EN 
بكل جد واجتهاد حول " محمد رجب" ابن قرية أولاد عمرو بـ قنا ، إعاقته إلى حافز وتحد، لمواجهة دعوات الإحباط التى كانت تطالبه أن يلتزم بيته ويرضخ لظروف إعاقته، مثلما يفعل الكثير، وينتظر حفنة الجنيهات التى توفرها الدولة كمعاش لذوى الاحتياجات الخاصة، كمساعدة تعينهم فى واجهة أعباء المعيشة، لكنها كانت أكثر إصراراً للتحدى فى كافة المجالات، ليبدع فى التعليم و الأدب حتى الرياضة قرر أن يكون لها نصيب من التحدى.
محطة التحدى الأولى للشاعر محمد رجب، كما يحب أن يُنادى فى قريته، كانت مع التعليم، حيث أصر على أن يستكمل تعليمه الجامعى ويصل إلى كلية الآداب قسم علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى، رغم ظروف الإعاقة وصعوبة التنقل من و إلى الجامعة، ورغم الظروف المعيشية الصعبة، التى دفعته أن يشارك مع والدته فى تحمل أعباء المعيشة، و العمل فى سن مبكرة من حياته، للمساهمة فى توفير جزء من النفقات و العلاج.
المحطة الثانية فى حياة الشاعر والطالب محمد رجب، كانت بالمشاركة فى العديد من الألعاب الرياضية وتحقيق مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية بين ذوى الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن شهادات تقدير وتميز لمشاركته فى ألعاب سرعة و مسابقات جرى، وكانت محطته الثالثة بدخول مجال الشعر العامى، والحصول على شهادات تقدير من مؤسسات ثقافية متنوعة.
الإصرار على التفوق فى الدراسة وليس الحصول فقط على شهادة جامعية، مازال حلماً مشروعاً للطالب المتميز، محاولاً تخصيص أكبر جزء من الوقت خلال فترة تواجده بالمدينة الجامعية للمذاكرة ومراجعة المحاضرات، وتخصيص يومين أسبوعياً للعمل على "تروسيكل" ببيع " الخس" و بعض الخضروات، صباحاً أمام الجامعة أو على الطرقات الرئيسة، و بيع " الأحذية" من خلال التجول داخل القرى المحيطة بقريته ليلاً.
قال محمد رجب، طالب بكلية الآداب" قسم الإجتماع"، ومقيم بقرية أولاد عمرو التابعة لمركز قنا، إعاقتى مثل أشقائى الثلاثة، لكنها قد تكون الأكثر وضوحاً، حيث تؤثر على حركة اليد و الساق، وتم تشخيصها من قبل الأطباء على أنها خلل فى الجينات الوراثية، وهو ما ترك إعاقة متشابهة إلى حد ما بينا، لكن الإعاقة لم تشغلنا كثيراً ولم تقف عائقاً أمام تحقيق أحلامنا وممارسة حياتنا بشكل طبيعى مثل بقية أقراننا فى السن.
و تابع رجب، بمساعدة والدى و والدتى، اللذين لم يبخلا علينا بأى شىء ولم يتوقفا عن رحلة العلاج إلا منذ فترة قريبة، بعدما استنفذا كل المحاولات فى العلاج، ولم يتركا باب طبيب متخصص فى حالاتنا، إلا وطرقوه فى محافظات مصر المختلفة، لكن إرادة الله شاءت ذلك، ولا اعتراض على أمر الله، لكن الحياة لن تتوقف على إعاقة شخص أو مرض آخر، لذلك قررت أن أمارس حياتى بشكل طبيعى.
و استطرد رجب، رغم أن الكثير من محاولات الإحباط واجهتنى فى بداية حياتى، والتى كانت ترى أن مكانى المنزل، ولا داعى لإجهاد نفسى و استكمال التعليم، لكنها كانت تعطينى دافع قوى للتحدى و الصمود أمام كل هذه الدعوات الهدامة، ما جعلنى أخرج للعل بجانب مذاكرتى، بل والتوجه إلى محافظات مختلفة للعمل " فاعل" باليومية، لكى أوفر نفقات المعيشة و أساهم مع الدى فى تحمل أعباء أسرة بها 3 أطفال من ذوى الإحتياجات الخاصة.
و أضاف رجب، وقفت أمام بوابة الجامعة وفى الطرقات العامة لبيع " الخس" و تجولت بالـ "تروسيكل" فى القرى المختلفة، لبيع الأحذية، رغم أننى كنت محرج فى البداية، لكن صعوبة الحياة لم تترك لى مجال للتفكير أو الاختيار، فكان لابد من العمل، كل ذلك مع قدرة بفضل الله تعالى على التوفيق بين المذاكرة والمحاضرات والعمل، لكى أحقق حلمى بالتخرج من الجامعة بتفوق، و أوفر نفقات معيشتنا دون احتياج لأحد.
و أوضح رجب، بأنه شارك فى بطولات رياضية متنوعة، منها الجرى على مستوى الجامعات المصرية، و لعبة الجلة الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، و حصل خلال هذه المشاركات على ميدالية و الكثير من شهادات التقدير، متمنياً أن يكون له مكان وسط الشعراء الكبار، و أن يكون له كتاب فى معرض القاهرة الدولى العام القادم.
و أشار رجب، إلى أنه قدم على بطاقة خدمات متكاملة من حوالى عام ونصف، لكنها لم تأتى حتى الآن، رغم إعاقته الظاهرة، مطالباً المسئولين بتسهيل الإجراءات أمام الحالات التى بها إعاقة ظاهرة، كما طالب المسئولين بمساعدة أسرته فى الحصول على تصريح لبناء منزلهم على نفقتهم الخاصة لاحتواء أسرته التى تضم ٣ أشخاص من ذوى الاحتياجات الخاصة.
الطالب محمد رجب
