فيما ينتظر الجميع في منطقة الشرق الأوسط نجاح الجهود الدبلوماسية في إخماد أحدث الصراعات في المنطقة بين إيران وإسرائيل ووقف الهجمات المتبادلة بين البلدين منذ 10 أيام، ومنع الولايات المتحدة الأمريكية من الانخراط في الصراع، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العالم بإعلانه أن القوات الأمريكية نفذت "ضربات دقيقة وهائلة" على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن العملية العسكرية كانت "نجاحا مذهلا"، وأسفرت عن "تدمير كامل لقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم".
الضربة الأمريكية لإيران
وقال الرئيس ترامب، إن القوات الأمريكية نفذت "ضربات دقيقة وهائلة" على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن العملية العسكرية كانت "نجاحا مذهلا"، وأسفرت عن "تدمير كامل لقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم".
جاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض فجر اليوم الأحد، مشيرا من خلاله إلى أن إيران يجب أن تسعى للسلام الآن، مضيفا أن "الهجمات المستقبلية ستكون أعظم بكثير وأسهل بكثير" في حال لم تستجب طهران.
وأوضح الرئيس الأمريكي، أن العملية العسكرية استهدفت إنهاء التهديد النووي الذي تشكله إيران، مؤكدا أن “الليلة كانت ليلة الأهداف الأصعب على الإطلاق وربما الأكثر فتكا”، مشددا على أنه “لا يوجد جيش في العالم كان بإمكانه فعل ما فعلناه هذه الليلة، ولا حتى قريب من ذلك”.
وحذر الرئيس الأمريكي في منشور عبر منصته "تروث سوشال" عقب خطابه، قائلاً: "أي رد من إيران ضد الولايات المتحدة سيواجه بقوة أعظم بكثير مما شهده العالم الليلة.
الضربة الأمريكية وإن كانت قد حققت أهدافها بحسب تصريحات الرئيس ترامب من إنهاء البرامج النووي الإيراني وإزالة الخطر، إلا أن ما يخشاه المحللون والمراقبون هو ردة الفعل المنتظرة من قبل إيران وأذرعها في المنطقة والتي أكدت أن أي تدخل أمريكي في الصراع بينها وبين إسرائيل سيكون له عواقب سيئة على المنطقة برمتها.
مخاطر الضربة الأمريكية
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الدولية عزت إبراهيم، كان من بينهم، فقد أكد أن هناك عشرة مخاطر متوقع حدوثها نتيجة للضربة الأمريكية لإيران وتدمير برنامجها النووي، الذي عملت عليه طوال 22 عاما، وهي كالتالي.
- تصعيد عسكري واسع في المنطقة
يرى إبراهيم، أن الضربة فتحت الباب أمام دورة جديدة من المواجهات، مع توقعات برد إيراني مباشر أو عبر وكلائها، ما قد يجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة تشمل الخليج، العراق، سوريا ولبنان.
- ضرب المصالح الأميركية
يشير الكاتب الصحفي ألى أن إيران هددت باستهداف القواعد الأميركية في الخليج (قطر، البحرين، الإمارات) ردا على مشاركة واشنطن في الضربات، مما يعرض آلاف الجنود الأميركيين ومصالحهم للخطر.
- تهديد أمن الطاقة العالمي
بحسب المحلل السياسي - فإيران قد تلجأ لتعطيل الملاحة في مضيق هرمز أو استهداف منشآت النفط والغاز، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة عالميا، ويهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الكبرى.
- تعزيز مكانة المتشددين في إيران
يقول الخبير في الشؤون الدولية، أن الهجوم قد يوحد الصفوف داخل إيران خلف القيادة، ويقوي التيارات الأكثر تشددا، مع تراجع احتمالات أي انفتاح سياسي أو تفاوضي في المستقبل القريب.
- إضعاف مسار التفاوض
يؤكد إبراهيم، أن أي أمل في استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة أو أوروبا بشأن الملف النووي قد تلاشى عمليا بعد الضربة، مع انزلاق الجميع إلى منطق القوة العسكرية.
