الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا تورط نفسها والاقتصاد العالمي.. كيف ستنتهي أزمة سقف الدين بواشنطن؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مد وجزر ونقاشات مطولة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حول مسألة سقف الدين الأمريكي هي المسيطرة على المزاج العام للأسواق العالمية حاليا، لما تقدمه من إشارات حول وضع أكبر اقتصاد في العالم خلال الفترة المقبلة.

وفي هذا الصدد، توقفت محادثات سقف الديون الأمريكية مؤقتا بين كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي، ولكن توصل البيت الأبيض إلى اتفاق لا يزال ممكنا، ولا يملك الجانبان سوى القليل من الوقت للتوصل إلى اتفاق لرفع حد اقتراض الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار.

توقف محادثات سقف الديون الأمريكية 

ووصلت المحادثات حول رفع سقف الدين الأمريكي إلى طريق سد، و انسحب كبار مفاوضي سقف الديون الأمريكية فجأة من اجتماعا مغلقا مع ممثلي البيت الأبيض بعد وقت قصير من بدايته أمس الجمعة، مما أثار الشكوك حول وضع المحادثات الجارية حاليا لتجنب تخلف الولايات المتحدة عن السداد.

ومن جانبه، ذكر النائب الجمهوري جاريت جريفنز الذي رشحه «مكارثي» لقيادة المحادثات مع البيت الأبيض، إن مفاوضي البيت الأبيض غير معقولين، مضيفا أن المحادثات الآن تعتبر متوقفة.

وقال جريفز: ما لم يكونوا على استعداد لإجراء محادثات معقولة حول كيفية المضي قدما والقيام بالشيء الصحيح، فلن نجلس هنا ونتحدث إلى أنفسنا.

وفي الوقت نفسه، غرد زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قائلا: لقد حان الوقت لكي يصبح البيت الأبيض جادا.. الوقت هو جوهر المسألة.

وتأتي تعليقات جريفز بعد يوم من قول كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب، إنه يمكن التوصل لصفقة يتم التصويت عليها في مجلس النواب الأسبوع المقبل.

نتائج سلبية لرفع الدين الأمريكي 

وبسبب الدين الأمريكي، تحركت أسعار الذهب بشكل طفيف جدا، الخميس الماضي، وذلك بعدما‭‭‭ ‬‬‬أضعف ارتفاع الدولار وزيادة التفاؤل تجاه المحادثات الخاصة برفع سقف الدين الأمريكي من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وظل سعر الذهب في المعاملات الفورية دون تغيير عند 1979.76 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04.45 بتوقيت جرينتش، وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1 بالمئة إلى 1982.60 دولار.

ويعد سقف الدَّين هو المبلغ الإجمالي الذي يحق لحكومة الولايات المتحدة اقتراضه للوفاء بالتزاماتها القانونية، بما في ذلك مزايا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، والرواتب العسكرية، والفائدة على الدين الوطني، واسترداد الضرائب، والمدفوعات الأخرى، وهو يبلغ 31.4 تريليون دولار.

وتخطت ديون الحكومة الأمريكية هذا المبلغ، وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قالت مطلع الشهر الجاري في رسالة إلى الكونجرس الأمريكي إن الحكومة قد تكون غير قادرة على الوفاء بجميع التزامات ديونها في أقرب وقت ممكن، في ميعاد السداد المقرر في الأول من يونيو، إذا لم يتم رفع سقف الديون، ما يضع ضرورة ملحة جديدة للمحادثات في الكونجرس.

أمريكا تضغط على اقتصاد العالم

ويراهن الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي تمريرهم لقرار رفع سقف الدَّين الأمريكي على ضمانات تقدمها الحكومة الأمريكية لتقييد معدل إنفاقها، الأمر الذي يرفضه الليبراليون الذين يطالبون الجمهورين بالموافقة دون تقديم أي ضمانات.

