الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر بغداد 2.. ماذا تريد القاهرة من المشاركات المتعددة في المحافل الدولية؟

مؤتمر بغداد 1
مؤتمر بغداد 1

يمر العراق مثله مثل كثير من دول العالم ببعض التعثرات الداخلية، ونحو الخروج من هذه التعثرات دعا العالم الماضي، وتحديدا في شهر أغسطس إلى عقد "مؤتمر بغداد 1"، الذي جمع عددا كبيرا من دول الجوار إضافة إلى الشركاء الإقليميين والدوليين.

وبحسب تصريحات لرئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي - فقد جاء "مؤتمر بغداد 1" تجسيدا لرؤية العراق في إقامة أفضل العلاقات، بالإضافة إلى أنه حدث مهم ليس للعراق فقط، بل للمنطقة كلها.

وشارك في المؤتمر الأول الذي استضافته العاصمة العراقية كل من مصر والأردن، إضافة لعدد كبير من الدول بينها: إيران والإمارات والكويت والسعودية وقطر وتركيا وفرنسا، وممثليين عن منظمات ومؤسسات دولية متعددة.

مؤتمر بغداد 1 

بغداد 2 بين دعم وتحصين 

ويجمع تعاون عربي مستمر بين مصر والأردن والعراق، والذي يأتي في لتعزيز الروابط القائمة بين الدول الثلاث الشقيقة، وللتباحث حول ما يمكن عمله إزاء المشروعات المشتركة بينهم.

وتستعد العاصمة الأردنية عمَّان الثلاثاء لعقد "مؤتمر بغداد 2"، الذي يراد له أن يكون استمراراً لـ"مؤتمر بغداد 1" الذي عقد في العاصمة العراقية نهاية أغسطس 2021.

ويضم المؤتمر المقبل عضوين جديدين هما البحرين وعمان إلى جانب مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران وبالطبع العراق وفرنسا، وهو مؤتمر إقليمي حول العراق بمشاركة فرنسا، وسط التهاب الحدود بين العراق وتركيا وإيران وسوريا، واستمرار دوي الضربات الصاروخية العابرة للحدود.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن المؤتمر سيعقد لمناقشة التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، بمشاركة المملكة الأردنية الهاشمية ومصر والعراق وعدد من الدول المتوقع مشاركتها ومنها فرنسا.

وقبل أيام قليلة على انعقاد "مؤتمر بغداد 2" تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تفضي إليه المساعي المبذولة لتوحيد الموقف من جملة قضايا كان المؤتمر قد رفعها من ضمن برنامج الأولويات الفرنسية الخاصة بالمنطقة التي رسمها في حينه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتلك التي هدف إليها أولى المنظمين رئيس الحكومة العراقي السابق مصطفى الكاظمي.

وعلى المستوى الفرنسي فقد تعهد ماكرون في ذلك المؤتمر بأن تكون فرنسا بما لها من ثقل دولي وأوروبي للمساعدة في تجاوز قضايا النازحين بعدما ألقت الأزمة السورية بثقلها على ما بقي من العراقيين خارج بلدانهم، كما بالنسبة إلى إعادة ترميم الإدارة العراقية ومواجهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وقد وقعت في حينه مجموعة من الاتفاقيات المشتركة بين باريس وبغداد لا تزال قيد التنفيذ.

الرئيس ماكرون 

العمل على مقاربة الملفات 

أما الكاظمي فقد كان يسعى إلى ترميم علاقات بلاده مع جيرانها، حيث تسعى بغداد إلى أكبر مصالحة بين جيرانها بما لم يسبقها إليها أحد عندما احتضنت مجموعة اللقاءات بين الجارين الكبيرين السعودية وإيران بعدما نجحت في تأمين انعقاد خمس جولات من المفاوضات بينهما، واعتقد البعض أنها توقفت إلى أن استكمل الرئيس الجديد للحكومة الدكتور محمد شياع السوداني جلساتها.

ومن جانب ذلك، فقد كشفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية تواكب التحضيرات الجارية للمؤتمر الثلاثاء - بأن العاصمة الأردنية تحولت مسرحا لمجموعة لقاءات العمل العربية والغربية ومجموعة من ممثلي المنظمات الأممية كالمفوضية السامية لشؤون النازحين، والأونروا لمقاربة بعض الملفات المطروحة عليها ولا سيما القضايا المعيشية والاقتصادية وتلك الخاصة بالنازحين السوريين والعراقيين.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن سوريا ليست عضوا في المجموعة على الرغم من وقوعها من بين دول الجوار العراقي، كما لبنان الذي بقي خارج دائرة المؤتمر على أساس أنه ليس من دول الجوار، ولكن مشاركة مصر ودول أخرى فيها نزع التبرير الذي تبلغ لبنان يومها، وتبين أنه استبعد على خلفية مواقف الحكم فيه وخلافه مع الدول الخليجية والعربية.