- إعادة رسم موازين القوى الإقليمية
يشدد الكاتب الصحفي على أن إسرائيل تسعى لتكريس نفسها كقوة مهيمنة في المنطقة عبر تحييد البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الطموح قد يولد ردود فعل عكسية من إيران وحلفائها.
- تآكل الدعم الدولي لإسرائيل
يوضح إبراهيم - بأنه - رغم أن الضربة قد تدفع بعض الدول الأوروبية للصمت أو الدعم التكتيكي، إلا أن استمرار الحرب وارتفاع الضحايا المدنيين قد يزيد عزلة إسرائيل سياسيًا.
- تعميق الانقسامات داخل أمريكا
يؤكد المحلل السياسي، أن الضربة زادت من حدة الانقسام بين معسكرات السياسة الأمريكية: بين من يرى ضرورة الحسم العسكري، ومن يرى أن ترامب خان وعوده بإبقاء أميركا خارج الحروب.
- تهديد استقرار دول عربية رئيسية
يشير إبراهيم إلى أن التصعيد يثير مخاوف كبيرة لدى دول مثل السعودية، مصر، الإمارات من فوضى إقليمية، أو نزوح جماعي من مناطق الحرب.
- دوامة تصعيد مفتوحة
يختتم المحلل السياسي تصريحاته مؤكدا بأن الخطر الأكبر يتمثل في أن كل رد فعل سيقابله تصعيد جديد، ما يدخل المنطقة في حلقة عنف يصعب احتواؤها، مع احتمالات توسع الحرب إلى أطراف أخرى.
رد فعل أيران على الضربة
من جهته صرح مسؤول أمريكي لشبكة "CNN"، أن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز (B-2) "الشبح" لإسقاط 12 قنبلة "خارقة للتحصينات" على موقع فوردو النووي في إيران، مشيرا إلى أن غواصات بحرية أطلقت في الوقت ذاته 30 صاروخ كروز من طراز (TLAM) على موقعين آخرين، هما نطنز وأصفهان، وأسقطت طائرة (B-2) قنبلتين خارقتين للتحصينات على نطنز.
يذكر أن القنبلة (GBU-57A/B) الخارقة الضخمة، والمعروفة باسم "القنبلة الخارقة للتحصينات"، هي قنبلة تزن 30 ألف رطل وتحتوي على 6 آلاف رطل من المتفجرات، وقد صُممت القنبلة "للوصول إلى أسلحة الدمار الشامل لخصومنا الموجودة في منشآت محمية جيدًا وتدميرها"، وفقًا لبيان حقائق صادر عن القوات الجوية الأمريكية.
من جانبها وفي أول رد فعل لها، أطلقت إيران دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، صباح الأحد، بعد ساعات من قصف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران.
وأفاد التلفزيون في وقت لاحق أن الدفعة تضمنت 30 صاروخا، فيما أشار إعلام إسرائيلي إلى سقوط صواريخ في مناطق بشمال ووسط الأراضي العربية المحتلة، من بينها حيفا وتل أبيب.
وأعلنت إيران أيضا استهداف مطار بن جوريون ومواقع أخرى في الضربات الصاروخية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
فيما أشارت هيئة البث العامة الإسرائيلية إلى 10 ضربات في إسرائيل جراء وابل الصواريخ الإيرانية، تسببت بأضرار بالغة.
ونقلت وكالة "فارس" عن بيان عسكري إيراني القول: “بدأت الموجة العشرون من عملية الوعد الصادق 3 باستخدام مزيج من الصواريخ بعيدة المدى العاملة بالوقود السائل والصلب ذات الرؤوس الحربية المدمرة”، فيما شملت الأهداف المطار القريب من تل أبيب و"مركز أبحاث بيولوجيا" وقواعد لوجستية ومراكز قيادة وسيطرة.