الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسرين حجاج تكتب: نادية مصطفى.. يسلملي ذوقهم

نسرين حجاج
نسرين حجاج

يقولون "إن الفن شكل من أشكال العلاج، وستبدأ الإنسانية في التحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد، كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال"، ويقصد هنا بالطبع الفن الحقيقي وليس ما يسمونه فنًا، وهو تلوث سمعي وبصري وانحدار للقيم وللأخلاق .

فعندما نجد أغنية جديدة وإنتاجا محترما وكليب شيك بصورة مبهرة وعالية الجودة، يجب أن نتوقف عندها.

طرحت الفنانة نادية مصطفى أحدث أغانيها منذ أيام، فأحبت أن يعرفها الجمهور جيداً عن قرب، 
هى الفنانة، هي الأم، هي الحنونة، هي العطاء والطيبة، هى عنوان للالتزام والاحترام هى الفنانة الجميلة قلبا وقالبا، وهى من أبرز الأصوات النسائية الدافئة المحببة للقلب من بين أبناء جيلها، أم لثلاث بنات، زوجة في المقام الأول وفنانة في المقام الثاني، وطاهية من الطراز الرفيع.

عنوانها دائما الالتزام والاحترام، فحين يمتزج الفن والإبداع مع الأصالة والأخلاق تكون الفنانة نادية مصطفى، فهى نموذج مشرف للأم المصرية أولا وللفنانة المصرية، وهكذا هو الفن، أصالة وإحترام ووعي تام وإدراك للمسئولية الجسيمة التي يحملها الفنان على عاتقه.

بينما يلهث الجمهور وراء أغاني المهرجانات المبتذلة، وما يقدمه أشباه الفنانين من انتهاك لمكانة مصر الفنية بفنهم الركيك، جاءت أغنية "يسلملي ذوقهم" بأمل جديد لأنها أغنية امتازت باللحن والكلمات والصوت معا، وغُلف كل هذا بشياكة الصورة التي أبدعها المصور المبدع يحيى فهمي، وجاء الإخراج ليقدم الصورة المتكاملة ويدمج هذا الخليط ويظهره للنور، فلم تترك المخرجة رودينا حاطوم لا شاردة ولا واردة إلا وجاءت بها لتفاجئنا بكليب يملئنا بهجة وسعادة .

وأحب أن أهمس في أذن من يهمه الأمر "كلما زاد معدل التعرض لمثل هذه الأغاني الراقية الحديثة زاد مستوى الانتماء الثقافي"، لأن الفترة الأخيرة زاد التعرض لأغانٍ مسمومة مبتذلة فزاد مستوى الاغتراب الثقافي وبدأت تتساقط أسقف الهوية المصرية سقف وراء سقف، لذلك كلما أنتجت أغنية ترفع من شأن الفن المصري كان واجبا علينا الإشادة بها وبنجاحها، فأغنية "يسلملي ذوقهم"  تخطت المليون مشاهدة بعد صدورها بعدة أيام. 

امتازت الأغنية بأربع مواقع تصوير وألوان الأزياء المبهرة المنتقاة، فجاء اللحن بمقامه البياتي ليغازل مسامعنا ويجعلنا في نشوة عارمة، والإيقاعات جعلت للأغنية رتم يحببك في اللحن ودخول المزمار يجعل القلب يرقص من الفرحة ويجعلك تتمايل مع الأغنية فيتضافر  اللحن والكلمات مع الصوت الدافء ليخرج شياكة المعروض. 

بالفعل هي أغنية خفيفة على القلب وراقية، الأغنية تأليف نور عبد الله وتلحين مصطفى العسال وتوزيع إلهامي دهيمة وأحمد حسام تصوير يحيى فهمي وإخراج رودينا حاطوم وإنتاج لايف ستايلز ستوديوز.

جاءت الأغنية مفاجأة للجمهور فهى أغنية تتمتع بالشياكة والأناقة، شياكة اللحن والكلمات والتصوير في زمن تنتحر فيه الكلمات الهادفة أمام ما تواجهه من كلمات مسفة وابتذال المضمون، فجاءت نور عبد الله لتضمد جروحنا بكلماتها الدافئة "يسلملي ذوقهم اللي إحنا ذوقهم، غاليين في عينا ولا حد فوقهم، غاليين في سوقنا غاليين في سوقهم وإن غابوا ندعي الله يسوقهم ".

وعن الفنانة نادية مصطفى، أقول إنها علامه فارقة ضمن كوكبة جميلة ظهرت لنا في زمن الفن الجميل الحديث نوعا ما بعد جيل العمالقة عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ووردة وفايزة. 

ظهرت على يد الجميل العبقري محمد سلطان الذي قدمها لأول مرة سنة 1982 واشتهرت آنذاك بأغاني "سلامات، ومسافات، والصلح خير". 

وتعاونت مع كبار الملحنين مثل بليغ حمدي وحلمي بكر، وشاركت في العديد من الأوبريتات الشهيرة، ومنذ ذلك الوقت لا تذكر سيرة نادية مصطفى إلا وذكر الالتزام والجدية في عملها. 

نادية مصطفى باقة ورد فنية يفوح منها عطر  أخلاقها وودها واحترامها لكل من يتعامل معها.

فكل الشكر لهذه الشركة التي اختارت فنانه قديرة مثلها وأنتجت ولم تبخل على الفن المحترم ولم تستسهل النجاح وتلهث وراء نجوم السوشيال ميديا كما تفعل شركات الإنتاج الأخرى، الفن المحترم له جمهوره المتعطش للفن الجيد.