تعد العلاقات المصرية السعودية، من أبرز العلاقات العربية وأكثرها تأثيرا، إذ تشهد مستوى عالي من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.
ويحرص البلدان على تعزيز هذا التعاون بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز من استقرار المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إن العلاقات بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية نموذجا فريدا للتعاون الثنائي القائم على أسس راسخة وروابط متينة، تعززها المكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على المستويات العربية والإسلامية والدولية.
وأضاف عامر- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن عمق هذه العلاقة يعود إلى تاريخ طويل من التعاون والتنسيق المشترك، الذي أثبتت الخبرة التاريخية أنه قادرا على تحقيق الكثير من الأهداف والمصالح العليا للأمة العربية.
وأشار عامر، إلى أن ما يميز العلاقة بين الشعبين المصري والسعودي هو الطابع الاستراتيجي والاستمرارية التي تتسم بها هذه العلاقة، إضافة إلى خصوصيتها التي تجعل منها واحدة من أكثر العلاقات الثنائية تماسكا في المنطقة.
وعلى الصعيد السياسي، تتجلى قوة العلاقات في التنسيق المشترك بين القاهرة والرياض بشأن القضايا الإقليمية والدولية، إذ يحرص الجانبان على تبادل وجهات النظر والتشاور المستمر حول التحديات التي تواجه المنطقة، بما يضمن وحدة المواقف ودعم الاستقرار.
أما في الجانب الاقتصادي، فتعد الاستثمارات السعودية في مصر والمشاريع المشتركة بين البلدين من أبرز مظاهر التعاون، ويعكس حجم التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي مدى عمق العلاقات، وسعي الدولتين إلى تحقيق التنمية المشتركة وفتح آفاق جديدة للتعاون.
وفي المجال الأمني، يبرز التعاون الوثيق بين البلدين في مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، ويعد التنسيق الأمني بين مصر والسعودية أحد العوامل المهمة في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب.
ولا تقتصر العلاقات على الجوانب السياسية والاقتصادية فحسب، بل تشمل أيضا البعد الثقافي والاجتماعي، حيث يشهد التعاون بين البلدين تبادلا للبعثات الطلابية، وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية مشتركة، مما يعزز التفاهم والتقارب بين الشعبين على المستويين الشعبي والنخبوي.
واستكمالا للتعاون بين الطرفين، جرى اتصال هاتفي الأربعاء بين د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وسمو الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وأشاد الوزيران بالعلاقات الثنائية الوطيدة والروابط الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وثمّنا التطور السريع الذي تشهده العلاقات الثنائية، وأعربا عن التطلع لدفع وتيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتعميق العلاقات بين البلدين والاستمرار في تطويرها في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
من جهة أخرى، تبادل الوزيران الرؤى إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة، حيث تطرق الوزير عبد العاطي إلى الجهود الجارية لاستئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك في ظل ما يشهده قطاع غزة من أوضاع إنسانية متدهورة، مشددا على ضرورة توقف العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الفلسطينيين.
كما بحث الجانبان الخطوات المقبلة لتنفيذ الخطة العربية-الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك في ظل اعتزام مصر استضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، اليوم الإثنين، تدشين مشروع لدعم مرضى القصور الكلوي من الأشقاء السودانيين المقيمين في مصر، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وثمن الدكتور خالد عبدالغفار الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والشركاء المعنيين، لتنفيذ هذا المشروع النوعي، الذي يهدف إلى تقديم الرعاية الصحية اللازمة لمرضى القصور الكلوي، وتوفير الأدوية الحيوية مثل مثبطات المناعة بعد زراعة الأعضاء، في خطوة تعكس عمق التعاون الإنساني بين الأشقاء.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن مصر، وعلى مدار سنوات طويلة، التزمت بدورها تجاه ضيوفها من الأشقاء العرب والأفارقة، حيث تحتضن نحو 10 ملايين وافد، يشكل السودانيون منهم ما يقارب النصف، وتحرص الدولة المصرية على توفير سبل العيش الكريم لهم، ليس فقط من حيث الإعاشة، بل أيضًا من خلال إتاحة فرص العلاج والتمتع بكامل الحقوق أسوة بالمواطنين المصريين.
وأشار عبدالغفار إلى عمق العلاقات المصرية السودانية، مؤكدًا أن التداعيات الإنسانية بعد أكتوبر 2023 زادت من التزام مصر تجاه الأشقاء السودانيين، مشيدًا بالدور الإنساني الذي يقوم به مركز الملك سلمان لدعم مرضى القصور الكلوي، نظرًا لحاجة هؤلاء المرضى إلى جلسات غسيل كلوي منتظمة ورعاية طبية مستمرة.