الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد أن ناقشتها روجينا في «ستهم».. آثار سلبية مدمرة لحرمان المرأة من الميراث

روجينا
روجينا

جسدت الفنانة روجينا في مسلسل "ستهم" شخصية امرأة تعاني بسبب حرمانها من ميراث والدها، وتتعرض للظلم والضرب والتعدي من قبل شقيقها “رماح”، الشخصية التي يقدمها الفنان جهاد سعد، الذي يرفض إعطاءها ميراثها من والدها. 

وأثارت مناقشة المسلسل لهذه القضية ردود فعل واسعة وحالة من الجدل، حول  رفض توريث المرأة في بعض المناطق، خاصة في الصعيد والأرياف، لذلك نستعرض في هذا التقرير أهم الأسباب التي تؤدي إلى حرمان الأنثى من الميراث، والآثار السلبية المترتبة على ذلك.

أسباب حرمان المرأة من الميراث

تنتشر ظاهرة حرمان الإناث من الميراث في الكثير من المناطق، خاصة في الصعيد والريف، ولها أسباب كثيرة أهمها:

⁃ الطمع فكلما زاد الإنسان في طمعه وجشعه وحبه للمال ضعف لديه الخوف من الله، فيقوده حب المال إلى التهلكة، ولَا يُبَالِي بِمُخَالَفَةِ شَرْعٍ الله تعالى، وَلا يُبَالِي أَنَّ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْكَبَائِرِ الْعَظِيمَة، وقال ابن القيم في كتابه “إعلام الموقعين” إن من الكبائر ترك الصلاة، وقطيعة الرحم والجور في الوصية، وحرمان الوارث حقه من الميراث.

⁃ العادات والتقاليد: هناك عادات وتقاليد ْمخالفة لِلشَّرْع، ومنها اعتبار إعْطَاءَ الْمَرْأَةِ نَصِيبَهَا مِنَ الإِرْثِ  عيبا، حتى أن البعض يقول إن إعطاء النساء نصيبهن من الميراث هو إدخال لأزواجهن الغرباء في أراضيهم وأموالهم، فيحرمون النساء من حقوقهن الشرعية في الميراث، وبذلك يكونوا قد قدموا تقاليدهم وأعرافهم البالية على شرع الله.

⁃ ضعف المرأة: فالْمَرْأَةُ خُلِقَتْ ضَعِيفَةً لا تَكَادُ تُطَالِبُ بِحَقِّهَا، فَإِذَا هُضِمَتْ وَلَمْ تَجِدْ مَنْ يَنْصُرُهَا سَكَتَتْ، وَلِذَلِكَ فَبَعْضُ الأَقْرِبَاءِ يَسْتَغِلُّ ضَعْفَهَا وخجلها، وَيَتَحَايَلُ عَلَيْهَا بِشَتَّى أنواع الحِيَلِ؛ لِتَتَنَازَلَ لَهُ عَنْ نَصِيبِهَا مِنَ الْمِيرَاثِ، فَلا تَمْلِكُ الْمَرْأَةُ الْمِسْكِينَةُ حِينَذَاكَ إِلا الإِذْعَانَ؛ خَوْفًا مِنَ الإِيذَاءِ، وَاسْتِحْيَاءً، وَبُعْدًا عَنِ الْمَشَاكِلِ.

⁃ تأخير تقسيم التركة بين الأبناء: ربما يموت الإخوة ويكبر أبناؤهم ويتفرقون دون أن يقسم الميراث، وَكُلَّمَا طَالَ الْوَقْتُ تَعَقَّدَتِ الْأُمُورُ، وَصَعُبَ بَعْدَهَا حَلُّ الْقَضَايَا الْمَالِيَّةِ اَلْمُتَرَاكِمَة، وَرُبَّمَا لا يُعْرَفُ لِطُولِ الزَّمَنِ مَا هُوَ الْمَالُ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُقَسَّمَ، وَتَنْشَأُ بِسَبَبِ ذَلِكَ الخِلافَاتُ وَالْخُصُومَاتُ الَّتِي تَزِيدُ الْأَمْرَ تَعْقِيدًا، وَيَبْقَى الذُّكُورُ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ عَلَى الأَمْوَالِ، فِيَضِيعُ حَقُّ الإِنَاثِ مع طول الزمن.

- تقسيم الإرث بين الذكور في حياة المورث: مع انتشار تسجيل العقارات والمنقولات في سجلات خاصة، أصبح الذكور يقتسمون ويسجلون موروثهم قبل موت المورث عن طريق البيع الصوري وأمثاله، فيضيع حق الإناث مع صعوبة إثبات عكس ذلك.
 


ما الآثار السلبية المترتبة على حرمان الإناث من الميراث

⁃ انتشار الظلم بين الأهل والأقارب وأفراد العائلة الواحدة، فالذكور يأكلون أموال الإناث ظلمًا وعدوانًا، وَاللهُ قَدْ حَذَّرَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ جل جلاله: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”.

⁃ قطع الرحم من أهم وأخطر أضرار حرمان الإناث من الميراث، وبث الحقد والضغينة بين الأهل والأقارب، فَكَمْ مِنْ صِلاتٍ مُقَطَّعَة وَنِزَاعَاتٍ قطعت صلة الأرحام بِسَبَبِ مَنْعِ الإِنَاثِ مِنَ حَقِّهِنَّ الْمَشْرُوعِ,

⁃ انتشار الفقر والحاجة بين النساء: من أضرار حرمان الإناث من الإرث؛ انتشار الفقر والعوز بين النساء؛ بحيث تَعِيشَ بَعْضُ النِّسَاءِ فِي الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ، مَعَ أَنَّ لَهَا مِنَ الْمَالِ مَا يَكْفِيهَا وَبَنِيهَا لِتَحْيَا حَيَاةً كَرِيمَةً، لَكِنَّهَا مَحْرُومَةٌ مِنْهُ وَأَوْلادُهَا، فَقَدْ تَضْطَّرُّ لِلْعَمَلِ.

حَقُّ الأنثى فِي الْمِيرَاثِ فَرْضٌ فَرَضَهُ اللهُ لَهَا؛ سَوَاءً كَانَتْ زَوْجَةً أَوْ أُمًّا أَوْ بِنْتًا أَوْ أُخْتًا، وَالَّذِينَ يَمْنَعُونَ الأنثى مِنْ نَصِيبِهَا الإرثي بجميع السُّبُلِ وَالْحِيَلِ والطرق، هُمْ ظَلَمَةٌ مُعْتَدُونَ آكِلُونَ مَالًا حَرامًا، مُعَطِّلُونَ لِحُكْمٍ مِنْ أَحْكَامِ الشَّرِيعَة.