في تطور مأساوي جديد، أودت موجة أمطار موسمية غزيرة بحياة أكثر من 20 شخصًا في باكستان يوم الأربعاء، وفق ما أعلنت وكالة إدارة الكوارث الوطنية، وسط حصيلة فادحة ترتفع بوتيرة مقلقة منذ شهور.
في المناطق الشمالية، تحديدًا في إقليم غلغت-بلتستان، لقي 11 شخصًا مصرعهم جراء فيضانات ناجمة عن مياه الأمطار التي غمرتها، بينما توفي 10 آخرون في مدينة كراتشي المكتظة سكانياً، جراء انهيار منازل وحوادث صعق كهربائي ناجمة عن العواصف الحضرية المفاجئة.
أما في شمال غرب البلاد، فقد أدت فيضاناتٌ سريعة اندلعت بفعل ظاهرة السحابة الممطرة (cloudburst) في منطقة غادون التابعة لمديرية سوا بي، إلى دمار شامل لعدة منازل، ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، بحسب تصريحات مسؤولين محليين.
الكارثة الأسوأ
تأتي هذه الكارثة ضمن الأسوأ في موسم الأمطار هذا العام، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى ما لا يقل عن 365 خلال خمسة أيام فقط في المناطق الشمالية، بينما تُشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الخسائر البشرية تجاوزت منذ أواخر يونيو نحو 695 شخصًا على مستوى البلاد.
وفي الوقت نفسه، تخضع كراتشي لتحذيرات من استمرار الأمطار، والنظام التعليمي في المدينة مُعلَّق، حيث صرّحت السلطات بإعلان عطلة رسمية لليوم، بينما خُفِّضت خدمات الكهرباء والاتصالات إلى حد كبير نتيجة الفيضانات الطارئة.
جهود الإنقاذ والإغاثة
تواصل السلطات الوطنية والمحلية عمليات الإنقاذ واسعة النطاق. فقد شاركت القوات العسكرية، بما فيها الجيش والقوة الجوية، في عمليات إنقاذ واسعة. وتم إجلاء أكثر من 25,000 شخص، وإرسال إمدادات عاجلة تشمل خيامًا وبطانيات ومولدات كهرباء ومواد غذائية إلى المناطق المتضررة.
هل هو فقط موسم أمطار؟ أم أزمة مستمرة؟
تعزو الجهات الرسمية والمحلّلون هذه الكارثة إلى ازدياد عنف موسمية الأمطار المندفعة فوق المناطق الجبلية، حيث تشكل ظواهر مثل "السحابة الممطرة" – وهي هطول أكثر من 100 مم من المطر في ساعة واحدة داخل مساحة صغيرة – خطرًا بالغ التدمير.
ويشير كثير من الخبراء إلى أن التغير المناخي يعزز احتمالات تكرار مثل هذه الظواهر الخطيرة.