قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإعصار قادم لا محالة‏!‏!


لا تعني الهزيمة الثلاثية الابعاد التي منيت بها جماعة الاخوان علي ارض الواقع وعلي المستويين الإقليمي والدولي‏,‏ ان مصر قد تخلصت تماما من إرهاب الجماعة‏.
ولم تعد هناك مخاطر تهدد امنها واستقرارها, لان الجماعة رغم محنتها الراهنة, ورغم حالة الشتات التي يعيشها قادتها لا تزال علي فكرها القديم, الذي تروج له وتعمل من اجله بعض القيادات الهاربة, خاصة محمود عزت رئيس القسم الخاص ومساعده البلتاجي الذين يوجهون اغلب عمليات الارهاب للانتقام من ضباط الشرطة, وبلغت بهم الخسة حد مطاردة الصحفيين واصحاب الرأي واحراق دورهم ومكاتبهم ومكتباتهم في عمل همجي يعيد الي الذاكرة افعال التتار!, ولان للقضية, مع الاسف, جانبها الفكري في وجود فقهاء مأجورين للجماعة يبتسرون النص الديني, ويأولونه وفقا لمصالح الجماعة المتغيرة, تبقي الخواتيم معلقة علي نجاح الدولة والمجتمع المدني في مقاومة فكر الارهاب وإثبات فساده.
وبرغم تأخر ظهور تيار رشيد داخل الجماعة يطالب بمراجعة افكارها ومناهجها وادواتها وسياساتها, كما حدث في مراجعات الجماعة الاسلامية التي اعلنت وقف اعمال العنف من جانب واحد بعد ان تم حصارها و تجفيف مواردها من المال والسلاح, وابدت استعدادها لاعادة النظر في رؤيتها الخاطئة لمفاهيم الجهاد ودعاوي الحسبة وعمليات العدوان علي اقباط مصر وتعرضها للسياحة وهجومها المسلح علي محال الذهب, إلا ان الامر المؤكد, ان محنة الجماعة سوف تسفر بالضرورة عن ظهور تيارات جديدة داخلها تطالب بضرورة البدء في هذه المراجعة الشاملة, خاصة ان المصريين فقدوا الثقة في الجماعة وتزداد اقتناعهم يوما وراء يوم بأن الجماعة لم تكن حزبا سياسيا ولم تكن جمعية دعوية, ولكنها في الاصل والجوهر تنظيم ارهابي مسلح يسعي لفرض سطوته علي غالبية الشعب المصري.
وأتصور ايضا ان عملية المراجعة لابد ان تشمل كل الاحزاب الدينية التي خلطت بين الدين والسياسة, خاصة ان تجربة مصر علي امتداد العامين الاخيرين تؤكد حاجتها الملحة الي نص دستوري جديد يمنع قيام الاحزاب علي اسس دينية, ومهما تأخرت مطالب الاصلاح داخل الجماعة فان الاصلاح قادم لا محالة, وسوف يعصف بأفكار الجماعة ومناهجها وكل قياداتها من الصفين الاول والثاني لصالح فكر جديد أكثر تسامحا وأقل فاشية, يضع الحدود الفارقة بين الدين والسياسة ويتوقف عن استغلال شبابها المخدوع علي هذا النحو المؤسف.
نقلا عن الاهرام