أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ سلسلة غارات جوية مكثّفة استهدفت "عشرات منصّات صواريخ" في غرب إيران، ما يكرّس انتقال المواجهة من تصدّي الهجمات إلى ضرب القدرات الإيرانية الصاروخية بشكل مباشر، وفقا لوول ستريت جورنال.
وبحسب بيانات عسكرية رسمية وردت عبر الإذاعة الوطنية الإسرائيلية، انطلقت الطائرات الإسرائيلية في موجتين رئيستين خلال الـ24 ساعة الماضية.
وشملت الضربات مخازن وقواعد إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات في مناطق متعددة بغرب إيران، حيث تمّ تفكيك عدد من المنظومات، وتعطيل بنى تحتية حيوية مرتبطة بالقدرات الردعية للقوى الإيرانية .
وبنفس الوقت، ظهرت صور فيديو مُحررة من مصادر عسكرية إسرائيلية تُظهر ما يبدو أنها ضوء التفجيرات وسحب دخان تتصاعد من مجموعة من المنشآت العسكرية الإيرانية في المناطق المستهدفة .
الدوافع وراء الضربات
خطوة إسرائيل تُعَدّ تطوّرًا نوعيًا في النمط العملياتي: فهي لم تعد تكتفي بتقييم وتوجيه ضربات، بل تتعداها إلى استهداف مراكز التخزين والإطلاق بعيدًا داخل الأراضي الإيرانية.
وتعكس هذه الضربات رغبة إسرائيلية في تحجيم القدرات الصاروخية الإيرانية ومنع استخدامها في أي رد قادم، لا سيما في مواجهة التصعيد الإيراني الصاروخي الأخير .
تأتي هذه الضربات في أعقاب عملية "الأسد الصاعد" (Operation Rising Lion)، التي استُهدفت خلالها منشآت نووية وإمداد دفاعي بقصف جوّي يُعد من الأكبر منذ سنوات، وفقا لـ واشنطن بوست.
وسبق ذلك تقارير عن قيام عملاء الموساد باستخدام طائرات مسيّرة داخل إيران لضرب المنظومات الدفاعية الصاروخية، وتسهيل الطريق للقصف الجوي .
الرد الإيراني
وحتى الساعة، لم يصدر بيان رسمي إيراني يُعقّب على الضربات. لكن وسائل إعلام محلية تحدثت عن تحليق للطائرات المسيرة في سماء المناطق المستهدفة، واستنفار دفاعات جوية، دون الإفصاح عن حجم الخسائر، وفقا لـ رويترز
وذكرت تحذيرات إيرانية لاحقة أن هذه الهجمات قد «تُفجّر منطقة برمتها»، في إشارة إلى إمكانية تصعيد شامل.
تبعات وتقديرات مستقبلية
وتضعف الضربات على منصّات الصواريخ بشكل كبير قدرة إيران على الردّ الصاروخي التكتيكي، ما قد يمنح إسرائيل طمأنة مؤقتة في المناورة الجوية.
ومع ذلك، فإن خرق السيادة الإيرانية بتوسيع نطاق الهجوم يعزز من احتمالات ردّ إيراني موجه ضد قواعد إقليمية، أو حتى مصالح أمريكية في المنطقة.
ويشير التطور بوضوح إلى دخول المواجهة العسكرية بين البلدين مرحلة اشتباك استراتيجية جديدة، تتجاوز الصواريخ إلى جيوب القوة الدفاعية الإيرانية بحد ذاتها.
وبضرباتها المتتالية لإيران، تعلن إسرائيل بداية مرحلة جديدة من المواجهة ضد إيران: من حماية النفس إلى تحييد القدرات الشبحية المعادية.