ويقول الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلف عن سداد ديونها، ويتم رفع سقف الدين، وما يحدث بشأن الحاجة الحكومية لرفع سقف الدين من نحو 31.5 تريليون دولار إلى الرغبة إلى أن يصل سقف الدين الأمريكي إلى نحو 35 تريليون دولار، فلن يكون هذا الرفع هو الأول ولكن تم رفعه أكثر من مرة.

وأضاف جاب الله- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه سوف يكون هناك سجال بين الحزب الديمقراطي والجمهوري، وضغوط بين مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وإتخاذ هذا الأمر كوسيلة من المناورة السياسية بين قطبي الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار جاب الله، إلى أنه في النهاية سيكون هناك تفاهمات وحلول لهذه الديون، وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت برفع الفائدة، من أجل امتصاص تضخم ناتج عن زيادة طباعة نقود وحزم تحفيزية ضختها الولايات المتحدة الأمريكية خلال أزمة كورونا.

واختتم: "أمريكا تضغط على اقتصاد العالم بالكامل، بسبب ضغطها على اقتصادها بشكل كبير، وما يحدث بالاقتصاد الأمريكي يؤثر بالسلب على اقتصاد العالم أكثر مما يؤثر على الواطن الأمريكي".

ما هو سقف الدين..وما الهدف منه؟

والجدير بالذكر، أن يشير المصطلح إلى الحد الأقصى من الأموال التي يمكن أن تقترضها الولايات المتحدة ويحدده الكونجرس، وهو نظام معمول به في الولايات المتحدة منذ عام 1917، وفي حالة ارتفاع مستويات الدين الحكومية أعلى سقف الدين، تتدخل وزارة الخزانة عبر اللجوء إلى تدابير استثنائية أخرى لدفع الالتزامات والنفقات الحكومية حتى يتم رفع سقف الدين مرة أخرى.

وفي ديسمبر من عام 2021، أقر الكونجرس الأمريكي زيادة سقف الدين الفيدرالي إلى حوالي 31.4 تريليون دولار، وتمت زيادة سقف الدين 78 مرة منذ عام 1960 لتجنب أسوأ سيناريو ممكن وهو تخلف الحكومة الأمريكية عن سداد ديونها، ولم تتخلف أمريكا عن السداد طوال تاريخها.

والمقصود بتعليق سريان سقف الدين سن تشريع يتجاهل الحد على الدين الحكومي وبالتالي يتوفر لدى الحكومة الحرية للاقتراض للدفع دون القلق من الإغلاق.

تحديد سقف للدين مسألة ضرورية فهي تسمح للخزانة بإصدار سندات بسهولة دون الحصول على موافقة الكونغرس كل مرة، كما أنه مهم لتمويل العمليات الفيدرالية للدولة، وتحسين كفاءة الحكومة فيما يتعلق بالقدرة على تمويل الالتزامات بما في ذلك مزايا الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.

وكانت المرة الأخيرة التي وصلت فيها الولايات المتحدة إلى سقف الدين عام 2011 وتسبب ذلك في هزة للأسواق وتحديداً الأسهم، كما أثرت على مدخرات التقاعد، كما كنت تلك هي أول مرة تشهد فيها أميركا خفضاً لتصنيفها الائتماني، وعلى الرغم من نجاح الحكومة في تجنب التخلف عن السداد، وجدت الوزارة أن التأخير في رفع السقف أضر بالاقتصاد واستغرقت الأزمة أشهر للتعافي.

ومن جانبها قالت وزيرة الخزانة الأميركية إن فشل الكونغرس في رفع سقف الدين الاتحادي سيتسبب في ضربة هائلة للاقتصاد الأميركي ويضعف موقف الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية.

وأضافت جانيت يلين أنه لا يزال هناك عدم يقين بشأن متى ستنفد السيولة اللازمة لسداد ديون الحكومة، لكنها ستبقي الكونغرس على علم بأي تغيير في الموعد والذي قد يكون في الأول من يونيو تقريباً.