الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد 5000 سنة .. الـذكاء الاصطناعي يفك أسرار لغة قديمة غامضة

صدى البلد

أحيانًا تكن التكنولوجيا الحديثة جسرًا بين الماضي والحاضر، فقد أصبح من الممكن أخيرًا فك رموز اللهجة الغامضة لأسلافنا القدماء بالكامل بفضل الذكاء الاصطناعي.

يقدر الخبراء أنه لا يزال هناك مليون لوح مسماري في العالم، لكن هذه الكتابات التي خلفها سكان بلاد ما بين النهرين القدماء تتطلب عملاً شاقًا من قبل علماء الآثار لترجمة محتوياتها وفهرستها.

وتشير التقديرات إلى أن 90% من النصوص المسمارية لا تزال غير مترجمة، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

لكن الآن، اكتشف فريق من الباحثين الألمان طريقة جديدة لتدريب أجهزة الكمبيوتر على التعرف على الكتابة المسمارية، وحتى جعل محتويات الألواح التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين قابلة للبحث مثل موقع الويب، مما يجعل من الممكن رقمنة وتجميع مكتبات أكبر من هذه النصوص القديمة.

قد يؤدي هذا إلى كشف تفاصيل لم تكن معروفة سابقًا عن الحياة القديمة، حيث تحتوي الأجهزة اللوحية على تفاصيل حول إنجازات مهمة مثل بناء المعبد، وصولاً إلى مشاحنات تافهة مثل شكاوى خدمة العملاء.

وقام الأكاديميون الألمان بتدريب الذكاء الاصطناعي على لغتين مسماريتين، السومرية والأكادية، وبدأ التحدث باللغة السومرية منذ حوالي 5000 عام، وتم استبدالها في النهاية بالأكادية، ولكن تم استخدام اللغتين في الكتابة حتى بداية العصر المسيحي في بلاد ما بين النهرين، التي احتلت العراق الحديث وأجزاء مما أصبح إيران والكويت وسوريا، وتركيا.

لذا فإن الألواح المسمارية التي وجدت لم تكن مكتوبة بلغات متعددة فحسب، بل عمرها أيضًا آلاف السنين، فالحروف المسمارية ذات الشكل الإسفيني التي شكلت أساس اللغات المكتوبة في بلاد ما بين النهرين القديمة، تم نحتها في ألواح طينية، لذا فهي ثلاثية الأبعاد.

إلى جانب حقيقة أن النص القديم قد تأثر بمرور الوقت والتعامل معه، فإن خصائصها يمكن أن تجعل من الصعب مسحها ضوئيًا على جهاز كمبيوتر حتى يتمكن المؤرخون وعلماء الآثار من استخدامها في البحث.

الآن، باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لحوالي 2000 جهاز لوحي، قاموا بتدريب برنامج كمبيوتر لمسح النص ونسخه، مثل استخدام كاميرا الهاتف الذكي الخاص بك لتحويل ملاحظة مكتوبة بخط اليد إلى مستند نصي.

لم تهدف هذه الدراسة إلى ترجمة محتويات الألواح، بل إلى تمكين الباحثين الآخرين من القيام بذلك بسهولة أكبر.