أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية، أن المقترح الإسرائيلي بإنشاء ما يسمى "مدينة إنسانية" أو "مدينة خيام" في جنوب قطاع غزة، يُعد "مخططًا خبيثًا" يهدف إلى تنفيذ تهجير قسري للفلسطينيين وتفريغ القطاع من سكانه، واصفًا إياه بأنه "جريمة ضد القانون الدولي".
وقال الدكتور أحمد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" المذاع عبر قناة "دي إم سي"، إن الخلاف الجوهري الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف المعنية يتمثل في آلية الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، رغم التوافق على ثلاث من أربع نقاط أساسية.
وأوضح أن النقاط المتوافق عليها تشمل إدخال المساعدات الإنسانية، وفتح معبر رفح، وتحديد أعداد الأسرى والمحتجزين، فيما تبقى نقطة الانسحاب محل خلاف، حيث تطالب حركة حماس بانسحاب كامل إلى مواقع ما قبل 2 مارس، والابتعاد عن كافة المناطق السكنية، بينما تصر إسرائيل على الاحتفاظ بوجود عسكري في مناطق استراتيجية مثل رفح ومحور "مراج".
وأضاف الخبير الدولي أن تل أبيب، بعد فشلها في فرض التهجير عبر الحدود المصرية نتيجة للموقف المصري الرافض والحازم، تحاول الآن الالتفاف على ذلك بطرح فكرة "المدينة الإنسانية"، كغطاء جديد لمخططها القديم.
وأشار إلى أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسعى إلى تنفيذ هدف استراتيجي يتمثل في "إفراغ غزة من سكانها"، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أجبر سكان شمال القطاع على النزوح إلى الوسط، ثم إلى الجنوب، حتى باتت الأغلبية الآن تعيش في أقل من 15% من مساحة غزة.
اليوم - غزة.. الرئيس الأمريكي يعد باأخبار جيدة بالتزامن مع المفاوضات الثلاثية - YouTube
واختتم الدكتور أحمد تحليله بأن المفاوضات لا تزال تشهد حالة من "التفاؤل الحذر"، مشددًا على أن إسرائيل دأبت على تعطيل جهود التهدئة من خلال وضع "شروط تعجيزية"، في محاولة منها لفرض أمر واقع جديد يُبقي على سيطرتها العسكرية على أجزاء واسعة من القطاع، ما يجعل ملف الانسحاب الكامل العقبة الرئيسية أمام تحقيق أي اتفاق سلام دائم.