قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رسالة من كوالالمبور‏!‏


لم تزل مصر تثير الخواطر‏,‏ وتبعث الآمال بقرب عودتها إلي المسرح الدولي‏,‏ وذلك بوصفها تجربة ناجحة‏,‏ وملهمة للشعوب بعد ثورتها السلمية في25 يناير, هذه الثورة التي مازال الجدل حول مصيرها دائرا, سواء في مصر أو حتي هنا في المؤتمر الدولي للحركة العالمية لقوي الاعتدال, وأغلب الظن أن مصر لديها رصيد هائل هنا في منطقة جنوب شرقي آسيا يمكنها البناء عليه, بل مساعدتها لتعبر هذه المرحلة المضطربة من تاريخها.
والرسالة التي خرجت بها من كوالالمبور أنها ترغب في أن تشارك في حملة عالمية من أجل توحيد صفوف المعتدلين, وذلك لمواجهة قوي التطرف, وقد يتبادر إلي الذهن بسرعة أنها محاولة لمواجهة القوي المتطرفة مثل تنظيم القاعدة, والحركات والمنظمات الإرهابية التي تنشط في المنطقة, ولها امتدادات في المنطقة العربية, وهذا في معظمه صحيح, إلا أن الجديد هنا هو أن الاعتدال لن يتمكن فقط من حل مشكلة التطرف العنيف, بل يمكنه أن يقودنا خلال هذه الأزمة الاقتصادية العالمية, التي تكلفت أكثر من14 تريليون دولار حتي الآن للخروج منها, وهو أكبر عشر مرات من تكاليف الحروب التي جري شنها في أفغانستان والعراق, وذلك مثلما يقول رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبدالرزاق في كلمته الافتتاحية لتدشين هذا التحالف.
وفي اللحظة الراهنة, تبدو ماليزيا وبقية دول الآسيان مؤهلة للحديث عن تجربتهم في قيادة تيار الاعتدال, والبحث عن حلول سلمية للصراعات الداخلية, والنزاعات الممتدة ما بين دولهم, وأحسب أن نجاح ماليزيا بوصفها نموذجا نجاحا من حيث الازدهار الاقتصادي, والتعايش الكبير ما بين أعراقها الثلاثة( الملاو الأغلبية, والصينيين, والهنود) يعطيها الحق في السعي لجذب مزيد من التحالفات ونشر نموذجها فيما وراء الحدود.
ويبقي السؤال: هل نحن بحاجة للتوجه شرقا؟.. والإجابة: بالقطع نعم, فعلينا أن نسرع الخطي لتعويض ما فات, والبداية من هنا من ماليزيا, فلدينا علي مدي سنوات طويلة أكثر من12 ألف طالب ماليزي يدرسون في مصر( العلوم الشرعية بالأزهر, والطب), وهؤلاء رصيد كبير لنا, كما أن ماليزيا تستثمر الآن أكثر من5 مليارات دولار في مصر, ويمكن لهذا الرقم أن يتضاعف, والنخبة الماليزية لديها نجم ساطع هو مهاتير محمد صاحب شبكة علاقات هائلة, وعلينا أن نمد اليد لتقابل الأيدي الممتدة لنا, وأن نعمل معا من أجل مزيد من الاستثمارات والتجارة والتعاون, والمشاركة في قيادة الحركة العالمية لقوي الاعتدال, وأغلب الظن أن مصر عليها أن تقدم وبسرعة تجربتها الناجحة في الازدهار الاقتصادي, والاعتدال السياسي.. العالم ينتظر!
نقلا عن الأهرام