الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرض موقع أثري في أفغانستان لعمليات نهب واسعة

أفغانستان
أفغانستان

تعرّض موقع أثري تاريخي في شمال أفغانستان، لعمليات نهب وأضرار لا يمكن إصلاحها، خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2019 و2021، بسبب نشاط شبكة تهريب منظمة، وفق تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

وفي أطراف الحدود الشمالية لأفغانستان، على حدود طاجيكستان وتركمانستان، وعلى مقربة من مدينة مزار شريف، ظل موقع "ديلبرجين" الأثري على حدود واحة بلخ، غير متاح للزوار لفترة طويلة.

وقبل عودة تنظيم "طالبان" للسلطة في صيف 2021، كان الموقع يخضع لمنطقة يسيطر عليها تنظيم "داعش خرسان"، ولم يكن أحد يعرف ماذا حدث لهذا الموقع المحصن القديم، الذي عاش فيه البشر قبل ألف سنة قبل الميلاد.

 

ووفق "لوموند"، لم تُسهل حركة "طالبان" منذ عودتها إلى السلطة زيارة هذا الموقع الأثري، الذي تتناثر فيه العديد من المعابد، ومحاط بسور محصن، وكان يتضمن جزءاً علوياً تتخلله قلعة.

وتم كشف الغموض الذي يحيط بهذا الموقع، في تحقيق أجرته شركة فرنسية متخصصة في تحليل الأثر الرقمي للتراث في العالم، بالتعاون مع الوفد الأثري الفرنسي في أفغانستان، وبمشاركة "لوموند".

وتبيّن أن الأضرار التي لحقت بالموقع لا يمكن إصلاحها، وأن نهب القطع الأثرية كان كبيراً، كما أن عدداً آخر من المواقع الأثرية الأخرى في الإقليم تعرضت للنهب.

مهربون محترفون 

الموقع الأثري بعد وقبل سرقته

وذكر التحقيق أن أعمال النهب لم تكن لتحدث إلا بواسطة شبكات منظمة جداً، تعمل بالنيابة عن تنظيم"داعش" أو تحت سيطرته، خصوصاً وأن التنظيم سبق له تنفيذ نفس الممارسات في سوريا والعراق.

وقالت البعثة الأثرية الفرنسية في أفغانستان، إن "مستوى التجهيزات والمنهجية التي تم استخدامها في نهب الآثار، تشير إلى أنهم مهربون محترفون ويعتمدون على خبراء، وكانوا يعرفون ما يفعلونه"، مشيرة إلى أنه "ليس السكان المحليون من يمكنهم تنفيذ مثل هذا التهريب".

ورغم أن تهريب الآثار معروف في المنطقة، ولكن حجم الدمار الذي تسبب فيه المهربون كان كبيراً جداً في موقع  "ديلبرجين".

وأضافت البعثة الفرنسية أن ما يظهر في "ديلبرجين"، هو سوى رأس جبل الجليد، إذ أنها رصدت ما يقرب من مئة موقع تعرض للنهب في محافظة بلخ، وعدد قليل في كوندوز.

ووفقاً لتحليل صور فضائية التُقطت بين عامي 2016 و2022، يُمكن ملاحظة وصول جرافة أولى في أبريل 2019، وستة جرافات تعمل في الموقع في نفس الوقت، ثم يبدأ العمل بإنشاء منحدر للوصول إلى الشمال من الموقع في أكتوبر 2019.

وبعد عام، في نوفمبر 2020، تظهر فتحات أخرى في غرب الموقع ثم جنوبه، مما يسمح بإخراج التربة والرمل وغيرها من الأشياء. وتم أيضاً إزالة التل المحصن القديم، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي عشرة أمتار، بحثاً عن كنوز، مثل الكتابات، المخطوطات، المجوهرات، ذهب أو آثار بوذية من القرن الثالث قبل الميلاد.

وكانت بعثة مشكلة من علماء أفغان وسوفييت، أجرت في سبعينيات القرن الماضي حفريات في المنطقة، وكشفت عن وجود جدران زخرفية.

ووفقاً للبعثة الفرنسية، فقد تمكن المهربون من الحصول على أشياء "حتى ولو أن استخدام المعدات الثقيلة قد يكون قد تسبب في تلف الأشياء الأكثر هشاشة".

وترى البعثة الفرنسية في أفغانستان، أن الآثار التي تم نهبها، يمكن أن تكون هُربت عبر حاويات.

وبالنسبة للنقل، قالت إن هناك فرضيتان، إما أن يتم تمرير الشاحنات بشكل سري عبر الحدود مع تركمانستان، التي يمكن الوصول إليها عبر مسافة 60 كيلومتراً فقط، من خلال عبور الصحراء، أو من خلال استغلال الفساد في السلطة المحلية تحت النظام السابق، أو بالتعاون مع "طالبان".