قال المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن التطورات الإقليمية الأخيرة المتمثلة في الضربة الأمريكية على منشآت نووية إيرانية تمثل منحنى خطيرا من الصراع الإقليمي، يهدد بإشعال حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الخطوة التصعيدية تضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وسياسية عاجلة لاحتواء الموقف ومنع انهيار الأوضاع أكثر.
وأوضح "الحفناوي" في بيان له، أن توقيت الضربة الذي تزامن مع تصاعد التوترات الإسرائيلية-الإيرانية، يُشير إلى محاولة واضحة لإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في المنطقة بقوة السلاح، وهو أمر ترفضه مصر جملة وتفصيلا، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضوح في الاتصال الذي أجراه مع نظيره الإيراني، والذي أكد خلاله على ضرورة خفض التوتر ووقف فوري لإطلاق النار.
وأشار "الحفناوي"، إلى أن الموقف المصري يعكس سياسة راسخة تقوم على التهدئة وتغليب لغة العقل، معتبرا أن حديث الرئيس السيسي عن "عدم وجود حلول عسكرية" للأزمات الحالية يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي، لأن الخيارات العسكرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار وسقوط الأبرياء، مؤكدا أن استهداف مواقع مثل "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" النووية يجر المنطقة إلى سباق تسلح نووي، أو في أسوأ الأحوال، إلى ردود فعل انتقامية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، مما يعرض الملاحة الدولية ومصالح شعوب المنطقة للخطر.
وأضاف القيادي بمستقبل وطن، أن العملية العسكرية التي وقعت صباح اليوم، سيكون لها تداعيات كبرى على توازنات القوى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن محاولة إظهار وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب قبل العملية لا تخدع أحد، إذ أثبتت العمليات العسكرية التي تمت وجود تنسيقا دقيقا ومسبقا بين الطرفين.
وأكد "الحفناوي"، أن مصر ستظل صوت العقل في المنطقة، تقف على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل على نزع فتيل أي انفجار وشيك، داعيا القوى الإقليمية والدولية إلى دعم المبادرات المصرية الهادفة إلى تحقيق التهدئة الشاملة وإعادة ترتيب الأولويات، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، قائلاً: "هذه اللحظة التاريخية تتطلب من الجميع التكاتف، والعمل على بناء منظومة أمن جماعي حقيقية، لا تقوم على القصف والحصار، بل على التعاون، والعدالة، وتحقيق الأمن المتبادل".