واستضاف بغداد، العام الماضي، مؤتمرا شارك فيه الإمارات ومصر والسعودية وقطر والكويت وإيران وتركيا وفرنسا، بالإضافة إلى العراق.

ويناقش "مؤتمر بغداد 2" أبرز ملفات التي تتعلق بـ أزمة المعارضة الكردية الإيرانية المتصاعدة الأسابيع الأخيرة، والتي دفعت طهران لتوجيه ضربات صاروخية لمقرات أحزاب كردية إيرانية معارضة في شمال العراق، تتهمها إيران بالتمرد.

بجانب الضربات التركية في شمال العراق تحت عنوان "عملية مخلب السيف"، حيث تقول أنقرة إن عناصر كردية تركية لجأت إلى كردستان العراق، وتتعاون مع حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.

قمة بغداد 

مصر والأردن والعراق

ومناقشة الأوضاع في سوريا كونها من دور الجوار للعراق والأردن وتركيا، وخاصة مع توجيه أنقرة تهديدا بتنفيذ توغل عسكري بري في شمال شرق سوريا، لأجل مطاردة جماعات كردية تدرجها ضمن قائمة الإرهاب.

ويحاول المؤتمر تقريب وجهات النظر بين بغداد وطهران وأنقرة، والتعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في العراق، حيث من المتوقع أن تفتح مشاريع إعادة الإعمار، التي تقدر مليارات الدولارات شهية الدول التي تريد الاستثمار هناك، ومحاولات دولية لـ عودة العراق إلى وضعه.

والجدير بالذكر، أن الهدف من "مؤتمر  بغداد 2" هو دعم العراق والتضامن معه في مواجهات التنظيمات الإرهابية كما صرح وزير الخارجية سامح شكري.

ومن جانبه صرح، السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اجتماع الآلية الثلاثية في عمان من المقرر أن يناقش الموقف من تنفيذ مشروعات التعاون الثلاثي المطروحة بين الدول الثلاث في العديد من المجالات، تنفيذاً للتوجيهات الصادرة من قادة مصر والأردن والعراق في اجتماعاتهم المتعددة لتعزيز المصالح المشتركة.

وأضاف السفير أبو زيد، بأن الاجتماع سيتطرق أيضاً إلى الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، وما تفرضه من تحديات تتطلب التنسيق المستمر بين مصر والأردن والعراق، فضلاً عن الإسهام في العمل على حلحلة الأزمات التي تمر بها المنطقة وتعزيز بنية السلم والأمن.

والجدير بالذكر، مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، مؤتمر لدول الجوار العراقي، عقد لأول مرة السبت 28 أغسطس 2021 في العاصمة العراقية بغداد، شاركت فيه تسع دول عربية وأجنبية، إضافة إلى عدة منظمات إقليمية ودولية.

مؤتمر بغداد 1

مؤتمر بغداد 1 للتعاون

وكان الهدف من مؤتمر بغداد 1 الأولى مساندة العراق أمنيًا واقتصاديًا بما يحقق استقراره وسيادته ووحدة أراضيه، ودعا دول المشرق العربي وجواره للتعامل مع تحديات المنطقة على أساس التعاون والمصالح المتبادلة وحسن الجوار.

وضمت قائمة البلدان المشاركة كل من الإمارات والسعودية والكويت ومصر والأردن وقطر وإيران وتركيا وفرنسا إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ودول العشرين والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وناقش الرئيس الفرنسي في "مؤتمر بغداد 1" ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.

بجانب أن القادة الثلاثة مصر والأرن والعراق اتفقوا على "مواصلة التنسيق حول عدد من الملفات الإقليمية كالملف السوري والليبي وكذلك اليمني والفلسطيني، وعلى صياغة رؤية مشتركة حول هذه القضايا من خلال التعاون والتنسيق من أجل مساعدة الأشقاء في هذه الدول على مواجهة هذه التحديات"، بجانب أيضا التركيز على الاستثمار والتعاون الاقتصادي، والعمل المشترك في مجال الصناعات الدوائية وإنشاء مدن صناعية.

قادة مصر والأردن والعراق