الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر اقتران طاعة المسلم للقرآن والسنة معا.. علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

واصل الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، حديثه عن الوحي، من خلال بيان اشتماله على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

اقتران الطاعة بين القرآن والسنة

وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: قرن الله سبحانه وتعالى بين الكتاب والسنة فأمرنا أن نطيع الله ورسوله، وأمرنا أن نأخذ الدين من كل من الكتاب والسنة معا وقال:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ" [الحشر :7].(وأنزلنا إليك الذكر) قيل: الذكر هو السنة، (لتبين للناس ما نزل إليهم) وهو القرآن، وحتى الذين قالوا: إن الذكر هو القرآن فإن الله تعالى قال له (لتبين للناس) وهي السنة باتفاق؛ فالسنة كانت بيانا للقرآن، وظلت معه وستظل معه إلى يوم الدين يمثلان الوحي من رب العالمين، ولذلك قال الناس عنه صلى الله عليه وسلم: إنه صاحب الوحيين: وحي القرآن ووحي السنة.. فما السنة؟

وشدد أن الذي بين أيدينا نحو خمسين ألف حديث، بعضها مكرر فيؤول إلى ثلاثين ألف، رويت لنا بأكثر من ألف ألف -مليون- سند، ورد إلينا بعضها-بعد الجرح والتعدي- على جهة الصحة والقبول، وبعضها على قبيل الرد أو الضعف، قام علماء الأمة يوثقون مصدرهم، قام علماء الأمة حتى يحرروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نسب إليه، ومع حذف المكرر يكون معنا خمسة عشر ألف حديث يصح منهم النصف والضعيف منهم النصف، وفي البخاري من غير المكرر: ألفان. بعض الناس يستكثر ما ورد من السنة الشريفة وهو مخطئ؛ لأنه عندما يسمع أنه روي عن النبي ألف ألف حديث فإنه يظن أنها أحاديث مستقلة، وألف ألف إنما هو في الأسانيد.

وأوضح علي جمعة أن القرآن آيات قليلة في الكلمات عظيمة في المعاني، تفتح لك آفاق الدنيا والآخرة {الم (1) ذَلِكَ الكِتَابُ} واستعمل كلمة (ذلك)، ولم يقل: (ذاك)؛ تعظيما لشأنه؛ لأن(اللام) لما كانت في لغة العرب تفيد البعد، فلو أشاروا بها إلى القريب فإنه يكون على جهة التعظيم { ذَلِكَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } وصف نفسه وأشار إليها بـ (ذلك) وهو سبحانه قريب من عباده فيقول ربنا سبحانه وتعالى : {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فهذا الكتاب علي ما فيه من معجزات هادية للمؤمنين ومبشرة للصالحين، هو نفسه يصبح عمى للكافرين. فيغلق عنهم أسراره النفيسة وهدايته الواضحة.

وأشار إلى أن هذه رسالة ربكم إليكم؛ ينبهكم ويؤكد عليكم أنه.. "لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن هذه ليست كلمة تقال بل هي الحياة، هي قضية، هي برنامج يومي، هي فاصلة بينك وبين العالمين، ينبغي عليك أن تعود إليها، وأن تفهمها وأن تعيها؛ وإلا فإنك في دائرة الكفر أو الفسق أو العصيان، ونحن نريد أن نخرج من دائرة الكفر أو الفسق أو العصيان، نريد أن ندخل في دائرة الإيمان والتقوى والروع؛ هناك يزين الله الإيمان في قلوبنا، هناك يشعرنا الله بحلاوة الإيمان، فإذا شعرنا بحلاوة الإيمان استزدنا منه.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء: هذا هو القرآن، وهذه هي الرسالة، هذا القرآن الذي قال فيه ربنا سبحانه وتعالى{ إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} وقال في شأنه: { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} سبحانه وتعالى جعل هذا الوحي مستمر عبر التاريخ، لم يكن النبي ﷺ بدعا من الرسل، لم يكن وحده متفردا بتلك الدعوة {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }.