قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، إن العلاقات بين مصر والصومال تعود إلى جذور حضارية وتاريخية عميقة، تعززت على مرّ العقود بروابط ثقافية ودينية وسياسية، مشيرًا إلى أن القاهرة تدعم جهود مقديشو في استعادة الأمن ومكافحة الإرهاب.
وفي مداخلة ضمن برنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، أوضح حسين أن الملف الأمني يمثل محورًا رئيسيًا في العلاقات الثنائية، خاصة مع ما شهده الصومال من انهيار مؤسسات الدولة بعد سقوط نظام محمد سياد بري، وما تبعه من فوضى أمنية وانفصال بعض الأقاليم، مثل «صوماليلاند» و«بونتلاند»، وسط تنامي نفوذ حركة «الشباب» الإرهابية.
وأشار إلى أن هذه التنظيمات المتطرفة «تنفذ أجندات تخدم قوى معادية للصومال، تمامًا كغيرها من الجماعات المسلحة في المنطقة»، مما تسبب في شلل اقتصادي وتراجع في السياحة والاستثمار، وأثّر سلبًا على الأمن القومي للبلاد.
وأكد أن مصر تنظر إلى أمن الصومال كجزء من أمنها القومي والقرن الإفريقي كامتداد استراتيجي مباشر لها، مشيرًا إلى وجود قوة إفريقية تدخّلت عام 2007 لدعم الحكومة الصومالية في مواجهة الإرهاب، لكن بعض الدول المشاركة كانت تسعى إلى إطالة أمد الأزمة لتحقيق أهداف توسعية خاصة بها.
ولفت إلى أن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود للقاهرة في أغسطس الماضي شكّلت نقطة تحوّل، حيث جرى توقيع بروتوكولات تعاون أمني وعسكري واقتصادي، لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.
وختم عماد الدين حسين بأن مصر تواصل التنسيق مع الحكومة الصومالية لدعم جهودها في فرض الأمن والاستقرار، ومواجهة أي تهديدات تمس وحدة أراضيها أو تهدف إلى زعزعة استقرارها من خلال التنظيمات الإرهابية أو التدخلات الخارجية.