قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التحول الأمريكي الحاسم في ملف غزة.. إما اتفاق شامل أو لا اتفاق

غزة
غزة

كشفت مصادر لموقع "أكسيوس" عن تحوّل كبير في الاستراتيجية الأميركية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، إذ تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التخلي عن سياسة الاتفاقات الجزئية لصالح اتفاق شامل، يعيد جميع الرهائن دفعة واحدة وينهي الحرب بشروط أبرزها نزع سلاح حركة حماس.

من "النهج المرحلي" إلى “الكل أو لا شيء” وخلال اجتماع استمر ساعتين في تل أبيب، قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لعائلات الرهائن الإسرائيليين إن ترامب يرغب في تغيير جوهري في نهج التفاوض، مؤكداً أن "الاستراتيجية السابقة فشلت في تحقيق نتائج ملموسة"، وأن الإدارة الأميركية تتبنى حاليا سياسة "الكل أو لا شيء".

وأوضح ويتكوف أن الخطة الجديدة "تحمل بارقة أمل"، دون أن يكشف عن تفاصيلها، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية باتت مقتنعة بأن المفاوضات التدريجية استنفدت أغراضها.

خلفية الموقف الأمريكي


تأتي هذه التصريحات في ظل جمود طويل في المفاوضات، بعد اتفاق جزئي تم التوصل إليه في يناير الماضي وأدى إلى إطلاق 33 رهينة، قبل أن تنهار المرحلة التالية إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في مارس.

وبحسب "أكسيوس"، فإن ترامب كان يفضل منذ البداية اتفاقا شاملا، إلا أنه دعم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرحلية مراعاةً لحسابات الداخل الإسرائيلي. غير أن الضغوط المتزايدة من عائلات الرهائن، وتراجع ثقة الرأي العام بجدوى الصفقات المجزأة، دفعت واشنطن إلى إعادة النظر جذرياً في المسار التفاوضي.

نحو تفاهم أميركي–إسرائيلي؟
قال مسؤول إسرائيلي إن ويتكوف بحث مع نتنياهو إمكانية التحول إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس، في إطار تفاهم جديد قيد التبلور.

لكن مصادر أخرى مطلعة على سير المفاوضات أكدت أن الخيار المرحلي لا يزال مطروحاً، مع اقتراح بوقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق 10 رهائن أحياء و18 من جثامين الرهائن.

موقف حماس: لا نزع سلاح بلا دولة

في أول رد على تصريحات المبعوث الأميركي، أكدت حركة حماس أنها ترفض أي طرح لنزع السلاح ما لم يتم الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، معتبرة أن الطرح الأميركي "منحاز بشكل كامل لإسرائيل" ولا يعكس موقفاً تفاوضياً محايداً.

وأشار ويتكوف إلى أن عدداً من الحكومات العربية تضغط على حماس للقبول بخطة نزع السلاح، في محاولة لإنهاء الحرب وتحقيق انفراجة سياسية في الملف الفلسطيني.

مشهد ضبابي ومفترق طرق

يرى مراقبون أن الملف التفاوضي بلغ نقطة مفصلية: فإما الذهاب نحو اتفاق شامل يعيد الرهائن وينهي الحرب، أو البقاء في دوامة الصفقات الجزئية التي أثبتت محدوديتها.
وبينما لا تزال إسرائيل مترددة في الحسم، وتُبقي حماس على موقفها، يبدو أن واشنطن تستعد لتصعيد الضغط السياسي والدبلوماسي في الأسابيع المقبلة، لإعادة الإمساك بخيوط اللعبة في غزة.

ومن جانبه، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن زيارة ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص للرئيس دونالد ترامب، إلى قطاع غزة تمثل لحظة مفصلية تُجسد محاولة أميركية جديدة للتدخل في القضية الفلسطينية، ولكن تحت غطاء إنساني زائف يُخفي وراءه حسابات سياسية معقّدة، وسعيًا من واشنطن للتنصل من مسؤوليتها المباشرة عن جريمة التجويع المتعمّد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأوضح أبو لحية، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أن ما تشهده غزة من كارثة إنسانية شاملة بعد أشهر من الحصار والانهيار الصحي والمعيشي، هو نتاج مباشر لتواطؤ سياسي دولي قادته إدارة ترامب، التي أعطت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لتجويع غزة عمدًا.

واستشهد بتصريحات ترامب بعد عودته للسلطة، والتي قال فيها بوضوح: “لن أضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات لغزة”، وهو ما فُسّر كرسالة صريحة لإحكام الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.

وأكد أن زيارة “ويتكوف” لا تخرج عن كونها محاولة متأخرة لتبييض وجه إدارةٍ متورطة في الجريمة ذاتها، معتبرًا أن من يدعم التجويع لا يمكن أن يُقدّم نفسه وسيطًا للرحمة.

وختم بالقول إن أي تحرك دولي حقيقي يجب أن يبدأ من محاسبة المسؤولين عن الجرائم لا مكافأتهم، مشددًا على أن العدالة لا تُبنى على النفاق السياسي، ولا على حساب كرامة الشعوب.