أكد رامي جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، أن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخليج لم تكن اقتصادية بحتة كما صوّرها البعض، بل حملت أبعادًا سياسية متداخلة.
وفي مداخلة تلفزيونية مع الإعلامي عمر مصطفى، أشار جبر إلى أن الجولة بدأت بخطوة رمزية سياسية تمثلت في إفراج حركة حماس عن آخر محتجز أمريكي لديها، عيدان ألكسندر، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها بادرة حسن نية قد تمهّد لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
إنجاز مالي غير مسبوق.. استثمارات خليجية تفوق 3 تريليونات دولار
على الصعيد الاقتصادي، أوضح جبر أن ترامب نجح في تحقيق ما وصفه بـ"إنجاز مالي ضخم"، إذ تلقت الولايات المتحدة تعهدات باستثمارات تتجاوز 3 تريليونات دولار من ثلاث دول خليجية. أبرز هذه التعهدات جاءت من الإمارات العربية المتحدة، التي أعلنت عن استثمار قدره 1.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات، ضمن شراكات استراتيجية متبادلة.
ترامب، خلال لقائه مع الشيخ محمد بن زايد، عبّر عن سعادته بعودة العلاقات الأمريكية الخليجية إلى أفضل حالاتها، منتقدًا ما وصفه بـ"البرود" الذي ساد تلك العلاقات خلال إدارة الرئيس جو بايدن. وأكد: "لا يجوز لإدارة أمريكية أن تبتعد عن أفضل حلفائها، يجب أن نقترب منهم أكثر".
أثارت الجولة ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة.
فبينما احتفى أنصار ترامب بالعوائد الاقتصادية والاستثمارات الضخمة، ركز المعارضون على ما اعتبروه شبهات تضارب مصالح.
ووجّه البعض اتهامات لترامب بأنه يسعى لتحقيق مكاسب شخصية له ولعائلته، مستغلًا موقعه السابق وعلاقاته برجال أعمال نافذين في دول الخليج.
هدية الطائرة القطرية
من أكثر القضايا إثارة للجدل كانت الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للولايات المتحدة، والتي يُحتمل أن تُستخدم كرئاسية.
دافع ترامب عن الهدية قائلاً إنها "مخصصة للشعب الأمريكي ووزارة الدفاع"، لكن ذلك لم يمنع تصاعد الاتهامات حول نوايا ترامب ومكاسب محتملة من وراء الزيارة.
دعوات للتحقيق في الكونغرس: شكوك حول دوافع الجولة
اختتم جبر مداخلته بالإشارة إلى أن الجدل لا يزال محتدمًا في واشنطن، حيث يطالب عدد من أعضاء الكونغرس بفتح تحقيق شامل حول أسباب اختيار ترامب للدول التي شملتها زيارته، وسط تكهنات بوجود مصالح شخصية محتملة، مما يجعل هذه الجولة محورًا لصراع سياسي داخلي متصاعد في الولايات المتحدة.