الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حبيبي يا ربنا.. كيف تسبب سعيد صالح في توبة بلطجي الإسكندرية بالسجن؟

صدى البلد

مع ظهوره على المسرح، لا يمكنك سوى الجلوس للاستمتاع بطريقته وإفيهاته التي يطلقها، تشعر أن هنالك شيئاً مختلفاً سيحدث، كان أداؤه ترسيخاً لمفهوم جديد في الحركة المسرحية، حيث كان لـ سعيد صالح طلته وحضوره الطاغي، رافضا أن يظل حبيس النص، ليصل بمسرحه أن يكون سياساً واجتماعياً، ليتحول بسبب ذلك الى حبيس الجدران، بسبب الخروج عن النص.

حبس سعيد صالح للخروج عن النص

انطلاقاً من مسرحية "مدرسة المشاغبين" وشخصية مرسي الزناتي، بدأ سعيد صالح في التوهج، وبدأت موهبته تتبلور، بعدما ذاع سيطه في مسرحية "هاللو شلبي" وأصبح لطعم الإفيه معنى في أذهان الجمهور، أكتملت تلك الحالة للإفيه وتأكدت مع شخصية سلطان السكري في “العيال كبرت” وتوالت في العديد من المسرحيات.

في عام 1981 قدم «صالح» مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» وعلى إثر جملة خروج بها عن النص حكمت عليه المحكمة بالحبس 6 اشهر، وغرامة 50 جنيه، بتهمة السخرية من رؤساء مصر.

حكاية ياقوت بلطجي الاسكندرية 

كانت المرة الأولى التي يتم فيها حبس فتى المسرح، وفي السجن تعرف بشاب يدعى ياقوت عبد ربه، زامله في السجن، وكان عبد ربه بلطجي ذي شهرة في الاسكندرية.

في حوار له مع الاعلامية صفاء أبو السعود، قال ياقوت: "انا كنت أشقى عيل في إسكندرية، مكنتش بتفاهم مع حد، لحد ما قابلت سعيد صالح في السجن، هو اللي خلاني أحب الناس وأعاملهم بالحسنى والطيبة، ووجهني للخير، وعملت حاجات كويسة في حياتي كان سببها سعيد صالح".

سعيد صالح مكسب لأي حد 

أضاف عبد ربه: "أنا كنت ممكن أبقى كويس وأعمل خير من زمان، بس مكنتش أعرف، كنت عايش طحن في الناس، طايح فيهم ومش بيهمني أي حد، ومعملتش أي حاجة كويسة في حياتي ومشيت كويس وكسبت كويس واتجوزت وخلفت وبقيت انسان كويس الا بسبب سعيد صالح".

وتابع: "كان دايما بيوجهني للصح والخير، وكانت أي مشكلة تحصلي كنت أقوله فيقولي انا غلطان فيها ولا لأ بمنتهى الصراحة، سعيد صالح مكسب لأي حد، وعمره ما يكون خسارة".

حكاية سيم بينهما في السجن

وقال زميل سعيد صالح: «أبو هند واحنا في السجن كنت دايما وانا داخل الزنزانة بقول "حبيبي يا ربنا، يا حنين عليا يارب"، هو حب الكلمة دي قوي فبقيت دايما أنا أدخل أقول حبيبي يا ربنا، وهو يرد عليا يقول يا حنين عليا يارب».

واستكمل: «لفت الأيام وخرجت أنا من السجن قبله، وفي يوم طلع خبر إن الأستاذ سعيد أتوفى، والله العظيم وقتها حسيت ان ربنا خد مني أحلى حاجة في حياتي، فطلعت اجري لحد ما وصلت للسجن، واتعاركت مع ظابط نبطشي وقلتله لازم اشوفه، مرضيش يخليني اشوفه وقالي انه كويس، وكان معاه دلوقت، انا مصدقتش الضابط فطلعت للشارع، ولفيت ورا السجن عند الزنزانة بتاعة سعيد بالظبط من الشارع، وبعلو صوتي قعدت أصرخ وأقول "حبيبي يا ربنا"، ومبطلتش أقولها لحد ما سمعت صوته بيرد عليا "يا حنين عليا يارب" فاطمنت وعرفت انه عايش وبخير الحمدلله».