الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نضال عمر مكرم.. في ذكرى عزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلا منه

تمثال عمر مكرم
تمثال عمر مكرم

 تميزت حياة عمر مكرم بالنضال المستمر ضد الاحتلال الأجنبي، واستبداد الولاة وظلمهم، وكان ينطلق وفقًا لوعي إسلامي عميق، و يتمتع بمكانة عالية عند عامه الناس وخاصتهم.

 

وُلد عمر مكرم بن حسين السيوطي في أسيوط عام 1750، وتعلم في الأزهر الشريف، وأصبح نقيبًا  لأشراف مصر عام 1793.

 

كفاحه الوطني 

ظهر  عمر مكرم كقائد شعبي عندما قاد حركة شعبية ضد ظلم الحاكمين المملوكيين «إبراهيم بك» و«مراد بك»، عام 1795م، ورفع لواء المطالبة بالشريعة والتحاكم إليها كمطلب أساسي، كما طالب برفع الضرائب عن كاهل الفقراء وإقامة العدل في الرعية.

 

وعندما اقترب الفرنسيون من القاهرة سنة 1798م قام عمر مكرم بتعبئة الجماهير للمشاركة في القتال إلى جيش المماليك،  وعندما سقطت القاهرة بأيدي الفرنسيين، عرضوا عليه عضوية الديوان الأول؛ فرفض وقرر الهروب من مصر  حتى لا يظل تحت رحمتهم.

ثم عاد عمر مكرم إلى القاهرة وتظاهر بالاعتزال في بيته ولكنه كان يعد العدة مع عدد من علماء الأزهر وزعماء الشعب لثورة كبري ضد الاحتلال الفرنسي تلك الثورة التي اندلعت في عام 1800م. فيما يعرف بثورة القاهرة الثانية، وكان عمر مكرم من زعماء تلك الثورة، فلما خمدت الثورة إضطر إلى الهروب مرة أخرى خارج مصر حتى لا يقع في قبضة الفرنسيين الذين عرفوا أنه أحد زعماء الثورة وقاموا بمصادرة أملاكه بعد أن أفلت هو من أيديهم، وظل خارج مصر حتى رحيل الحملة الفرنسية سنة 1801م.

وفي إطار نضال السيد عمر مكرم ضد الاستبداد والمظالم، نجد أنه قاد النضال الشعبي ضد مظالم الأمراء المماليك عام 1804م. 

 

وعن جهاده  ضد الاحتلال الأجنبي، قاد عمر مكرم المقاومة الشعبية ضد حملة فريزر الإنجليزية 1807م، تلك المقاومة التي نجحت في هزيمة فريزر في الحماد ورشيد مما أضطر فريزر إلى الجلاء عن مصر.

 

عزل خورشيد باشا 

 

في الثاني من مايو سنة 1805،  احتشدت الجماهير في الشوارع والميادين ، وبدأت المفاوضات مع الوالي للرجوع عن تصرفاته الظالمة فيما يخص الضرائب ومعاملة الأهالي، ولكن هذه المفاوضات فشلت، فطالبت الجماهير بخلع الوالي، وقام  عمر مكرم وعدد من زعماء الشعب برفع الأمر إلى المحكمة الكبرى وسلم الزعماء صورة من مظالمهم على المحكمة وهي: إلا تفرض ضريبة على المدينة إلا إذا أقرها العلماء والأعيان، وأن يجلو الجند عن القاهرة، وألا يسمح بدخول أي جندي إلى المدينة حامـلا سلاحه.

 

وفي يوم الثالث عشر مايو قرر الزعماء في دار الحكمة عزل خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلًا منه بعد أن أخذوا عليه شرطًا: «بأن يسير بالعدل ويقيم الأحكام والشرائع، ويقلع عن المظالم وألا يفعل أمرًا إلا بمشورة العلماء وأنه متى خالف الشروط عزلوه».

 

وفي يوم 16 مايو 1805 صدرت فتاوى شرعية من المحكمة على صورة سؤال وجوابه بشرعية عزل الوالي خورشيد باشا، وأنتهي الأمر بعزل الوالي خورشيد باشا، ونجاح الثورة الشعبيـة.

وكان عمر مكرم هو زعيم هذه الحركة الشعبية ومحركها، واستمرت هذه الثورة المسلحة بقيادة عمر مكرم أربعة أشهر، وأعلنت حق الشعب في تقرير مصيره واختيار حكامه، وفق مبادئ أشبه بالدستور؛ تضع العدل والرفق بالمواطنين في قمة أولوياتها.