الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساع للملمة الجراح.. وقف القتال في السودان على بعد خطوة|هل تنجح السعودية؟

السودان
السودان

يترقب المجتمع الدولي عن كثب نتائج اجتماع جدة بالمملكة العربية السعودية، الذي يجمع الفرقاء في السودان "الجيش الوطني - مليشيا الدعم السريع"، في ظل تواصل الصراع وعمليات القتال منذ 15 إبريل الماضي بينهما، وذلك وسط محاولات دولية فاشلة لوقف القتال داخل البلد العربي الشقيق.

مبادرة سعودية أمريكية 

وتحتضن مدينة جدة السعودية مباحثات بين الجيش الوطني السوداني ومليشيا الدعم السريع بمبادرة سعودية أميركية، حيث رحّب الأمير  فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي "بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية والدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع في وطنهم".

وقال إنه يأمل أن يقود الحوار بين الجيش السوداني والدعم السريع الجاري في مدينة جدة إلى "إنهاء الصراع وانطلاق العملية السياسية" وعودة الأمن والاستقرار إلى السودان.

وأضاف بن فرحان، عبر "تويتر"، أن استضافة الحوار السوداني يأتي "نتاج تكاتف دولي وتمت بجهود حثيثة" مع أميركا وبالشراكة مع دول المجموعة الرباعية والشركاء من الآلية الثلاثية.

وأشارت مصادر إلى أن وفد الجيش يمثله ثلاثةُ ضباط وسفير، أما وفد الدعم فيمثله 3 ضباط فقط، فيما أكد الجيش السوداني أن وفده الذي غادر إلى جدة سيناقش التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدُها، بغرض تأمين وتهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية.

من جانبها رحبت جمهورية مصر العربية ببدء المحادثات الأولية بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة، مشيدة بجهود السعودية والجهود الإقليمية والدولية التي أسهمت في تشجيع الأطراف السودانية على بدء الحوار.

وأعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية، اليوم السبت، عن تطلعها لأن تسفر المحادثات عن وقف شامل ودائم لإطلاق النار، يحفظ أرواح ومقدرات الشعب السوداني، وييسر وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.

وطالبت مصر وبشكل عاجل طرفي النزاع في السودان بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.

تحركات مصرية موسعة

وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قد أجرى اتصالين هاتفيين الخميس الماضي مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية أكد في اتصالاته مع الجانبين على قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشداً بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا.

وأكد وزير الخارجية خلال اتصالاته، على أن مصر لن تألو جهداً في الوقوف إلى جوار السودان في هذه المحنة الخطيرة وغير المسبوقة، وأن الشعب المصري يعتصر ألماً مما يلاقيه الشعب السوداني من معاناة نتيجة الاقتتال الدائر، الأمر الذي يقتضي ضرورة التزام جميع الأطراف بالهدنة لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لمستحقيها وتوفير الحماية للمدنيين.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن شكري أعاد التأكيد خلال الاتصال على موقف مصر الثابت الداعي لاحترام سيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وأن كافة الاتصالات والجهود الدبلوماسية التي تضطلع بها مصر حالياً ترتكز على تلك المحددات، وتستهدف مساعدة السودان في الخروج من محنته، وتوفير البيئة الملائمة لحل الخلافات من خلال الحوار.

ومن جهته رحب البرلمان العربي بالمبادرة السعودية الأميركية وبدء مباحثات جدة بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية، وممثلين عن قوات الدعم السريع.

وأعرب عادل العسومي رئيس البرلمان العربي عن أمله في أن تكون هذه المبادرة خطوة إيجابية على طريق الحل السياسي للأزمة السودانية ورأب الصدع بين الطرفين ووقف نزيف الدم والعودة بالدولة السودانية إلى طريق الأمن والاستقرار، مشددا على أن الأمن السوداني هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

وأشاد رئيس البرلمان العربي بالجهود البناءة التي تبذلها السعودية منذ بداية الأزمة إلى جانب كافة الجهود العربية المبذولة للوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق والمساهمة بشكل حثيث في الحفاظ على تماسك الدولة وإجلاء الرعايا وإيصال المساعدات الإنسانية.

وقف التصعيد العسكري 

وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن الوزير الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن ناقشا في اتصال هاتفي مستجدات مبادرة مشتركة لاستضافة طرفي الصراع السوداني في مدينة جدة بالمملكة في وقت سابق، حيث تهدف المبادرة المشتركة تهدف إلى خفض مستوى التوترات في السودان.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) فقد ناقش الوزيران مستجدات الأوضاع في جمهورية السودان، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة وإنهاء العنف.

وأضافت الوكالة "استعرض الجانبان مستجدات المبادرة السعودية الأمريكية الخاصة باستضافة ممثلين عن الطرفين في مدينة جدة، والتي تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه".

من جهته أعلن الجيش السوداني إرسال مفاوضين الى جدة بالسعودية لإجراء مباحثات حول وقف إطلاق النار، قائلا في بيان نشر على صفحته على فيسبوك: "في إطار المبادرة السعودية-الأمريكية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء اليوم (الجمعة) وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها".

ولم يصدر أي رد فعل رسمي بعد عن الدعم السريع، لكن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو ( حميدتي)، سبق أن أعلن الجمعة، أنه بحث مع وزير الخارجية المصري سامح شكري تطورات الأزمة في البلاد.

وأوضح دقلو في منشور له على حسابه في "فيسبوك": "تلقيت اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية جمهورية مصر الشقيقة السيد سامح شكري، ناقشنا خلاله الوضع في بلادنا والموضوعات المتعلقة بالأزمة الراهنة"، وتابع: "تطرقنا أيضًا إلى المبادرات المحلية والإقليمية والدولية الرامية لإيجاد حل شامل ووقف إطلاق النار".

وقال الكاتب الصحفي، السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز السوداني، إن تدهور الوضع الإنساني في السودان وانقطاع الخدمات عن المواطنين يحتم على الطرفين ضرورة العمل على وقف إطلاق النار وفتح  مسارات آمنة للوصول إلى المساعدات الإنسانية ويتمكن المواطنين من الوصول للمستشفيات والمراكز الحيوية.

الجيش يسعى لهدفين

وأضاف عوض الله - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": عندما بادرت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بطرح مبادرة للهدنة ووقف غطلاق النار، فقد أكد الطرفان (الجيش السوداني وميلشيا الدعم السريع) التزامهما وقبولهما يهذه المبادرة.

وأردف: في إعتقادي إن هذه  المبادرة يمكنها أن تؤدي لوقف إطلاق النار في السودان وحدوث هدنة بين الطرفين، وذلك بغرض الوصول لتوفير الخدمات، حيث إن السودان يعاني الآن من انقطاع المياه والكهرباء وحتى في الغذاء فبالتالي من الضرورة جلوس الطرفين.

وتابع: الجيش السوداني حدد موقفه مسبقاً، وقال إن محادثات جدة ستتركز على نقطتين هما: "بحث إطلاق النا والوصول لتهدئة، فضلاً عن الوصول الى حل لتوصيل المساعدات الإنسانية"، وبالتالي هي "خطوة هامة للوصول للمساعدات الإنسانية وتوفير مسارات آمنة".

واختتم: المبادرة ستسمح بوقف إطلاق النار وتصحيح ما تم تدميره خلال الــ22 يومًا الماضيين، مشيراً إلى أن ميلشيا الدعم السريع لا تزال في بيوت بعض المواطنين بالسودان، والمحادثات ستساهم أيضاً في عودة المواطنين الذين فروا من منازلهم سواء لولايات أخرى أو لدول أخرى، وبالتالي من الممكن أن يعودوا مرة أخرى للسودان.