الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

60 يومًا في الجحيم.. قصة التخلص من البريئة مكة بعد وصلة تعذيب

ارشيفية
ارشيفية

داخل منزل قديم ومتهالك بمدينة السلام تعالت فيه صرخات البريئة مكة التي لم تبلغ عامها الرابع بعد وصلة تعذيب قام بها زوج عمتها بسبب بكائها.

تفاصيل التخلص من البريئة مكة

استغاثة مكة لم تكن كافية لإنقاذها، فكلما زاد صراخها زادت ضربات المتهم حتى باتت الصرخات تأوّهات فصارت أنفاسًا متسارعة تعلن سكرات الموت، والمتهم لا يزال يمارس طقوس التعذيب على الطفلة التي تم القبض على والدها بعد أيام من ولادتها على ذمة قضايا، وظلت والدتها ترعاها حتى أكملت عامها الأول، ثم تركتها بصحبة صديق والدها وفرت هاربة لا يعلم أحد  مكانها حتى الآن.

بابتسامتها المعهودة ووجها الطفولي البشوش ظلت مكة طيلة الثلاث سنوات في منزل صديق والدها يرعاها حتى خرج الأب من محبسه، وتسلم الطفلة التي بلغ عمرها 4 سنوات، ورجع بها إلى منزله مرة أخرى، وظلت الطفلة مكة مع والدها لمدة شهر يرعاها حتى تم القبض عليه في قضية أخرى، فقامت شقيقته باستلامها وأخذتها معها إلى شقتها بمدينة السلام لرعايتها، لكن زوجها كان يعتدي عليها بالضرب المبرّح بسبب بكائها المستمر.

وسط صراخ الصغيرة لم يرق قلب المتهم القاسي، بعدما انتابتها حالة من البكاء، و لم يتمكن زوج عمتها من تمالك نفسه وقام بالاعتداء عليها بالضرب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وفارقت الحياة.

وقالت السيدة مي، والدة الضحية مكة بالتبني، إنها تولت تربية ورعاية الضحية مكة بشكل كامل، وكانت ترعاها رعاية حسنة، بعدما رفضت الصغيرة والدتها الحقيقية أن تتولى مسئولية تربيتها، وخاصةً بعد ما تم الحكم على زوجها في قضية ما بالسجن، لذلك تركتها لجدتها وبعد ذلك أخذوها منها حتى يتولوا مسئولية رعايتها.

والدتها رفضت تربيتها وطفشت

وتابعت: ابني جابلي مكة وهي عندها 4 شهور لأن جدتها رفضت رعايتها بعد حبس والدها مضيفة: "قالتلي أنا بشتغل وبصرف على نفسي بالعافية مش فاضية للأطفال ومكنتش متخيلة إنها هتعيش معايا العمر ده كله والدها محبوس ووالدتها سايباها".

وأضافت "مي" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن والد مكة خرج بعد سنوات في القضية الأولى، بعد ذلك تم اتهامه في قضية أخرى، وصدر حكم بالحبس ضده، وعقب ذلك تواصلت معها جدة الطفلة لأخذها للإقامة برفقتها - حسب طلب والدها.

وأشارت: "أبوها  شافها ورجعها تعيش معايا تاني، لما شاف إنها عايشة كويس معايا ولابسة أحسن لبس، بس عمتها كانت بتحاربني فيها مش عارفة ليه؟، رغم أنها لما كانت بتروح تقعد معاها مكانتش بترضى تبات معاها عشان بتفضل تعيط".

واستطردت: "جدتها كلمتني عشان تاخدها تقعد معاها شوية بعد ما أبوها اتحبس، وأنا وافقت وخدوها يوم 25 يناير مشوفتهاش تاني غير وأنا بغسّلها"، موضحة أنها "علمت بعد ذلك أن مكة لقيت مصرعها على يد زوج عمتها، الذي اعتدى عليها بالضرب حتى لفظت أنفاسها الأخيرة".

النيابة العامة تحقق في القضية 

واستمعت النيابة العامة إلى أقوال المتهم بقتل مكة بعد القبض عليه، فيما قررت التصريح بدفن الطفلة بعد توقيع الكشف الطبي عليها.

وقال المتهم في اعترافاته أمام جهات التحقيق، إن الطفلة كانت تعيش معهم بعد دخول والدها السجن، بسبب أن زوجته عمتها شقيقة والدها، كما أن والدها سجن على ذمة قضية بعد انفصاله عن زوجته.

وتابع المتهم، أن الطفلة دائمة البكاء والصراخ، وهو ما يزعجه كثيرا داخل المنزل، وكان يضربها عليها لإسكاتها فقط، ولم يقصد التسبب في أذاها يوما ما، كما أن والدتها هربت من والدها.

وأكمل المتهم، أنه يوم الواقعة كانت الطفلة تبكي كعادتها، وقام بضربها ولم يكن يقصد قتلها، ولكن الضرب كان قاسيا عليها مما أحدث لها إصابات، وحاولت عمتها نقلها للمستشفى َلكن دون جدوى.

تحريات المباحث في حادثة مكة

وكشفت التحريات في واقعة مقتل مكة على يد زوج عمتها بمنطقة السلام أن والدة الطفلة هاربة منذ 3 سنوات، وأن الطفلة بعد هروب والدتها وحبس والدها في عدد من القضايا أقامت لدى صديق والدها بمنطقة الدويقة بمنشأة ناصر وتبناها لعدة سنوات حتى خرج الأب فقام باصطحابها إلى بيت عمتها.

وتابعت التحريات، أن الأب تم القبض عليه في قضية أخرى من أشهر ودخل السجن، فقامت شقيقته بأخذ الطفلة للإقامة معها ويوم ارتكاب الواقعة انتابت مكة حالة بكاء فقام زوج عمتها بالاعتداء عليها بالضرب، فقامت عمتها بنقلها للمستشفى ولكنها فارقت الحياة نتيجة الضرب بقسوة.

وأضافت التحقيقات، أن مكة المجني عليها عانت سوء المعاملة من زوج عمتها بعد حبس والدها مرة أخرى، ويوم الواقعة لم يتحمل زوج العمة بكاءها.