الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مش أمريكا بس.. القصة الكاملة لمشاكل هواوي مع الاتحاد الأوروبي بسبب الـ 5G

Huawei
Huawei

بينما تتنقل أوروبا من جيل شبكات الجيل الرابع إلى الجيل الخامس الـ 5Gp تدرس ألمانيا حاليا قرارا جديدا باستبعاد عمالقة التكنولوجيا الصينيين "هواوي" و "وزد تي إي" ZTE من شبكاتها.

ووفقًا لتقرير وكالة “رويترز”، تقترح وزارة الداخلية الألمانية حظر إمداد هاتين الشركتين بالـ 5G بحلول عام 2026. 

وتشير هذه الخطوة إلى تحول كبير بالنسبة لألمانيا، التي تجاهلت في السابق طلبات الولايات المتحدة بعدم التعامل مع شركة هواوي.

ووافقت ثلث دول الاتحاد الأوروبي فقط على حظر مشاركة هواوي في شبكات الجيل الخامس حتى الآن، ولكن في كل الأحوال هذا القرار الذي اتخذته ألمانيا ليس مجرد خطوة استارتيجية وحلقة أخرى في الحرب التكنولوجية الباردة المستمرة بين الصين والولايات المتحدة؛ بل سيكون لهذا القرار آثار أوسع طويلة الأمد. 

Huawei 

ألمانيا ليست الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا فحسب، بل إنها أيضا الشريك التجاري الأكثر أهمية للصين في الاتحاد الأوروبي. تم بناء 65% من البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس في ألمانيا باستخدام مكونات  هواوي، وفقًا لجانكا أورتيل من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية. وأي تغييرات في ألمانيا يمكن أن يكون له تأثيرات على اقتصاد الاتصالات في كافة الكتلة الأوروبية.

وفي مقابلة إذاعية أجريت مؤخراً، أشار كارستن سينز، المدير التنفيذي لشركة هواوي في ألمانيا، إلى أن تكنولوجيا هواوي تم استخدامها دون أي مشاكل أمنية في ألمانيا وذلك منذ عدة سنوات. وحذرت هواوي كذلك من أن الحظر سيؤدي إلى تصعيد التكاليف لكل من مشغلي الاتصالات والمستهلكين في ألمانيا.

بينما تتمحور حجة  هواوي  في العواقب الاقتصادية، كان الاتحاد الأوروبي يحث أعضاءه على توخي الحذر من التعامل مع الشركة الصينية، وفي عام 2020، أوصى الاتحاد الأوروبي بتقييد أو حظر مشاركة شركة هواوي في إطلاق شبكات الجيل الخامس. ومع ذلك، فإن ثلث دول الاتحاد الأوروبي فقط حذت حذوها حتى الآن.

وتجد صناعة الاتصالات في أوروبا نفسها عالقة بين عملاقين: الصين والولايات المتحدة، وبالإضافة إلى المعضلة الأوروبية، كانت شركة هواوي متشابكة بعمق مع تطوير شبكة الجيل الخامس في أوروبا منذ مراحلها الأولى. اعتبارًا من عام 2019، كان ما يقرب من 60% من عقود الجيل الخامس العالمية لشركة Huawei مع مشغلين أوروبيين.

ونظراً لهذه الاعتبارات الاقتصادية والاستراتيجية، يمكن أن يكون قرار ألمانيا بمثابة نقطة تحول لاتجاه شبكة الجيل الخامس في أوروبا. إذا بالفعل نفذت ألمانيا الحظر، فقد يؤدي ذلك إلى تفعيل ما يسمى تأثير الدومينو، بالضغط على الدول الأوروبية الأخرى لإعادة النظر في شراكاتها مع هواوي في مجال الجيل الخامس. 

ووفقا لما تقدم؛ فإن مداولات ألمانيا تصل إلى ما هو أبعد من حدودها وربما تعيد تشكيل مشهد الاتصالات في الاتحاد الأوروبي بالكامل، ستكون الأشهر المقبلة حاسمة بالنسبة للشركة الصينية. 

في حين يظل الأمن القومي للدول نقطة محورية، فإن المشاكل الاقتصادية أكبر من أن يتم تجاهلها. ومن الممكن أن يحدد القرار النهائي الذي اتخذته ألمانيا نغمة المستقبل الرقمي لأوروبا، وما ستتبعه باقي الدول الأعضاء.