قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صديقي الراقص


يحمل احلاما تشبه كل الاحلام .. يحمل في طيات ملابسه امل الثورة .. يحمل في حقيبته القماشية خريطة لمصر ..هذا هو صديقي الذي طالما عرفته منذ الايام الاولي للثورة وفي كل المواقف كنت اراه يحمل روح " الانسان " ويطوف بها علي الموجودين ليملأ قلوبهم بالامل.
خفت اكثر من مرة ان يكون قد قتل لانه يأبي ان يشاهد الحدث في " التليفزيون " ويرفض ان يكون رأيه مبنيا علي اراء اخرين؛
" محمد انور " ذلك الشاب الذي تم القبض عليه " للاشتباه " في كونه احد المتورطين في اطلاق اعيرة نارية بشارع البطل احمد عبد العزيز او راقص " المودرن " – الرقص المعاصر – الشهير ب "أنو".
شاهدت ايضا جانبه الفني حينما حضرت " ليلة رقص معاصر " ورأيته يجسد الواقع بالرقص الذي ربما يتخطي فعلا حدود الخيال من الاندماج.
ذلك الصديق الذي قضي دقائق بين ايادي الاهالي لاشتباههم في كونه اخوانيا فابرحوه ضربا جعل من وجهه خريطة كالتي كان يحملها علي حقيبته .. فاصبح وجهه كوجه مصر الان.
"انو " الذي قضي ليلة ووسائل الاعلام تنتهك كل ما بقي من كرامة لانسان في بلدنا مصر .. فاتهموه بالعميل والخائن وصاحب الذقن و بعضهم زادنا من الشعر بيتا قائلا انه " فلسطيني " او " باكستاني " او " افغاني " او ربما اراد احدهم ان يقول انه برتغالي ولكنه ربما تراجع في اللحظة الاخيرة.
كل تلك الخيال اوقع الحرج علي كل من امتدت يده علي الكاي بورد وكتب حرفا عن هذا الشاب .. فاصبحت الحقائق مقلوبة وصاحب الذقن " لديه شعر طويل " والارهابي كما لقبوه هو احد شباب الثورة المعروف عنهم انسانيتهم وسلميتهم . والباكستاني الافغاني نشأ وترعرع في قلب حواري مصر ومصر بنسبة 100 %.
زملاؤنا الصحفيون انتهزوا فرصة الخبر وتناقلوه اسرع من الرياح دون التأكد منه فاصبح الشاب المدافع عن الثورة واحد المتمردين "فجأة " ارهابيا.
ووجب لنا ان نقف الان وقفقة مع انفسنا ..
هل نحن كاعلاميين اصبح لديننا هلع للاخبار ؟
هل الاهالي في الشوارع اصبح لديهم نهم للعنف؟
هل اصبحنا كشعب وامن عنصرين نحكم علي الناس بمظهرهم ؟
هل كل من يملك ذقنا مجرم ؟ مع التذكير ان جيفارا كان لديه ذقن ؟
اسئلة لو اجبنا عنها بشفافية امام انفسنا سنعرف حتما ان كثيرين منا اصبح لديهم تشوه " انساني وعاطفي".
اما انت يا صديقي الراقص فهنيئا لك تجربة انسانية جديدة تضاف الي تجاربك ولا تندم لأنك يوما كنت انساناً.