الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطر يهدد أكبر مصدر للمياه العذبة في العالم .. ماذا يحدث؟

صدى البلد

تُعد أزمة التغيرات المناخية، واحدة من الأزمات المهددة للعالم بأسره، حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية، موجات جفاف وفيضانات وسيول، فضلاً عن ذوبان الجليد بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض الناتج عن النشاط الإنساني، الذي يضخ الغازات الدفيئة في الهواء.

ذوبان نهر باين آيلند الجليدي

نشرت مجلة National Geographic في 2021، أن ذوبان نهر باين آيلند الجليدي في انتاركتيكا على مدار السنوات الماضية أكبر مصدر لارتفاع مستوى سطح البحر في العالم الذي يبلغ طوله 160 ميلًا، أثار مخاوف من استمرار ذوبانه بمعدلات عالية.

ووفقًا للباحثين سوف يذوب بسرعة لبضع سنوات، ثم يهدأ لبضع سنوات، حيث إنه "بين عامي 2009 و2017  كان تدفق الجليد مستقرًا نسبيًا، ثم تغير ذلك منذ حوالي 5 سنوات عندما بدأ الجرف الجليدي في التخلص من الجبال الجليدية بوتيرة أكبر".

وقال علماء في دراسة حديثة، إنهم اكتشفوا ذوبان جليد متراكم في جبل إيفرست منذ ألفي عام خلال 25 عاماً فقط، حيث نشر في مجلة Nature في فبراير 2022، أن التغييرات كانت واضحة منذ الخمسينيات من القرن الماضي.

وتسارع ترقق الأنهار الجليدية بشكل ملحوظ منذ أواخر التسعينيات، حيث فقدت الأنهار الجليدية سمكاً يبلغ 55 متراً على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية، أي ما يقرب من ألفي عام من التراكم الجليدي.

ويوضح أحد مؤلفي الدراسة، عالم الكيمياء الجليدية ماريوس بوتوكي، أن "التنبؤات المناخية لجبال الهيمالايا تشير إلى الاحترار واستمرار فقدان الكتلة الجليدية".

ويؤكد عالم الجليد في جامعة مين الأمريكية بول مايوسكي الفرضية القائلة بأن أعلى الأنهار الجليدية على الكوكب ستتأثر بتغير المناخ بفعل الإنسان.

وتواجه الأنهار الجليدية في جبال الهمالايا، جنوب آسيا، خطرا وجوديا بتعرضها للذوبان والتراجع تحت تأثير ضغط تغير المناخ.

وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، خلال مؤتمر المنظمة الدولية بشأن الموارد البيئية، الذي انعقد في نيويورك بين 22- 24 مارس الجاري، الرسائل التحذيرية التالية:

  • ذوبان الأنهار الجليدية قد يؤدي إلى ضحالة الأنهار الكبرى في جنوب آسيا، مثل الغانج والسند وبراهمابوترا.
  • ارتفاع منسوب مياه البحر الناجم عن الذوبان، إلى جانب تسرّب المياه المالحة، سيدمّر أغلب أراضي الدلتا الكبيرة التابعة لهذه الأنهار.
  • الأنهار والجبال الجليدية بمثابة أكبر خزان للمياه العذبة على كوكب الأرض، وتراجعها يهدد الحياة.

غرق الدول الجزرية وهذا هو الحل

وقال استشاري التغير المناخي والتنمية المستدامة، الدكتور السيد صبري، إن من ضمن الآثار السلبية للتغيرات المناخية ارتفاع درجة حرارة الارض وبالتالي ارتفاع درجة الحرارة والذي يؤدي إلى عدة متغيرات سلبية في البيئة من بينها ذوبان الجليد سواء في القمم الجبلية الثلجية أو الأنهار الثلجية.

وأضاف استشاري التغير المناخي خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن ذوبان الأنهار الجليدية يؤدي بدوره إلى ارتفاع منسوب البحار والمحيطات، مشيراً إلى أن ذلك يزُيد من امكانية غرق الدول الجزرية فضلاً عن المدن المنخفضة عن سطح البحر واحتمال تعرضها للغرق أو اجزاء منها، لافتاً أيضاً أن ذلك يؤثر على النظم البيئية الموجودة بالبحار مثل الأسماك .

وتابع صبري، قائلا إنه لا يوجد طرق للحد من هذه الظاهرة لكن هناك إجراءات للتكيف مع آثار تغير المناخ منها نظم الإنذار المبكر والتي تنذر بوجود خطر ما مثل وجود أمطار غزيرة أو فيضانات أو غيرها، وبالتالي من خلال هذه النظم يتم وضع طرق لتصريف المياه الزائدة والتصرف فيها وهناك الكثير من الإجراءات ايضاً التي تقلل من حجم الخسائر ولكن لا تحد من الأزمة.

وسلطت مجلة "ساينس" عبر دراسة نشرتها مؤخرا الضوء على تسارع نسبة الخسائر بسبب التغيرات المناخية، منها خسارة 26% من مجموع الكتلة الجليدية، علما أن الأنهار الأصغر حجما ستكون أول المتضررين.

وتصل أعداد الأنهار الجليدية في العالم إلى 215 ألف نهر، نصفها، خاصة الصغيرة، تواجه خطر الزوال بحلول نهاية القرن الحالي إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أما إذا سجل الاحترار المناخي 4 درجات مئوية إضافية، فسيُحدث أسوأ سيناريو محتمل، إذ ستتضرر كميات متزايدة من الأنهار الجليدية الأكبر حجما كتلك الموجودة في ألاسكا.