قالت الدكتورة نيڤين حسني استشاري علم النفس الرقمي عضو الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات، إن إنقطاع الإنترنت المفاجئ يُعد بمثابة “صدمة رقمية” للكثيرين، خاصةً في ظل الإعتماد الكلي على الشبكات في الحياة اليومية في عصرنا الحديث عصر التقدم والتكنولوجيا حيث أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا (عمل، تواصل، ترفيه، تنقل، تسوق).
الأثر النفسي لإنقطاع الإنترنت المفاجئ
وأوضحت أن الأثر النفسي يشمل قلق مفاجئ واضطراب في المزاج، شعور بالعزلة الاجتماعية الرقمية نتيجة فقدان الإتصال بالآخرين، تشتت ذهني وتعطّل في الأداء الوظيفي أو الدراسي، توتر وانفعال زائد بسبب انقطاع روتين اليوم الرقمي
إنسحاب الإدمان
وأضافت استشاري علم النفس الرقمي، فى تصريح خاص لـ" صدى البلد"، أن أعراض التعلق بالإنترنت يُشبّه الانقطاع الرقمي المفاجئ بأعراض “إنسحاب الإدمان”، ويؤدي إلى قلق شديد وتوتر لدى المستخدمين الذين يعانون من الاعتماد الرقمي المفرط.

وأشارت إلى أن علم النفس الرقمي هو فرع حديث من علم النفس حيث يدرس كيف تؤثر التكنولوجيا على الإنسان نفسياً وعقلياً وجسدياً وكيف تؤثر على المشاعر والسلوكيات والعلاقات والاتجاهات والأخلاقيات، كما تدرس كيف يشكل التفاعل مع الإنترنت والسوشيال ميديا أنماط التفكير والانفعالات واتخاذ القرار.
النظام الرقمي الإدراكي
وأوضحت نيفين، أن إنقطاع الإنترنت يمثل خللاً في “النظام الرقمي الإدراكي” للفرد، أي أن الدماغ أصبح مبرمجاً على نمط معين (الإشعارات، التصفح، الرد السريع)، والانقطاع المفاجئ يسبب خللاً في هذا الروتين، ما قد يؤدي إلى اضطرابات قصيرة المدى أو حتى أعراض انسحابية مثلها كمثل المواد المخدرة، مشيرة إلى أن الأعراض التى تظهر عند إنقطاع المفاجئ للانترنت تتمثل فى:
• أعراض تشبه الانسحاب الرقمي: صداع، اكتئاب خفيف، ملل شديد
• نوبات من الغضب أو الحزن المفاجئ.
• الشعور بفقدان السيطرة.
• اضطراب التركيز والانشغال الذهني.
وأشارت استشارى علم النفس الرقمى، إلى أن هناك فرق فى التأثير بين الفئات العمرية، حيث أن المراهقين هم الفئة الأكثر تأثراً، نظراً لاعتمادهم على الإنترنت لتكوين الهوية والتواصل الاجتماعي، أما البالغون فهم يتأثرون بدرجة أقل عموماً، لكن العامل الحاسم هو نمط الاستخدام. أما بالنسبة لكبار السن قد يشعرون بالعزلة، خاصة إذا كانوا يعتمدون على التطبيقات للتواصل مع أبنائهم.
إدمان السوشيال ميديا
والأعراض التى تظهر عند الأشخاص المرتبطين بشدة بالإنترنت أو لديهم إدمان سوشيال ميديا مثل اضطرابات النوم، نوبات قلق عند عدم التفاعل أو النشر، المقارنة المستمرة بالآخرين والشعور بالنقص، العزلة الاجتماعية الواقعية،فقدان الإحساس بالوقت.
وقالت أن هناك طرق للتعمل نفسيا مع انقطاع الإنترنت وهى:
1. التحضير النفسي المسبق لفكرة أن الانقطاع وارد.
2. تخصيص وقت يومي بلا إنترنت للتعوّد التدريجي مع تبني فكرة عمل ديتوكس رقمي بإنتظام.
3. الاستعانة بالأنشطة البديلة مثل القراءة، المشي، أو قضاء وقت مع العائلة.
4. الاحتفاظ بنسخ ورقية للمعلومات المهمة لتقليل التوتر.
5. ممارسة التنفس العميق أو التأمل عند الشعور بالذعر الرقمي.
وأكدت أن إنقطاع التيار الكهربى فرصة لإعادة تقييم تعلقنا بالإنترنت مثل:
• إعادة تقييم الاعتماد الزائد على الإنترنت.
• تحسين التوازن الرقمي – الواقعي.
• استكشاف الأنشطة غير الرقمية التي نُهملها.
• تعزيز مهارات التكيّف النفسي بدون الاعتماد على الإنترنت كمسكن للمشاعر.
وأخيرا فأن انقطاع الإنترنت قد يبدو أزمة في لحظته، لكنه فرصة ذهبية لإعادة الاتصال بذواتنا الحقيقية، وتخفيف الاعتماد المفرط على العالم الرقمي. وعلم النفس الرقمي يدعونا ألا نكتفي فقط بفهم تأثير التكنولوجيا علينا، بل نملك زمام التحكم فيها أيضاً.