في إحدى زوايا المستشفى، كانت "ياسمين رفاعي" ترقد على السرير الأبيض، لا تحرّك يدها التي طعنها بها من كان يومًا زوجها، جُرح في الجسد، وآخر أعمق في الروح، جرح امرأة طلبت الأمان بالقانون، فوجدت الموت في المقابل.
كل شيء بدأ عندما أصدرت المحكمة حكمًا لصالح ياسمين في قضية "تمكين من منزل الزوجية"، بعد أن طُردت منه ظلمًا، لكن الحكم لم يرق لطليقها "فتحي أ ف"، فقرر أن ينتقم، لا بالسلاح.
دخل عليها كمن يدخل معركة، لا بيتًا كان يومًا مأوىً للحب، وسدد لها طعنات في جسدها أمام أعين أطفالهما الثلاثة، بصوت متقطّع بالدموع قالت ياسمين:" أنا مش طالبة غير حقي.. البيت ده حقي الشرعي، والقانون قال كلمته.. بس هو قرر يقتلني علشان نفذت حكم المحكمة.. مشفتش يوم راحة من ساعة ما سبت البيت ده، مفيش حاجة بتحمي ست زيي من راجل قرر يقتل".
من جانبه، قال المحامي أحمد شعبان ردادي، دفاع المجني عليها:" ما حدث يُعد شروعًا في القتل وفقًا للمادة 45 من قانون العقوبات، والتي تنص على أن الشروع هو البدء في تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جريمة إذا أوقف أو خاب أثره لأسباب لا دخل لإرادة الفاعل فيها، ويُعاقب على الشروع في الجناية بالعقوبات المقررة للجريمة كاملة إذا اقتضى القانون ذلك".
وأضاف "ردادي" ان القانون واضح، والمادة صريحة، لكن يحتاج إلى تطبيق حازم يحمي الضحية ويوقف المعتدي، مؤكدا أن ما حدث لياسمين يجب أن يكون إنذارًا لنا جميعًا.



تمكين منزل الزوجية.. تجديد حبس المتهم بالشروع في قتل طليقته بسوهاج
وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول سوهاج، يفيد باعتداء المتهم على المجني عليها باستخدام سلاح أبيض، محدثًا بها إصابات متفرقة بالجسم، وذلك بعد أيام قليلة من صدور الحكم ضدّه في قضية "تمكين".
وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على المتهم، بعد ورود بلاغ من أسرة المجني عليها بتعرضها لمحاولة قتلها، وبالفحص والتحريات، تبين حدوث الواقعة على النحو المشار إليه.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بتجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.