EN 
كشف الروائي طارق إمام عن سر كتابة رواية "هدوء القتلة" في خمس سنوات، وعن صراعه في عمل رواية بوليسية ذات فكر، وعن تقمصه للشخصيات في كتاباته، وناقش فكرة رفضه كتابة السيرة الذاتية.
طارق إمام: كتبت “هدوء القتلة” في خمس سنوات
قال الروائي طارق إمام :"دائما ما أتساءل: لماذا رواية عدد كلماتها أقل من 17 ألف كلمة كتبت في خمس سنوات؟ فهو عدد سنوات كبير، ويمكن أن يكون السبب أني كنت أقف كثيرا فيها وأرجع لها، فهي رواية عن القاهرة وهي أول رواية لي عن القاهرة، و كنت أريد كتابتها كأني أكتب قصيدة، وهي كتبت بضمير المتكلم فيجب عند كتابتها أن يعبر الشاعر عن لغته، ولم تكن مسألة سهلة".
وأضاف طارق إمام، خلال ندوة في “صدى البلد”: "والأمر الأهم أني أكتب رواية التيمة الأساسية لها تجارية، وهي القاتل المتسلسل السفاح الذي يقتل، وهو أمر منتشر في الروايات والأفلام، فكان الأمر كيف تصنع من تلك الفكرة فكرة جديدة وتصبح رواية أفكار وتأملات، وكيف يشعر القارئ أنه أمام رواية بوليسية كما أراد، ويشعر القارئ الآخر أنه أمام رواية أفكار، وأنا أكتب لطارق إمام الذي يعشق الروايات البوليسية والروايات ذات الفكر والتأمل، فكيف أصنع ذلك في رواية كنت أعرف أنها لن تكون رواية ضخمة؟ فكان الأمر صعبا".
طارق إمام: الروائي يشترك مع الممثل في التقمص
وتابع طارق: "التأثر يكون بالأجواء الخاصة بالعمل واللغة والعالم الذي ينشئه العمل، وكل هذا أعيش بداخله، فإذا اخترعت مدينة في رواية أكون أحد سكانها، وإذا اخترعت شخصية أكون دائما في حالة حوار معها، ولا يكون الخروج من العمل سهلا، وأفضل طريقة للخروج من عمل هي الشروع فورا في بدء عمل آخر، ودائما أشعر أن الروائي يشترك مع الممثل في التقمص في فترات كثيرة، والكاتب عندما يتقمص شخصية يتقمص صوتها ومشاعرها، لدي روايتان البطلة فيهم امرأة، فيجب عند كتابتي أن أشعر أنني داخل المرأة نفسها، فالخروج من تقمص الشخصيات ليس سهلا".
وأوضح أن: "كل عمل ينتج من اللحظات الأولى له شروطه الأساسية، وعندما تأتي لي فكرة ككاتب في الوقت الحالي فهي تأتي ملتبسة باللغة وموقف سيتطور، وعندما تفكر في بداية الأمر تفكر في القصة والقصة تخلق شخصية، فلا توجد قصة بدون شخصية ولا توجد شخصية في السرد لا تقوم بشيء، فالأمور تأتي ملتبسة وبعد ذلك يأتي تطويرها".
طارق إمام: أرفض كتابة السيرة الذاتية ونجيب محفوظ لم يكتب سيرته
وقال طارق إمام: "لا أتخيل أنني سأكتب سيرة ذاتية، فهي على مستوى الثقافة العربية شكل خطر جدا وبها بوح كامل، فنحن نخلق شخصيات فيتخيل القارئ أن تلك الشخصيات هي نحن، ونحن مجتمع يحب فكرة التلصص والتجسس والفضول، فإذا كتب الكاتب عملا خاصا بحياته هل سيغفر له، فالسيرة الذاتية هي البوح بالمسكوت عنه وكتابة شيء شائك وفتح الصندوق الأسود، وليس قصص نجاح وكفاح، وأنا لا أعتبر أن نجيب محفوظ كتب سيرته الذاتية، فهو كتب نصا فنيا شديد الفنية، حتى أنه سماه بذكاء أصداء السيرة الذاتية".
