في الوقت الذي تتزايد فيه معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم، يظل التركيز الأكبر منصبًا على الأدوية والنظام الغذائي كوسيلتين رئيسيتين للتحكم في مستويات السكر في الدم.
لماذا يرتفع السكر في الدم بعد الأكل؟
ولا يعتبر المشي تمرينًا بسيطًا لتحسين اللياقة البدنية، بل أداة فعّالة في الوقاية من الأمراض المزمنة وتنظيم سكر الدم، حتى ولو تم لعدة دقائق فقط بعد تناول الطعام.
إلا أن خبراء الصحة يشيرون إلى دور فعّال ومغفَل غالبًا، وهو المشي المنتظم، الذي أثبت فعاليته في تحسين التحكم في الجلوكوز، وفقًا لما نشره موقع "تايمز أوف إنديا".
ويقوم الجسم عقب تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات بتحليل الطعام إلى جلوكوز يدخل مجرى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر، وفي الحالات الطبيعية، يُفرَز الأنسولين ليساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز.
أما بالنسبة للمصابين بالسكري أو مقاومة الأنسولين، تفشل هذه الآلية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في مستويات السكر، وهو ما يُعد عامل خطر للإصابة بمضاعفات خطيرة كأمراض القلب وتلف الأعصاب والكلى.

كيف يساعد المشي في خفض السكر؟
ويعد المشي من أبسط التمارين الهوائية منخفضة التأثير، ويساهم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يُسهل امتصاص الجلوكوز بشكل طبيعي، خاصة بعد الوجبات.
وتشير الأبحاث، إلى أن المشي بعد الأكل بـ30 إلى 60 دقيقة يمكن أن يقلل من ارتفاع السكر في الدم بشكل ملحوظ، بل إن المشي الخفيف لمدة 2 إلى 5 دقائق فقط بعد الوجبة يحقق فارقًا إيجابيًا.

كلما زادت سرعة المشي.. قلت المخاطر
وكشفت دراسة نُشرت عام 2023، أن سرعة المشي تلعب دورًا هامًا. فالمشي بوتيرة متوسطة (2 إلى 3 أميال/الساعة) خفّض خطر الإصابة بالسكري بنسبة 15%، بينما ارتبط المشي بسرعة (3 إلى 4 أميال/الساعة) بانخفاض الخطر بنسبة 24%. أما الذين مشوا بسرعة تفوق 4 أميال/الساعة، فقد انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكري بنسبة 39%.

المشي يقلل خطر الوفاة
إضافة إلى فوائده على سكر الدم، كشف باحثون في دراسة أخرى، أن المشي 3967 خطوة يوميًا فقط يمكن أن يقلل خطر الوفاة لأي سبب، بينما يكفي 2337 خطوة لتقليل خطر الوفاة المرتبطة بأمراض القلب.
وأكدت الدراسة، أن هذه النتائج تنطبق على الرجال والنساء من مختلف الأعمار والبيئات المناخية.