الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تحذر إسرائيل بسبب سيناء.. تهجير الفلسطينيين مرفوض ولا تهاون بالأمن القومي

الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الشعب المصري ونوابه يتفهمون حجم الضغوط التي تمارس على مصر، مع تكثيف مواقفهم لمساندة إجراءات الدولة المصرية بملف قطاع غزة، صونا لمقدرات الامن القومي المصري.

وجددت مصر رفضها للمخططات المسمومة التي يسعى المسؤولون في إسرائيل لتنفيذها داخل  غزة، منذ تجدد الصراع بين قوات الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر الماضي على خلفية عملية طوفان الأقصى.

فضح المخططات الإسرائيلية

وتعمل إسرائيل على تهجير سكان غزة من بيوتهم وأراضيهم قسريا من شمال القطاع إلى الجنوب، ومنه إلى داخل مصر أو أية وجهة أخرى، وخلق منطقة عازلة في الشمال لحماية المستوطنات القريبة من غلاف غزة، والتي قامت المقاومة بمهاجمتها في أكتوبر الماضي.

وتحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة منذ ما يقارب 50 يوميا، حيث تجري داخل القطاع عملية عسكرية دا///مية تهدف لتفريغ القطاع من سكانه البالغين 2.3 مليون نسمة وابتلاع أراضيه، حيث طرح كبار المسؤولين داخل الدولة العبرية فكرة تهجير سكان القطاع إلى مصر والضغط عليها للاستجابة لذلك، وهو ما ترفضه مصر حكومة وشعبا، مؤكدة أنه "لا تهجير ولا تصفية للقضية الفلسطينية".

وكشف رئيس مجلس الوزراء - خلال كلمته بالجلسة الخاصة التي عقدها مجلس النواب اليوم الثلاثاء، عن الإجراءات التي اتخذتها مصر، وكان من بينها التنسيق الكامل مع الدول العربية وخاصة المملكة الأردنية، لتحويل الموقف المصري الرافض للتهجير القسري إلى موقف عربي موحد، وهو ما انعكس في بيان اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته غير العادية بالقاهرة في 11 أكتوبر 2023، ثم في البيان المهم للقمة العربية الإسلامية والتي عقدت في المملكة العربية السعودية بالرياض في 11 نوفمبر الجاري.

وأضاف مدبولي، أن مصر تعمل على بناء رأي عام دولي رافض للتهجير القسري، ونجحت بشكل كبير في هذا الشأن، فقد بات الموقف الأمريكي والأوروبي واضحا ويؤكد رفض التهجير أو توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها مصر أيضا، هي العمل على توفير تدفق آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، كما أن مصر عملت على تدفق الوقود لضمان عمل الخدمات الحيوية في قطاع غزة.

وأكد مدبولي، أن هناك جهودا مستمرة للتوصل لهدنة إنسانية تقود لوقف إطلاق النار بشكل دائم ما يمهد الطريق لفتح أفق سياسي وبدء عملية سلام على أساس المرجعيات الدولية والمبادرة العربية للسلام، ومبدأ حل الدولتين تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيراً إلى نجاح الجهود المصرية في إدخال تغييرات مهمة على الموقف الدولي بهذا الشأن.

وشدد مدبولي، على أن تراب سيناء عزيز على كل المصريين، ومصر تبذل جهودا غير مسبوقة لتحقيق التنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، وذلك نابعا من الإيمان بأن التنمية الشاملة هي المساندة لقواتنا المسلحة في الدفاع عن سيناء، يوخد خطة لأن يكون في سيناء 8 ملايين مواطن، مشيرا إلى أن إجمالي أكثر من 600 مليار جنيه أنفقتها الدولة خلال الـ 10 سنوات الماضية لتنفيذ مشروعات بها، استأثرت شمال سيناء وحدها بنحو نصف هذا المبلغ، لتنفيذ أكثر من ألف مشروع باستثمارات قاربت 300 مليار جنيه.

تهدد لإسرائيل بشأن سيناء

وأوضح أن أجهزة الدولة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة، والجيش، يعون ما يُحاك من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه محاولة زعزعة الأمن المصري، وأننا لن نسمح بتحقيق أي من هذين المخططين، وستستمر جهودنا لتنمية سيناء، في إطار مسيرة التنمية الشاملة التي تتحقق على أرض مصر.

