الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الحرم النبوي: من أعظم الذكر تلاوة كتاب الله والتغني بآياته

المسجد النبوي
المسجد النبوي

قال الشيخ عبدالبارئ الثبيتي إمام وخطيب الحرم النبوي، إن المؤمن إذا سمع الذكر أو الموعظة، يزداد إيمانه، كما وصف الله تعالى المؤمنون وزكاهم بأنهم إذا ذكر الله تعالى وسمعوا الذكر وجلت قلوبهم و زادهم إيماناً .

أسباب وجل القلوب

وأوضح خطيب الحرم النبوي، خلال خطبة اليوم الجمعة من المسجد النبوي، أنه من أجل أسباب وجل القلوب لهج اللسان بذكر الله تعالى قال تعالى (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ). 

وبين خطيب الحرم النبوي أن من أعظم الذكر تلاوة كتاب الله والتغني بآياته فمن اقبل عليه شرح الله صدره وعاش في رحابة و أورثه خشية الله ولان قلبه و أورثه خشية وحياء من الله وزاده إيمانا قال جل من قائل (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)، وإن من أسباب وجل القلوب عدم الغفلة عن التوبة وتعاهد الاستغفار وسرعة. 

اتباع الأهواء ومداخلها 

من جانبه، أشار الشيخ ياسر الدوسري خطيب الحرم المكي إلى أن في شريعةُ رسولِ الله ﷺ سفينةٌ مأمونةٌ، مَنِ اعتصَمَ بركُوبِهَا نجَا، ومحجةٌ مَنْ سلكَ طريقَهَا وصلَ إلى الـمُنَى، لأنَّهُ ﷺ مُؤيَّدٌ بالعِصْمةِ (وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ . إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ) فذلِكُم الكمالُ الذي لا نقصَ فيهِ، والجمالُ الذي لا تزويرَ يعْتَريهُ، والجلالُ الذي لا دُونَ فيهِ، ففي ذلكَ الشفاءُ والمطلوبُ، وَمَنِ اقْتدَى بهِ تجنَّبَ الآثامَ والذنُوبَ، وأقلعَ عَنِ القبائحِ والعيوبِ، وَبلغَ مِنْ رَحْمَةِ مَوْلَاهُ الـمُنَى والمرغوبَ، قالَ علَّامُ الغُيوبِ: لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ ).

وحذر إمام الحرم المكي من اتباع الأهواءَ ومداخلَهَا فإنَّ لها صُورًا وألْبِسةً تغرُّ كثيرًا مِنَ الناسِ، ولا يزالُ الشيطانُ يلِجُ على المؤمنِ مِنْ أبوابِ الهوَى حتى يهلكَهُ، ولا يقفُ أمامَ هذه الأهواءِ ويوصدُ أبوابَهَا إلا تجريدُ الاتبـاعِ للنبيِّ المصطفَى ﷺ، فاتبعوه حقَّ الاتِّباعِ، ولا تحيدُوا عن مسلَكِهِ ولو دعتكُم إلى ذلك الدواعِي، فما ثَمَّ إلا اتباعٌ أو ابتداعٌ، فعنْ عبدِ الله بنِ عمْرِو بنِ العاصِ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ» وقد زَجَرَ النبيُّ صل الله عليه وسلم الثلاثةَ الذين شدّدُوا على أنفسِهِمْ؛ فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: «أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» وكانَ مِنْ أواخِرِ وصايَا عمرَ أنَّهُ قالَ: «قَدْ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِض، وَتُرِكْتُمْ على الْوَاضِحَةِ، إِلاَّ أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يَمِينًا وَشِمَالًا» .