الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر التي في خاطري

منى أحمد
منى أحمد

هل أنت مصري أم عاشق لمصر؟ سؤال طرحه أحد مواقع التواصل على متابعيه.. وما بين الانتماء والحب وبطريقة لا شعورية سألت نفسي هل أنا مصرية الجنسية بحكم المولد لأبوين مصريين وعلى أرض مصرية أم عاشقة لها وما الذي أعشقه فيها.

مصر ليست بلدا غنيا، لكنها حالة إنسانية ووجودية ووجدانية متفردة.. مصر قد لا تكون الأجمل لكنها الأرحب بأرضها التي لا ترد قاصدا أو لاجئا أو مستجيرا.. هي الأدفأ بمشاعر أولادها الطيبين.

مصر هي أرض الكنانة مهد الأديان منها بدأ موسى عليه السلام دعوته وكان فيها التجلي الإلهي الأعظم والوحيد، وإليها لجأ المسيح وأمه الطاهرة  مريم العذراء عليهما السلام هاربين من الاضطهاد والظلم ، وعليها عاش يوسف عليه السلام وقال عنها حين دعا إليها أبوه يعقوب عليه السلام وإخوته ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .

ومنها تزوج أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وسيد الخلق نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال عن أبنائها إنهم في رباط إلى يوم الدين .. ومصر الوحيدة التي ذكرت في القرآن بالاسم في أكثر من موضع.

مصر صاحبة الـ 7000عام من الحضارة الإنسانية، قدم فيها المصري القديم أبدع وأعرق وأقدم حضارات العالم ، الرائدة في فنونها وعمائرها وابتكاراتها العلمية التي أذهلت العالم بعلمها وفكرها.

وظلت الجينات الحضارية متصلة الحلقات، خفتت كثيرا نعم، لكنها لم تنتهِ، فمصر الأم الكبيرة العطوف التي تمنح وتعطي ولا تنتظر المقابل، عطاؤها بلا حدود.. هي الحصن الحصين التي لا يشعر فيها زائروها بغربة.

مصر رغم  التعداد السكاني الذي وصل لنحو ما يقرب 105 ملايين ومع شظف العيش استضافت دون ضجر الملايين من السوريين والليبيين واليمنيين والعراقيين يقتسمون خيرها مع أبنائها دون تفرقة.

سر كبير وغموض غريب وسحر من نوع خاص لا يستطيع أحد أن يفك طلاسمه .. إنها مصر الكبيرة الساحرة البهية عشقها وحبها يسري سريان الدم في العروق مجبورين غير مخيرين، يحملها كل مغترب في سويداء القلب، ومهما مرت سنوات غربته يحن للعودة لها ولو حل أجله يطلب أن يحتضنه ترابها، فهي لا تقطع الحبل السري بينها وبين أبنائها.

هي البلد الوحيد، التي يأتي إليها الزائر ويغادرها حاملا شوقا لها ولمَ لا، فمصر آسرة لكل من ولد عليها أو عاش فيها، مصـر هي الأصالة التي شكلت وجدان المنطقة العربية فهي  أحمد شوقي  ورامي وأم كلثوم وسيد درويش .. مصر هي يوسف وهبي وفاتن الحمامة.. مصر هي محمد عبد الوهاب ويوسف شاهيـن.. مصر هي سعـد زغلـول وجمال عبد الناصر وأحمد زويل وسميرة موسى وجمال حمدان ونجيب محفوظ وغيرهم الكثير.

مصـر هي نـهـر النيـل وقلب الأمـة العربيــــة العظيمة التي لا تنحني مهما عصفت بها الرياح، تظل شامخة باقية رغم الأزمات هي الباسمة رغم ما مر بها من مِحن.

مصر كلمة السر في قلب كل محب وعاشق لها ووله بها،  رُسمت بملامحها الجميلة الآسرة الوجدان.. هي من تسكن القلب وستظل في أعماقنا ، فمصر علي الخريطة الجغرافية بقعة خاصة جدا جدا لكل من ولد عليها وعاش على أرضها.