وأكد مدبولي، أنه حال حدوث أي سيناريو يستهدف نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية سيكون هناك رد حاسم وفقا للقانون الدولي، مشددا على أن مصر موقفها حاسم من احترام معاهدة السلام والالتزام بنصوصها، ولكن نتطلع من الجانب الإسرائيلي الالتزام أيضا، خاصة فيما يتعلق بالتهجير لقطاع غزة، وأن أي تهجير قسري لأهالي قطاع غزة يمثل تهديدا واضحا للدولة المصرية.

وشدد على أن مصر تتمسك برفض التهجير لأهالي فلسطين، وكافة المسؤولين بمصر وجهوا رسائل لكل المسؤولين على المستوى الدولي ورسالة تحذير من التصعيد في فلسطين، مشيرا إلى أن تهجير أهالي فلسطين معناه تصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر غير مقبول تماما، مؤكدا أن مصر تتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأشار إلى أن مصر تتعرض وسوف تظل تتعرض لضغوط ليست بالقليلة، والدولة واعية لهذه التحديات، ولهذا كانت هناك محاولات حثيثة من اللحظة الأولي لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية إلى الإسراع في تنفيذ العديد من المشروعات القومية.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد التايب، إن موقف مصر من الأزمة الراهنة في غزة ثابت وواضح خاصة فيما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين، والعقاب الجماعي، مؤكدا أن موقف القاهرة محسوم، وشهدنا ذلك في جلسة البرلمان اليوم، كما أن المسار الشعبي المصري متلاحم مع موقف القيادة السياسية المتمثل في 3 محاور رئيسية بشأن التعامل مع الأزمة:

  • ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط.
  • رفض الدولة المصرية كل مخططات التهجير القسري للشعب الفلسلطيني واتخاذ كل المسارات السياسية والدبلوماسية وظهر ذلك في قمة القاهرة للسلام وقمة الرياض واللجنة وزراء الخارجية المنبثقة عنها، وكل ذلك هدفه التأكيد على الرفض العربي القاطع لفكرة تهجير الفلسطينين وتصفية القضية الفلسطينية.
  • تخفيف المعاناه عن أهلينا في غزة، وهذا محور هام جدا، تؤكد عليه الدولة المصرية من خلال تصريحات القيادة السياسية، عبر إدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة دون قيد أو شرط.

وأوضح التايب، لـ "صدى البلد"، أن مصر تبذل قصاري جهدها في حشد المجتمع الدولي، وخصصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من كل دول العالم، وقد رأينا الخطوات التي اتخذتها الدولة من أجل توفير مساعدات كبيرة جدا، وبذلت مجهودات كبيرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن موقف مصر يتضح من خلال الـ3 محاور السابقة.

الموقف المصري من الأزمة

وأكد أنه من خلال جلسة مجلس النواب اليوم، تأكد المسار الشعبي والذي ظهر في مجلس النواب، ومظاهرات المصريين في الشوارع، يتفق مع المسار السياسي والدبلوماسي الخاص بالتضامن التام مع أهالينا في فلسطين.

وأشار: فيما يتعلق بتصريحات رئيس مجلس الوزراء عن وجود رد حاسم من مصر وفقا للقانون الدولي إذا ما أصرت إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى داخل سيناء، فإن محاولات التهجير تعني تدويل القضية، ومصر بالفعل تعمل على هذا الأمر منذ اندلاع الأزمة، عبر الاتصالات المكثفة من الرئيس السيسي، والدعوة لعقد قمة القاهرة، وتوظيف الدبلوماسية المصرية والمعروف عنها قوتها لتقديم القضية الفلسطينية للعالم وعرض الموقف المصري بشكل واضح، وقد رأئنا قوة هذه الدبلوماسية مع الدول العربية في حشد التصويت في الأمم المتحدة والحصول على أغلبية بـ120 صوتا في إقرار الهدنة الإنسانية.

وأكد أن الردود المصرية تؤكد دائما على المسار الدبلوماسي سواء في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو كل مسار ومحفل دولي، لأن الهدف الرئيسي هو تغيير الموقف العالمي تجاه ما يحدث في فلسطين باعتبار أن إسرائيل دائما، خلال الـ 75 عاما من الصراع، لديها قدرات على تشكيل الرأي العام الغربي، وأنها دولة مظلومة، ومضطهدة، لكن الأزمة الحالية كشفت أمور كثيرة جدا، وهذا ما تعمل عليه الدولة المصرية إلى جوار الأشقاء العرب لدعم القضية الفلسطينية.