الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على طريقة أفلام السيما| الهند تلجأ لـ “رواية خيالية” لتبرئة الشرطة من اغتيال برلماني مسلم

عتيق أحمد وشقيقه
عتيق أحمد وشقيقه قبل لحظات من قتلهما

"تآمر للهجوم على نفسه".. هكذا خرجت الشرطة الهندية لتعلن عن نتائج مقتل البرلماني المسلم عتيق أحمد وشقيقه أشرف بالرصاص في حجز الشرطة ليلة 15 أبريل، وقام المسلحون بالاستسلام لها بعد الاغتيال، حيث زعمت الشرطة في تحقيقها أن عتيق خطط للهجوم على نفسه حتى يمكن تعزيز أمنه الشخصي بزيادة الحراسة عليه، ولكن يبدو أن شخصًا تجاوزه، على حسب ما ذكرت وزارة الداخلية الهندية. 

وكان عتيق أحمد، الذي كان تحت حراسة الشرطة لإدانته بالخطف، يتحدث إلى الصحفيين عندما سُحب مسدس بالقرب من رأسه في مدينة براياغراج، وبعد إطلاق النار مساء أمس، السبت، واستسلم ثلاثة رجال كانوا يتظاهرون بأنهم صحفيون بسرعة وتم احتجازهم.

https://www.youtube.com/watch?v=71aNREtZgMo

رواية التآمر على قتل النفس!

وبحسب ما نشرت صحيفة “آجاتاك” الهندية، فزعمت الشرطة الهندية، في تحقيقها أن عتيق أحمد تآمر لمهاجمة نفسه أثناء احتجازه لدى الشرطة، حيث أراد تعزيز أمنه من خلال إطلاق النار والقصف.

وذكرت الشرطة أن عتيق شعر أنه بعد صناعة مأساة الهجوم على نفسه، لن يتمكن أي شخص آخر من قتله ولن تتمكن الشرطة من مقابلته، وقالت: "لهذا، أوكل عتيق المسئولية إلى مطلق النار الخاص به جودو مسلم، كما اتصل جودو مسلم ببعض الأوغاد من بورفانشال لتنفيذ الخطة".

وزعمت الشرطة أنه كجزء من المؤامرة، تقرر أنه أثناء إحضاره من سجن سابارماتي، سيتعرض عتيق أحمد للهجوم في الطريق أو في مكان ما في براياجراج، وكان المخطط أنه لن يتأذى عتيق أحمد في الهجوم، حيث كان من المقرر أن يتم إطلاق النار من مسافة قريبة والقنابل كانت ستُلقى في الأنحاء، بحيث تصل الرسالة أن عتيق أحمد تعرض للهجوم من قبل خصومه، لذلك يجب زيادة أمنه.

المأجورون تآمروا على عتيق "فيلم هندي"

وعلى طبيعة السينما الهندية، خرجت الشرطة الهندية برواية لتفسير اتهامها لعتيق بتدبير قتل نفسه، حيث ادعت الشرطة أنها تلقت معلومات تفيد بأن بعض الأوغاد من منطقة بورفانشال جاءوا أيضًا إلى براياجراج لمهاجمة عتيق وأشرف، وأن وكالات التحقيق توصلت إلى أن القتلة الثلاثة استدعوا من قبل عصابة عتيق أحمد، للتظاهر بالهجوم، ولكن أحد أفراد العصابة خان عتيق وتآمر على قتله مع آخرون، وتجاوز المهاجمون الخطة الموضوعة.

وبحسب الصحيفة الهندية، فقد استعانت الشرطة الهندية برواية 2002، حيث تقول الشرطة إنه في عام 2002، اختلق عتيق أحمد دراما هجومية على نفسه، وذلك أثناء مثوله أمام المحكمة، حيث تعرض عتيق لهجوم بقنبلة أثناء احتجازه لدى الشرطة، وقد أصيب عتيق بجروح طفيفة وقتها، وانتهت تحقيقات الشرطة الهندية حينها أن عتيق هو من نفذ الهجوم.

القتلة هندوس ولم يعترفوا برواية الشرطة 

وبحسب الصحيفة الهندية، فإن القتلة الثلاثة، هم من سكان مناطق مختلفة، حيث كان لوفليش تيواري، والذي أطلق النار على عتيق وأشرف، من سكان باندا، بينما آرون من سكان كاسجانج، من ناحية أخرى ، المتهم الثالث صني من سكان هاميربور، وتقول الشرطة إن المتهمين الثلاثة وصلوا إلى براياجراج بهدف قتل عتيق وأشرف.

