تستضيف الأردن اليوم الثلاثاء قمة بغداد 2 والمقرر لها أن تكون امتدادا لقمة بغداد 1، التي عقدت في العاصمة العراقية نهاية أغسطس 2021، فيما تضم القمة المنعقدة اليوم، كلا من البحرين وعمان لأول مرة، إلى جانب مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والعراق وفرنسا، بهدف مناقشة وإخراج العراق من أزماته المتكررة.

قمة بغداد ومشاركة السيسي
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قليل، إلى العاصمة الأردنية عمان للمشاركة بقمة بغداد 2 في إطار دعم مصر لعودة العراق الشقيق لدوره الفاعل والمتوازن على المستوى الإقليمي، والحرص على ضمان أمنه واستقراره.
وتأتي مشاركة السيد الرئيس السيسي في المؤتمر إلى مناقشة السبل الكفيلة لتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.
جدير بالذكر، واجه العراق إلى جانب دول وشعوب عربية أخرى على مدى السنوات الماضية التأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة لشعب شقيق وارتدت بتداعياتها على شعوب الجوار في سياق شهد تدخلات خارجية متنوعة، من اجل ذلك أجتمع الزعماء في مؤتمر "بغداد 1" ويستكملون في القمة اليوم "بغداد 2" دعم العراق والتباحث بشأن التحديات والقضايا المشتركة والآفاق المستقبلية.

قمة بغداد واستقرار العراق
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكتب الصحفي والباحث السياسي، إن قمة بغداد في نسختها الثانية المنعقدة في الأردن تأتي ضمن الجهود الإقليمية والدولية الداعمة للاستقرار ودعم العراق على الصعيد الاقتصادي، أو في مواجهة الإرهاب وبالتالي هي تأكيد على الدعم الإقليمي والدولي فيما يتعلق باستقرار العراق.
وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن القمة تأتي بعد استقرار سياسي يشهده العراق الآن بعد وجود رئيس وزراء جديد وأيضا رئيس جديد، وبالتالي الفرصة الان مواتية لاستكمال المسار الخاص بقمة "بغداد 1" التي انعقدت في العام الماضي في أغسطس عام 2021، والمشاركة هذا العام أيضا تضم عدد إضافي من الدول بالإضافة الي 9 دول التي شاركت العام الماضي.
وتابع: نتحدث هذا العام عن ضيفين جديدان وهم "البحرين وسلطنة عمان" إذا هناك رغبه إقليمية للمشاركة في القمة لدعم العراق في مساره التنموي، بجانب الكثير من التحديات والملفات على طاولة هذه القمة سواء فيما يتعلق بـ الملفات التقليدية المتعلقة بدعم المسار السياسي والدولة الوطنية والحفاظ على عروبة العراق ومساندة العراق في مكافحة الإرهاب و دعم مسارات التنمية والإصلاح الاقتصادي وغيرها من المتطلبات داخل العراقي للمضي نحو الاستقرار الشامل أو فيما يتعلق بالملفات الخاصة بـ الأمور المستجدة وعلى راسها الأمن والتغيرات المناخية والامن المائي وغيرها من ملفات.

مصر داعم محوري للعراق
واكد أن "المشاركة المصرية في الحقيقة مشاركة بارزة ومؤثرة ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي المرة الثانية بقمة بغداد تؤكد ان الدولة المصرية داعم أساسي ومحوري لاستقرار العراق".
أضاف أن "الثوابت المصرية فيما يتعلق بدعم الاستقرار في العراق لم ولن تتغير بل ان مصر طوال الوقت داعمة للعراق في جهودها نحو مسارات الاستقرار السياسي او محاربة الإرهاب، حتي فيما يتعلق في التنمية والاعمار وبنجد مصر شريك أساسي للدولة العراقية في مسارات الاعمار والتنمية سواء عبر التعاون الثنائي او عبر الألية الثلاثية التي تجمع مصر والأردن والعراق".
واختتم: بالتالي من المنتظر أن تكون القمة ناجحة ومهمة بالنسبة للجانب العراقي لان القمة تمثل للعراق دعم معنوي وسياسي واقتصادي، بجانب وجود عدد من القضايا الإقليمية الأخرى التي تفرض نفسها نتيجة وجود العدد الكبير من الدول وعلى رأس القضايا دعم الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وفي إقليم العربي بالشكل الخاص.

والجدير بالذكر، تناقش القمة دعم العراق وتوفير الاستقرار والأمن، بجانب ملفات رئيسية كالتغيرات المناخية وأمن الطاقة والغذاء والإرهاب وتداعيات حرب أوكرانيا، فيما ستكون مناسبة مهمة للتباحث حول الملف النووي الإيراني والأزمات في سوريا وليبيا واليمن وتأثيرها على المنطقة وكذلك أزمة اللاجئين السوريين.
وسيتم توجيه رسائل إيرانية بوقف الانتهاكات والتدخلات في العراق، والفرنسيون يحاولون حشد أكبر عدد ممكن من الدول العربية للضغط على طهران لوقف القصف على كردستان العراق.
وباريس تتحرك في المنطقة في محاولة لتعزيز العلاقات وخلق محور عربي فرنسي مضاد للمحور الإيراني في مسعى لمحاصرة النفوذ الإيراني وتصاعده، بجانب ملف مكافحة الإرهاب بعد صحوة كبيرة لتنظيم داعش في سوريا والعراق ستكون على رأس أولويات القمة.
