الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اندثار مهنة رعي الإبل في واحات الوادي الجديد والتربية بالطلب

تعد تربية ورعي الجمال بواحات الوادي الجديد من أقدم المهن التي عرفها السكان الأصليين والذين استوطنوها  منذ آلاف السنين خاصة من الرومان الذين ازدهرت في عصورهم تلك المهنة ، خاصة أن تلك الحيوانات تلقب بسفينة الصحراء لتحملها الجوع والعطش وحرارة الجو والمناخ الجاف الذي تشتهر به الواحات .

يقول عيد رحمي رشدان من قرية غرب الموهوب ان مهنته الوحيدة طوال حياته هي رعي الإبل ،  لان الجمل يعتبر من أنسب الحيوانات التى يتم تربيتها فى الواحات على عكس حيوانات أخرى لم تنجح تربيتها مثل الجاموس الذى يربى فى محافظات الصعيد والدلتا لعدم تحمله درجات الحرارة المرتفعة، فالجمل يتحلى بالصبر وبتحمل المشقة والجوع والعطش كما انه يربى على الحشائش والنباتات البرية التى تنمو فى الصحراء  كالعاقول والاتل والعبل وكلها نباتات تنمو فى الصحراء وفى مخرات الامطار والسيول.

وأضاف رحمي أن مهنة رعي الابل  اندثرت هذه الأيام بسبب قلة المراعي وزراعة معظم المناطق الصحراوية ، وقلة الاعتماد علي  الإبل في زراعة الارض لظهور الآلات الحديثة.

وأكد  أن الابل  قديما كانت تستخدم فى السفر وفى الأعمال الحقلية  كما انها  كانت الوسيلة الوحيدة للانتقال من  الواحات الى المحافظات الاخرى قبل شق الطرق وظهور اختراع السيارات فضلا على أنها كانت تسير على شكل قوافل لتنقل المنتجات الزراعية  ، فكانت تحمل عليها محاصيل  البلح والشعير والقمح والزيتون وغيرها من المنتجات التى كان اهالى الواحات يبيعونها في المحافظات الأخرى إلا أن ظهور وسائل النقل الحديثة أدى إلى اختفاء سفينة الصحراء.

 

وأشار إلى أن الجمال كانت تستخدم في الماضي لأداء فريضة الحج والعمرة  قاطعين بها آلاف الكيلو مترات وما يبرهن على ذلك هو قيام الحجيج حتى الآن برسم صور الجمل بجوار صور الطيارة والاتوبيس والباخرة على منازلهم فور عودتهم من بيت الله الحرام  وهى طقوس وعادات وتقاليد اعتاد أهالي الواحات عليها منذ مئات السنين.

وتابع أن أهالى محافظة الوادى الجديد،  يقومون بتربية الجمال هذه الايام  لحد الطلب فقط  بقصد الاتجار فيها وبيعها الى الأسواق بمحافظات الصعيد كسوق اسنا بمحافظة الاقصر وسوق الجمال بأسوان، مشيرا إلى أن أغلب المزارعين اتجهوا الى عمل حظائر خاصة بها لتربيتها وتسمينها بعد ان كانت ترعى فى المراعي وسط السهول والوديان الامر الذي ادي الي اندثار الابل .

من جانبه قال سالم نعمان تاجر جمال إن تربية الإبل  أصبحت  مهنة صعبة وشاقة  علي خلاف إطلاقها  في المراعي فنجد أغلب المهتمين بتربيتها قاموا  حاليًا بعمل حظائر لها علي خلاف طبيعتها  وشراء الأعلاف لها وتسمينها وتكبيرها وبيعها الى التجار الذين يتوافدون كل فترة الى المحافظة.

وأكد نعمان أن الجمال لها فوائد كثيرة فيتم ذبحها لتؤكل لحومها ويستفاد من لبنها وبولها وجلودها للشفاء من عدد كبير من الأمراض المستعصية.