EN 
تستضيف الأردن اليوم الثلاثاء قمة بغداد 2 والمقرر له أن يكون امتدادا لقمة بغداد 1، الذي عقد في العاصمة العراقية نهاية أغسطس 2021، فيما تضم القمة المنعقدة اليوم، كلا من البحرين وعمان لأول مرة، إلى جانب مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا، بهدف مناقشة وإخراج العراق من أزماته المتكررة.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن المؤتمر سيعقد لمناقشة التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي والدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتتناول القمة 5 ملفات بارزة يأتي على رأسها "الأوضاع في العراق ولبنان وسوريا ومكافحة الإرهاب وأمن الغذاء والطاقة ونووي إيران".
ويمر العراق بعدد كبير من التعثرات الداخلية، ومنها العنف والإرهاب وأزمة الاقتصاد والتي تفاقمت بسبب الأزمات العالمية، وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما فاقم من نقص الغذاء، إلى جانب أزمة المياه والجفاف بسبب شح الأمطار خلال الأعوام الأخيرة والذي سبب ضررا للزراعة في العراق بشكل مباشر وضاعف مشكلات التصحر.
حضور كبير في قمة بغداد 2
من المقرر أن يحضر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومعاونه إنريكي مورا الذي تولى التنسيق المباشر لمباحثات النووي، وأيضا أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
يحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، سفراء الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن المعتمدين لدى الأردن.
دور قمة بغداد في دعم العراق
في هذا الصدد، قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية العراقي، ورئيس مركز الأمصار للدارسات الاستراتيجية والأمنية، إن المؤتمر يعقد في نسخته الثانية بعد النسخة الأولى في أغسطس من عام 2021، تأكيداً لدعم العراق واستقراره في المنطقة في ظل أوضاع صعبة إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن قمة بغداد 2 تعمل على مواجهة التحديات التي يعاني منها العراق بجانب الدعم للحكومة العراقية أمام المشكلات التي تتعلق بالإرهاب والاقتصاد والأمن الغذائي وأيضا القمة تعمل على تيسير العلاقات بين العراق وجيرانهم في المنطقة العربية.
وأضاف العزاوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن قمة بغداد 2، تناقش ملفات متعددة منها الأمن الغذائي والدوائي ومواجهة الإرهاب خاصة مع تنامي التحركات الأخيرة لتنظيم داعش في المنطقة والعراق، مشيرا إلى دور مصر ووجودها في القمة مهم جدا إلى جانب المملكة العربية السعودية وتركيا والأردن والبحرين، ومشاركة المنظمات الدولية ومنها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
تحديات أمنية تواجهة المنطقة
وأكد أن هذه القمة، تعمل على تطوير العلاقات بين الدول المشاركة، فيما يعد الغرض الأهم هو مساعدة العراق على توفير الأمن والازدهار إلا أن هناك ملفات تهم المنطقة بشكل ستكون على طاولة المشاركين، حيث أن المشكلة الكبرى التي تواجه مؤتمر "بغداد 2" هو شكل وعلاقات دول المنطقة ببعضها، فما زال هناك مشكلة مع تركيا لم تحل حتى الآن رغم كل المحاولات الإيجابية من مصر والسعودية والإمارات ولكن المشكلة الكبرى مع إيران بسبب دعمها المسلح في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
القمة تحدد شكل العلاقات
ولفت إلى أن القمة ستناقش كل هذه الأمور، ولكن تؤسس لشكل العلاقة بين الدول المشاركة في المستقبل مع التحديات الكبرى التي تواجه العالم مثل نقص الغذاء وغيرها من أمور أخري، فهذه القمة يمكن أن يبني عليها قمم اخري في المستقبل لدعم الدول لبعضها ودعم العراق الذي عانى ويعاني كثيرا منذ عشرين عاما من الإرهاب والفساد ونقص الخدمات.
واختتم: وفي النهاية سيتم توجيه في القمة رسائل إيرانية بوقف الانتهاكات والتدخلات في العراق.
والجدير بالذكر، تناقش القمة دعم العراق وتوفير الاستقرار والأمن ، بجانب ملفات رئيسية كالتغيرات المناخية وأمن الطاقة والغذاء والإرهاب وتداعيات حرب أوكرانيا، فيما ستكون مناسبة مهمة للتباحث حول الملف النووي الإيراني والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتأثيرها على المنطقة وكذلك أزمة اللاجئين السوريين.
وسيتم توجيه رسائل إيرانية بوقف الانتهاكات والتدخلات في العراق، والفرنسيون يحاولون حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية للضغط على طهران لوقف القصف على كردستان العراق.
وباريس تتحرك في المنطقة في محاولة لتعزيز العلاقات وخلق محور عربي فرنسي مضاد للمحور الإيراني في مسعى لمحاصرة النفوذ الإيراني وتصاعده، بجانب ملف مكافحة الإرهاب بعد صحوة كبيرة لتنظيم داعش في سوريا والعراق ستكون على رأس أولويات القمة.
