الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير فرنسي يضع بلاده في ورطة.. ماذا قال عن المسلمين السنة؟

وزير داخلية فرنسا
وزير داخلية فرنسا

انتقد عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان التي قال فيها إن "الإرهاب الإسلامي السني" هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا.

وأشعلت هذه التصريحات غضبا واسعا في العالم العربي والإسلامي، فدائما تخرج تصريحات عنصرية من مسؤولين غربيين ضد الإسلام والمسلمين تكون سببا واضحا لتهييج مشاعر المسلمين، فدائما تلعب فرنسا على مصطلحات مستفزة تنتج بأزمة داخل فرنسا وتنتقل هذه الأزمة إلي أوروبا وعدد من الدول.

جيرالد دارمانان

وزير الداخلية الفرنسي 

اعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن "الإرهاب الإسلامي السني" هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا، داعيا خلال زيارة إلى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن خصوصا قبل استضافة باريس أولمبياد 2024 الصيفي.

قال دارمانان لوكالة فرانس برس الجمعة في نيويورك "أتينا لنذكرهم أنه بالنسبة إلى الأوروبيين ولفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السني، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية".

وتابع: بينما قد تكون للأميركيين رؤية وطنية أكثر للأزمات مثل التفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر، لا يجب أن ينسوا ما يبدو لنا في أوروبا بمثابة التهديد الأول: الإرهاب السني".

اختتم دارمانان زيارة استمرت يومين وشملت واشنطن ونيويورك ومقر الأمم المتحدة، هدفت الى تعزيز التعاون بين الشرطة والقضاء في فرنسا والولايات المتحدة الملحوظ في اتفاق وقعه البلدان عام 2016، ويطال مجالات مكافحة "الإرهاب" والجرائم الكبرى، والتقى دارمانان مسؤولين أميركيين وزار مقر تدريب لعناصر مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي".

وبحث دارمانان في نيويورك مع مفوضة شرطة المدينة كيشانت سيويل سبل حفظ الأمن والنظام خلال الأحداث الكبرى، ومنها ما تستعد فرنسا لاستضافته مثل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس.

وأشار دارمانان الى "معاودة الخطر" المرتبط بـ"الإرهاب الإسلامي" الذي يستهدف فرنسا وجيرانها الأوروبيين، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية، وقال دارمانان أيضا إن التعاون بين باريس وواشنطن يمكن أن يشمل تطوير التكنولوجيات المبتكرة التي تستخدمها شرطة نيويورك، مثل تقنية "التثليث الصوتي"، التي تتيح لقوات الأمن تحديد موقع إطلاق النار على الفور، والتدخل دون انتظار.

وتحدث دارمامنان عن نوعين من التهديدات، قائلا: "داخلية تتمثل بأشخاص غير منضوين في شبكات، يتطرفون، ينتقلون إلى التنفيذ في غضون ساعات، أو في غضون أيام كشخص يحمل سكينا، يدخل مخبزا ويقتل الناس، وخارجية مثل أشخاص ينظمون أنفسهم في الخارج ويأتون الى فرنسا لتنفيذ اعتداءات"، كالتي شهدتها باريس في نوفمبر 2015.

جيرالد دارمانان

كراهية شديدة للمسلمين

وأعرب الوزير الفرنسي عن أسفه "لرحيل الأميركيين من أفغانستان" وانسحاب فرنسا من منطقة الساحل الإفريقية، متحدثا عن "إعادة تشكيل خلايا داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في المشرق، ما يجعل من هذه التهديدات الخارجية في ضوء الأحداث التي ستنظمها فرنسا، محطات لمخاطر كبيرة من اعتداءات إرهابية"، إلا أنه أبدى "ارتياحا" للمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين، متحدثا عن تبادل "معلومات سرية".

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي استنكر مستخدمون للإنترنت الخلط بين الإرهاب من جهة والإسلام والسنة ومن جهة أخرى، واعتبروا أن مصطلح "الإرهاب الإسلامي السني" يخفي كراهية شديدة للمسلمين.

وتطرق الجانبان إلى مكافحة تهريب المخدرات خصوصا الفينتانيل الذي تعزى إليه وفاة عشرات الآلاف في الولايات المتحدة سنويا، وقال دارمانان إن الأميركيين "واثقون من أن هذا (المخدر) سيصل الى أوروبا"، وقدموا "عناصر دقيقة بشأن" شبكات التهريب.

إلى ذلك، تطرق الوزير الفرنسي في نيويورك إلى وضع كاليدونيا الجديدة، أمام اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، وذكر دارمانان بأن باريس تسعى "للتفاوض" مع الاستقلاليين والرافضين للاستقلال، بشأن مستقبل هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ.

وفي هذا الصدد، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن تصريح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان يعكس فكرة الإرهاب الذي يهدد أمن أوروبا، ولكنه أخطأ بشكل كبير في التعبير والتخصيص. 

وأوضح أديب ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يوجد ما يسمي بالإرهاب السني، فالإرهاب هو إرهاب بغض النظر عما يؤمنون به والممارسون له، فقد تجد مسلما إرهابيا ومسحيا ويهوديا إرهابيا، فهناك عمليات قتل دائمة ومستمرة في أوروبا من قبل اشخاص بعضهم من المسلمين والبعض الأخر من المسحيين واليهوديين.

وتابع: لكن فيما يتعلق بوصف وزير الداخلية الفرنسي، أن الذي يهدد بلاده هو الإرهاب الإسلامي السني، فهناك بالفعل إرهابيين، ولكن الإرهاب يمارسه أشخاص ودول وهذه الدول لها خلفيات دينية متعددة، وتتبع ديانات مختلفة، وتعتنق أفكارا ومواهب عدة غير الإسلام.

معبرة
معبرة

الإرهاب لا ينتمي لدين

ولفت: نجد حزب الله اللبناني والعراقي ونجد الحركة الحوثية بجانب الفاطميون واللواء العباس وغيرها من الميلشيات المسلحة التي تمارس الإرهاب ليس فقط ضد أهل السنة ولكن ضد مفهوم الدولة الوطنية وضد المختلفون معها.

وأكد الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الحديث عن الإرهاب يتطلب الحديث بلغة واحدة وبلسان واحد وبوجه واحد ورؤية واحدة، فالإرهاب هو إرهاب بعيدا عن السنه والشيعة، وبعيدا عن مصدر تهديد لمنطقة واحدة، لأن الإرهاب يهدد دول العالم وليس أوروبا وفرنسا فقط.

واختتم: لا بد من مواجهة عامة وشاملة لأن الإرهاب في فرنسا وأوروبا يهدد أيضا منطقة الشرق الأوسط، فتهديد الإرهاب هو عام وشامل، فالإرهاب لا يختصر على دولة ما أو شخص ما فهو في النهاية إرهاب ويمثل خطر، معقبا: من الخطأ قول وزير الداخلية الفرنسي أن هذا خطر على فرنسا، فالخطأ أنه استثنى الإرهاب لبلاده وحدد نوعه والإرهاب له صور وأنواع مختلفة وفي النهاية لا دين ولا وطن له.

أستاذ  منير أديب