولو البنتاجونعلى أن البرنامج ليس أداة تجنيد، وذلك عند الرد على توسيع البرنامج، والذي تبلغ تكلفته الآن 400 مليون دولار سنويًا، حيث تضاعف حجمه 3 مرات عما آثار المخاوف في السبعينات، ولكن الملف للنظر أن 44% من جميع الجنود الذين دخلوا في صفوفالجيش بالسنوات الأخيرة جاءوا من مدراس تم تطبيق البرنامج بها.

 

ولتبرير الموافقة على البرنامج، يقول مديرو المدارسالثانوية الذين تبنوا البرنامج إنه يحفز الطلاب الذينيكافحون، ويعلم الانضباط الذاتي للطلاب المزعجينويوفر لأولئك الذين قد يشعرون بالعزلة إحساسًابالصداقة الحميمة، ونرغب بتحويل الطلاب عنالمخدرات أو العنف ونحو ما يمكن أن يكون بالنسبةللكثيرين مهنة واعدة أو منحة جامعية، في المقابل يرى النقاد أن الانضباط العسكري للبرنامج يؤكدعلى الطاعة على الاستقلال والتفكير النقدي.

 

مفاجأة .. كتب البرنامج بها تزييف الحقائق عن الحكومة وإخفاقها

 

ومن المفاجئات التي كشفت عنها الصحف الأمريكية، أن الكتب المدرسية للبرنامج تزييف أوتقلل من شأن إخفاقات الحكومة الأمريكية في بعضالأحيان، حيث قال بعض المعارضين إن التركيزالشديد للبرنامج في المدارس ذات الدخل المنخفضوالطلاب غير البيض يساعد في دفع هؤلاء الطلابإلى الجيش بدلاً من تشجيع طرق أخرى إلى الكليةأو الوظائف في الاقتصاد المدني.

 

قال خيسوس بالافوكس ، الذي عمل في الحملة ضدالتسجيل التلقائي في شيكاغو ، "إنها مشكلةكبيرة"، وهناك قلقًا من أن البرنامج يقوم بـ "غسلدماغ" الطلاب، خصوصا بعد أن تم استخدام الحافز المالي أيضا لدفع الطلاب إلى البرنامج، حيث يدعم الجيش رواتب المدربين بينما يطلب من المدارسالحفاظ على مستوى معين من التسجيل من أجلالحفاظ على البرنامج.

 

البنتاجون يخفف من المخاوف

 

من جانب آخر قالت المتحدثة باسم البنتاجون، إنالبرنامج ساعد القوات المسلحة من خلال تعريفالمراهقين باحتمال الخدمة العسكرية، ولكن في الوقت ذاته فهو يعمل تحت الفرع التعليمي للجيش، وليسذراع التجنيد، ويهدف إلى مساعدة المراهقين علىأن يصبحوا طلابًا أكثر فاعلية وأكثر مسؤولية.

ولكن في الوقت ذاته أعربت المتحدثة عن قلقها بشأنالنتائج التي توصلت إليها بعض الصحف بشأنسياسات التسجيل، قائلة إن الجيش لا يطلب منالمدارس الثانوية جعل البرنامج إلزامي وأن المدارسلا ينبغي أن تطلب من الطلاب أن يأخذوها، قائلة : "مثلما نحن عسكريون بالكامل من المتطوعين ، يجبأن يكون هذا برنامجًا تطوعيًا".

 

المعلمون يعترضون

 

وأشارت بعض الصحف الامريكية، إلى أن البرنامجادى أيضا إلى معارضة المعلمين المدنيين ،الذين كان بعضهم غير مرتاح للملصقات العسكريةوالمجندين في الحرم الجامعي والمناهج الدراسيةالتي يتم تدريسها خصوصا بعد أن أكتشفوا أن منبين كتب البرنامج من البحرية الامريكية، جاء فيه أنانتصارا عسكريًا أمريكيًا في فيتنام قد أعاقتهالقيود التي وضعها القادة السياسيون علىالتكتيكات التي يمكن للجيش استخدامها.

 

ويرى هؤلاء المعلمون أن هذا التفسير المتشدد للحربيفشل في تفسير المشكلة الأساسية التي تشير إليهاالعديد من الكتب المدرسية المدنية فهو تعارض واضح، حيث تذكر الكتب المدنية، أن أسباب خسائر الحرب عدم وجود دعم شعبي بين الفيتناميينالجنوبيين لحكومتهم ، التي كانت الحليف الرئيسيلأمريكا في الحرب.

 

ولم يذكر كتاب مدرسي لسلاح مشاة البحرية يصف"درب الدموع" خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشرأن آلاف الأشخاص ماتوا عندما أجبر الأمريكيونالأصليون على ترك أراضيهم في جنوب شرقالولايات المتحدة.