وبحسب مصادر الشرطة، فإن مطلق النار صني سينغ قال إنه لا يعمل مع أحد، وقتله من تلقاء نفسه، وأنه قتل عتيق وأشرف رغبة في المال والشهرة، فيما قال مطلق النار لافليش تيواري إنه هندوسي مخلص وقام بذلك لكي يصبح مشهورًا أما المتهم الثالث آرون، قال إنه يريد كسب الكثير من المال والدعاية بقتل عتيق وأشرف.

الشرطة تطارد شايستا بارفين زوجة عتيق 

ويبدو أن تلك القضية تحمل الكثير من الغموض، وذلك في ظل سعى الشرطة الهندية إبعاد الشبهات حول نفسها بمقتل برلماني مسلم وهو في حمايتها، فقد ذكرت الصحيفة الهندية، أن الشرطة تعمل الآن بكثافة للقبض على زوجة عتيق، حيث ظهرت أنباء أن شرطة براياجراج تبحث عن امرأة، وكان لتلك المرأة دور خاص في قضية قتل أوميشبال، وهو كان منافسا لعتيق في الانتخابات. 

ولكن حتى الآن استطاعت شايستا بارفين، زوجة عتيق أحمد، الهرب من الشرطة، وذلك رغم تشديد الخناق عليها، حيث وضعت الشرطة الهندية قائمة من 6 محامين و20 مساعدًا، متهمين بمساعدة شايستا في الاختباء، وفي غضون ذلك، أطلقت الشرطة عملية بحث في كوشامبي، أوبلادي ، بحثًا عن شايستا. 

من هو عتيق أحمد وما قصته؟

في سطور..  

- كان لدي عتيق أحمد مهمة طويلة في السياسة ومع العالم الإجرامي، تمّ اتهامه لأول مرة في قضية قتل في عام 1979.

- وفي السنوات العشر التالية، ظهر كشخص له تأثير قوي في الجزء الغربي من مدينة الله أباد، وفاز بأول انتخابات له كمرشح مستقل وأصبح مشرعًا للدولة في عام 1989.

- وفاز عتيق أحمد بالمقعد لفترتين متتاليتين، وجاء فوزه الرابع كمشرع من حزب السماجادي الإقليمي.

- وفي عام 2004، فاز بمقعد في الانتخابات الفيدرالية كمرشح لحزب السماجادي وأصبح نائبًا.

- وفي غضون ذلك، استمرت القضايا المرفوعة ضده في الله أباد وأجزاء أخرى من الدولة.

- وخاض أحمد بعض الانتخابات الأخرى في العقد المقبل لكنه خسرها كلها.

- وفي عام 2019، أمرت المحكمة العليا في الهند بنقله إلى سجن في ولاية «وجارات» بعد أن تبين أنه خطط لهجمات على رجل أعمال من سجن في ولاية أوتار براديش، إذ كان يجري خلال انتظار المحاكمة في قضية أخرى.

- أعيد إلى براياجراج في مارس  من ولاية جوجارات للمثول أمام محكمة محلية، حيث أعلنت الحكم عليه في قضية اختطاف.

- كما تمّ إحضار أحمد إلى المدينة لاستجوابه في حالات أخرى، كما تم إحضار شقيقه أشرف، الذي كان في سجن في منطقة باريلي، إلى المدينة لاستجوابه.

- وفي فبراير تم استجوابهما لمقتل لأوميش بال، وهو شاهد رئيسي في مقتل راجو بال عام 2005، وهو مشرع ينتمي إلى حزب بهوجان ساماج الإقليمي.

- وهزم راجو بال أشرف في انتخابات الجمعية عام 2004 في معقل عتيق أحمد السياسي، وقُتل أوميش بال في فبراير من هذا العام عندما أطلق عليه عدة أشخاص النار.

- وتمّت تسمية ابن عتيق أحمد المراهق أسد وقليل من الآخرين كمشتبه بهم رئيسيين في قضية قتل أميش بال. وقتل أسد ورجل آخر على يد الشرطة في وقت سابق من هذا الأسبوع فيما وصف بأنه تبادل لإطلاق النار.