الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر الحل السحري.. هل توقف زيارة بلينكن للقاهرة الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين؟

بلينكن يزور القاهرة
بلينكن يزور القاهرة وسط تصعيد للعنف بين إسرائيل وفلسطين

تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حالة من التوتر بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما ارتكبت مجزرة داخل مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية، ليأتي الرد سريعا من قبل الشباب الفلسطينيين الذين قاموا بعملية استشهادية داخل مدينة القدس المحتلة، ليقتل على أثرها 8 إسرائيليين.

توتر داخل الأراضي الفلسطينية 

الحكومة الإسرائيلية وحالة التوتر 

الحكومة الإسرائيلية ومنذ أدائها اليمين نهاية العام الماضي، كانت سببا في حالة التوتر داخل الأراضي المحتلة نتيجة ما ترتكبه من أفعال إجرامية وانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني سواء في القدس أو الضفة الغربية أو رام الله أو غزة ومختلف البلدات والمدن الفلسطينية.

وأعلن قبل أيام عن زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة قبل عدة أيام، ومن المتوقع أن يصل مساء اليوم، الأحد، أو فجر غد، الاثنين، من أجل عقد مجموعة من اللقاءات مع القيادة السياسية في مصر والسلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال.

الزيارة تأتي وسط أجواء ملتهبة، خاصة بعد إظهار الفلسطينيين قوة رد الفعل على الأفعال الإجرامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أصاب حكومة نتنياهو بصداع شديد، لأنها لم تكن تعلم قوة رد الفعل الفلسطيني، خاصة بعد عملية القدس الاستشهادية.

الإدارة الامريكية تثق كثيرا في مصر كشريك وحليف استراتيجي وفي دورها القوي في المنطقة، خاصة قدرتها على إقناع الطرفين بوقف العنف لما تمثله من قوة في هذا الملف.

وتعول الإدارة الأمريكية على القاهرة في عودة الطرفين إلى الجلوس على مائدة الاتفاق ووقف حالة العنف الكبيرة، خاصة بعد رد الفعل الفلسطيني الذي لم يكن متوقعا لا من قبل الإدارة الأمريكية ولا من قبل إسرائيل وحلفائها.

مصر لم تتخلَ يوما عن القضية الفلسطينية ولا عن الأشقاء الفلسطينيين ووقفت بجوارهم منذ أكثر من 70 عاما، ولا تزال تؤدي دورها على أكمل وجه، وسبق وتدخلت العام الماضي في وقف العنف بعد اشتعال الأمور بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

الزيارة وسحب فتيل الأزمة 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه في ظل توتر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ومبادرة الاحتلال للتصعيد ضد شعبنا من خلال اقتحام جنين ودفع السلطة للإعلان عن وقف التنسيق الأمني، تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن للمنطقة لسحب فتيل الأزمة قبل أن تتسع دائرة النار.

وأوضح الرقب، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه رغم أن الزيارة كانت معدة سلفاً، إلا أن توقيتها جاء في ظل تصاعد التوتر بشكل كبير جدا، ويدرك البيت الأبيض الدور الذي تلعبه جمهورية مصر العربية وتأثيرها على معظم الأطراف في المنطقة، لذلك ستكون زيارة جمهورية مصر العربية خطوة مهمة من قبل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن كمحاولة لتهدئة الأمور، والأهم وضع حد لتهور عصابة نتنياهو.

وأضاف: “كانت القاهرة قد حذرت من قبل من سلوك حكومة نتنياهو وضرورة منع هجومها على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وفتح آفاق سياسية للشعب الفلسطيني ولكن دون أن يتحرك البيت الأبيض لمنع وصول الأمور لهذه المرحلة من التصعيد، ومن المتوقع أن تلعب القاهرة دورا مهما في عودة الأمور لوضعها الطبيعي والعمل على إعادة الأمل للعملية السياسية”.

واختتم: “نحن لسنا دعاة حرب، بل دعاة سلام، ولكن نريد أن يقر الاحتلال بحقنا في إقامة دولتنا الفلسطينية وكف يد المتطرفين عن مصادرة أراضي الدولة الفلسطينية، وعلى ثقة بأن القاهرة ستلعب دورا مهما لجعل الأمريكان يعيدون الاهتمام بقضية التسوية في المنطقة”.

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

مصر والقضية الفلسطينية 

وكانت وستظل مصر الحاضن الأكبر لقضايا العرب الأشقاء، حيث سجل التاريخ مساهمات عديدة للدولة المصرية في إنهاء الأزمات في المنطقة العربية وإعادة الاستقرار، تكريساً لدورها في محيطها العربي والإقليمي كدولة محورية ورئيسية في المنطقة العربية، وبما لها من ثقل إقليمي وعربي قوة ومكانة، وما يضيفه لها موقعها الجغرافي ودورها التاريخي.

ومنذ 1948 أولى صانع القرار المصري اهتماما كبيرا بـ القضية الفلسطينية، وعبر أكثر من نصف قرن عملت الدولة المصرية على دعم الحقوق العادلة لأبناء الشعب الفلسطيني، والتي على رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل موقف وطني موحد.

ومنذ 11 نوفمبر 2002، ترعى مصر الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وتتم استضافته في القاهرة في جولات متكررة بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطيني.

ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت القضية الفلسطينية بؤرة اهتمام القيادة السياسية، وأكد الرئيس في مناسبات عدة استمرار مصر في جهودها الدؤوبة تجاه القضية الفلسطينية، لكونها من ثوابت السياسة المصرية، مشدداً على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

مصر وفلسطين