الأمم المتحدة تنفى انسحابها من سوريا للسماح بشن ضربات عسكرية أمريكية

عبرت الأمم المتحدة يوم السبت عن رفضها الشديد لتلميحات بأنها تفسح الطريق بصورة أو بأخرى للسماح بشن ضربات جوية أمريكية في سوريا وقالت إن أعمالها الإنسانية ستستمر في البلاد.
وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين "رأيت جميع أنواع التقارير التي تلمح إلى أن مغادرة فريق الأسلحة الكيماوية يفسح المجال بطريقة أو بأخرى أمام اتخاذ إجراء عسكري من نوع ما."
وأضاف "بصراحة هذا سخف وإهانة لما يربو على ألف موظف من موظفي الأمم المتحدة في الميدان بسوريا يقدمون المساعدات الإنسانية وسيواصلون تقديم المساعدات الحيوية." ووصل خبراء الأمم المتحدة إلى هولندا ومعهم الأدلة التي جمعوها في تحقيقهم في هجوم بالغاز السام في سوريا.
وأكد نسيركي أن المفتشين سيعودون لاحقا للتحقيق في مزاعم أخرى بشن هجمات بالغاز السام في سوريا خلال الحرب الأهلية المستمرة من عامين ونصف العام.
ورد نسيركي أيضا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة والتي قال فيها إن خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة لا يمكنهم تقديم أي معلومات جديدة لم ترد إلى الولايات المتحدة بالفعل.
وتحمل واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية الهجوم الذي وقع الأسبوع قبل الماضي والذي قالت واشنطن إنه أودى بحياة المئات.
وقال نسيركي "بعثة الأمم المتحدة هي وحدها التي تستطيع أن تحدد بطريقة نزيهة وذات مصداقية الوقائع الخاصة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية بالاستناد المباشر إلى الأدلة التي جرى جمعها على الأرض."
وتلقي حكومة الأسد وروسيا مسؤولية الهجوم الكيماوي المزعوم الذي وقع في الأسبوع قبل الماضي على مقاتلي المعارضة.
وقال دبلوماسيون من الأمم المتحدة لرويترز يوم الجمعة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون أوضح لمندوبي الدول الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن -بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة - أن الأمر سيستغرق نحو أسبوعين لإعداد التقرير النهائي للمفتشين.
ومن المقرر أن يحدد المفتشون فقط ما إذا كانت هناك أسلحة كيماوية استخدمت الأسبوع قبل الماضي وفي هجمات أخرى مزعومة بالغاز السام وليس من استخدمها.
وسُئل نسيركي عن السبب في أن الأمم المتحدة لم توسع نطاق التفويض ليشمل تحديد المسؤولين عن أي هجمات كيماوية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "التفويض هو التفويض. وسيلتزم الفريق والأمين العام بذلك التفويض."
وأضاف "التفويض مناسب ويمكن الأمم المتحدة من تقديم صورة لما حدث بطريقة نزيهة وذات مصداقية".
وقال "دعونا لا ننسى أن هناك علماء وخبراء فنيين وطبيين تحدوا رصاص القناصة للسعي إلى جميع العينات ومقابلة بعض شهود العيان والناجين."