الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القمة الأمريكية الإفريقية.. 55 مليار دولار دعما لدول القارة|هل تخفف من أزماتها

القمة الإفريقية
القمة الإفريقية

تنطلق القمة الأمريكية الإفريقية الثانية والتي تستضيفها العاصمة واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري، بحضور أكثر من 49 قائدا وزعيماً أفريقيا، وذلك بعد 8 سنوات من انعقاد أول قمة أمريكية أفريقية عام 2014.

القمة الأمريكية - الإفريقية الثانية

وتستثني الولايات المتحدة الأمريكية 4 دول من حضور القمة، وهي دول معلقة حاليا من قبل الاتحاد الأفريقى، حيث يشارك في القمة الثانية من نوعها بعد قمة أوباما 2014 - ممثلون عن نحو 50 دولة إفريقية، من رؤساء الدول والحكومات، والمجتمع المدني والقطاع الخاص، فضلا عن مسئولي الإدارة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الإفريقي.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن - خلال تصريحات سابقة "تطلعه للعمل مع الحكومات الإفريقية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، ومجتمعات الشتات، والمغتربين في جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ لمواصلة تعزيز رؤيتنا المشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا".

وأفاد بايدن - بأن القمة ستستند إلى قيمنا المشتركة لتعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة بشكل أفضل وتعزيز التزام الولايات المتحدة وأفريقيا بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتخفيف من تداعيات كورونا والأوبئة المستقبلية.

وفي ذلك السياق، أعلنت واشنطن عن التزامها بتقديم 55 مليار دولار إلى الدول الأفريقية على مدار ثلاثة أعوام، ولا سيما أن تلك القمة سيعلن فيها عن استثمارات جديدة وستبحث الأمن الغذائي الذي تراجع مع الحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ، والديمقراطية والحوكمة.

وفي ذلك الصدد، قالت الدكتورة أسماء الحسيني، الخبيرة في الشئون الأفريقية، إن القمة الأمريكية الإفريقية تعقد في ظل تغيرات كبيرة عصفت بمعظم دول العالم، وتلك التغيرات أثرت بشكل كبير على القارة الإفريقية والمصالح الأمريكية أيضًا في تلك القارة، فأمريكا في هذه القمة تعمل بكل حرص على إعادة ضخ دماء جديدة، لكي توطد علاقتها بالقارة السمراء، ولا سيما أن أمريكا ستضخ الكثير من الأموال على هيئة مساعدات للقارة الإفريقية في جميع المجالات سواء الأمن الغذائي أو الصحي أو المناخ وغيرها أيضًا من المجالات، فتلك القضايا ملحة جدًا للدول الإفريقية.

وأكدت الحسيني – في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أمريكا ترغب في تهدئة الصراع المحتدم بينها وبين روسيا من ناحية والصين من ناحية أخرى؛ لأن الصين هي القوة التي تهيمن على الأوضاع الاقتصادية في الوقت الحالي، وعلاقتها مستقرة مع القارة الإفريقية، فالدولة الأمريكية ضعفت مصالح أرضيتها في القارة الإفريقية خلال عهد الرئيس السابق ترامب، الذي لم تكن أفريقيا لها أهمية في أولويات إدارته، ولكن الرئيس الأمريكي جو بايدن وضع سياسة جديدة داخل فترة حكمة وهي إعادة العلاقات مع القارة الإفريقية من جديد، ووضع لها أهمية داخل أجندة الدولة الأمريكية، وتعزيز مصالح الولايات المتحدة والروابط مع القارة الأفريقية. 

مشاركة 49 قائد وزعيم دولة أفريقية

وأضافت: هناك ما يقرب من 49 رئيس دولة إفريقية يحضرون تلك القمة الأمريكية الإفريقية، تختلف مصالحهم، وحتى تتحقق مصالح القارة الإفريقية يجب أن يكون هناك موقف موحد وأجندة موحدة من قبل هؤلاء الزعماء، ويجب أيضًا أن يكون البحث عن مصالح القارة بالكامل، وهي الحصول على أكبر شركات مجزية، ويجب أن يكون الهدف في البحث عن المنافع مع القوى الأمريكية والبعد عن أي صراعات دائرة لا ينبغي أن يكونوا طرفًا بها.

واختتمت أن ملف سد النهضة سوف يكون مطروحا على طاولة مناقشات القمة الأمريكية الإفريقية، لأن الرئيس السيسي والدولة المصرية حريصان على طرح ذلك الملف في جميع المنتديات الدولية المختلفة، فالرئيس السيسي طرحه في القمة الصينية العربية، وخلال مؤتمر المناخ أيضًا، أعرب الرئيس الأمريكي وقتها على رغبته في حصول مصر على حقوقها في قضية مياه نهر النيل، ولهذا ستظل مصر حريصة على أن يكون ذلك الملف حاضرا بقوة.

ويعقد على هامش القمة منتدى المجتمع المدني بعنوان "الشراكة الشاملة من أجل تعزيز أجندة 2063"، ويمثل منصة مشتركة بين كبار الممثلين الحكوميين والمجتمع المدني، ويتيح الفرصة لمنظمات المجتمع المدني أن تدلي برأيها فيما يتعلق بالفئات المهمشة في الحياة العامة وحقوق العمال ومكافحة الفساد وتعزيز المحاسبية .

كما يعقد على هامش القمة، منتدى قادة شباب إفريقيا والمهجر، حيث يشدد على الالتزام بتعزيز الحوار بين المسئولين الأمريكيين والأفارقة في المهجر وتوفير منصة لشباب القادة الأفارقة من أجل التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات الراهنة، ويتضمن المنتدى عدة جلسات حول التعليم العالي وتنمية وتطوير القوى العاملة والصناعات المبتكرة وتحقيق العدالة البيئية.

ويعقد منتدى قادة الأعمال الأمريكيين والأفارقة تحت عنوان "الشراكة من أجل مستقبل أكثر ازدهارا لخلق فرص عمل وتحقيق النمو المستدام والشامل على جانبي المحيط الأطلنطي".

وسيطالب الرئيس بايدن بدخول الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين، وستتم مناقشة الأمر مع الهند التي تتولى رئاسة المجموعة خلال العام المقبل.

يذكر أن قمة أمريكا - إفريقيا هي القمة الثانية من نوعها، حيث عقدت القمة الأولى في عام 2014 بمبادرة من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.


-