الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملات الأسواق الناشئة ترتفع بعد عام صعب ووسط ضعف الدولار

الأسواق الناشئة
الأسواق الناشئة

يستعد مؤشر رئيسي لعملات الأسواق الناشئة مع اقتراب نهاية عام مضطرب بالنسبة لأسعار الأصول في البلدان النامية، لتسجيل أفضل أداء له منذ عام 2017، حيث دفع الارتفاع المتأخر في أسعار هذه العملات المستثمرين إلى تأمين عوائد أعلى طالما استطاعوا تحقيق ذلك.

وبحسب وكالة “بلومبرج الشرق”، ارتفع مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 0.4% إلى 1718.01 اليوم، الثلاثاء، ما أدى إلى زيادة مكاسبه لهذا العام إلى 3.44%. 

هذا الإنجاز يأتي بعد انتعاش المؤشر منذ أوائل أكتوبر بفضل تحسن بيانات التضخم الأمريكية التي أشعلت توقعات وقف بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة، وحتى احتمال خفضها في شهر يونيو.

وقالت يوجينيا فيكتورينو، رئيسة استراتيجية الأسواق الآسيوية لدى "سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن"، إن هناك مؤشرات متزايدة على أن عملات الأسواق الناشئة ستنتعش، لكن وتيرة الارتفاع الأخيرة قد تدفع بعض المتعاملين إلى جني الأرباح والتسبب في تقلبات على المدى القريب.

وأوضحت أن هذا لا يعني أن الاتجاه العام للسوق ليس صحيحاً، لكن وتيرة الانتعاش كانت سريعة للغاية.

نهاية عصر التقشف النقدي
يأتي ارتفاع قيم عملات الدول النامية في عام يتسم بتقلبات حادة، حيث فوجئ المتعاملون في أحيان كثيرة برهانات سابقة لأوانها على النمو الاقتصادي في الصين، وتحول السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، ومسار التضخم المحلي. 

وبعد أن أظهرت بيانات أكتوبر تباطؤاً حاداً في نمو أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، بدا الأمر وكأن الأسواق العالمية قد اتفقت على أن عصر التقشف النقدي قد انتهى أخيراً.

هذا الأمر دفع الدولار الأمريكي نحو تسجيل أكبر خسائر له خلال عام، وخلق بيئة مواتية للاستثمار في الأسواق الناشئة، وكثير من العوائد التي تحققت هذا العام جاءت من أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، حيث رفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل قوي خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وحققت عملتا بولندا والمجر أكبر مكاسب منذ أوائل أكتوبر، فقد ساعدت الانتخابات التي أعادت إلى السلطة في وارسو تحالفاً مؤيداً للاتحاد الأوروبي ويتسم بالحكمة في إدارة السياسة المالية على دعم الزلوتي البولندي، فيما ارتفع الفورنت المجري على خلفية تراجع التضخم واستمرار التشدد النسبي للبنك المركزي.

عوائد جذابة للمستثمرين
إضافة إلى هاتين العملتين، حقق المستثمرون أرباحاً كبيرة هذا العام من عملات أمريكا اللاتينية، حيث تجاوزت مكاسب كل من البيزو الكولومبي والبيزو المكسيكي والريال البرازيلي حاجز 15%، فيما تكبد المستثمرون في الليرة التركية والرينغيت الماليزي خسائر كبيرة.

يتوقع استراتيجيو "غولدمان ساكس غروب" أن تواصل عملات الأسواق الناشئة تحقيق عوائد جذابة للمستثمرين خلال 2024. 

وكتب محللو البنك، ومن بينهم أندرو تيلتون، في تقرير آفاق الاستثمار في الأسواق الناشئة، أن نصف العوائد على الديون السيادية التي يُتوقع بلوغها 10% العام المقبل ستأتي من الاستثمار في فوارق أسعار الفائدة، في إشارة إلى العوائد الناتجة عن الاقتراض بعملات مثل الدولار والاستثمار في عملات الدول التي تقدم عوائد أعلى.