لاشك أن السؤال عن هل النوم على جنابة يسبب المس من الجن ؟، يفتح أحد بوابات الخوف وفيه تكثر القصص عند البعض وتثير الرعب في نفوسهم، خاصة لما يتعلق به من اعتقادات عدة مثل أن النوم على جنابة دون اغتسال حرام وما إذا كان يجعل الشخص نجسًا، وكذلك هل النوم على جنابة يسبب المس من الجن ولكل الشرور، فضلًا عن تلك الظنون بأن النوم على جنابة يورث الفقر ، إلا أنه بين كل تلك المخاوف يظل أشدها هل النوم على جنابة يسبب المس من الجن والشياطين لهذا النائم.
هل النوم على جنابة
ورد عن هل النوم على جنابة يسبب المس من الجن والشياطين ،وهل النوم على جنابة فيه ضرر على الإنسان كأن يتعرض لكوابيس أو أحلام أو مس بسبب بقائه على جنابة، حيث إن الجن يستطيعون أن يدخلوا الإنسان الجنب أو يصيبونه بالمس أو شيء؟، فقد ورد أن يكره للجنب أن ينام قبل أن يتوضأ.
وجاء أنه بالنسبة لنوم الجنب قبل أن يغتسل فحكمه الجواز ولو ترتب عليه ضرر كلما حصل؛ لما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فقد روى مسلم عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة رضي الله عنها... قلت: كيف كان يصنع في الجنابة، أكان يغتسل قبل أن ينام أم ينام قبل أن يغتسل؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام، قلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة.
وورد أن النوم على الطهارة الكاملة أفضل وأكمل، ففي صحيح ابن حبان عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بات طاهرًا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرًا، صححه الألباني ورواه النسائي أيضًا عن غير ابن عمر، وفي سنن أبي داود والنسائي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورة ولا كلب ولا جنب، لكنه ضعيف كما ذكر الألباني.
لا ينبغي للمسلم أن يترك المحافظة على الأذكار الواردة عند النوم سواء نام على الجنابة أم لا، فإن المحافظة عليها تجنبه الكوابيس وتطرد الشياطين والأحلام المزعجة وغير ذلك.
حكم النوم على جنابة
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إن تأخير الغسل من الجنابة بحيث يترتب عليه تأخير الصلاة عن وقتها حرام شرعًا، ويستحب ان يسارع بالغسل ، منوهًا بأنه ينبغي على المسلم الإسراع بالغسل من الجنابة حتى لا يؤدي عدم اغتساله إلى نفور ملائكة الرحمة والبركة من المكان الذي يكون فيه.
واستشهد بما روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ وَلَا جُنُبٌ)) أخرجه أبو داود والنسائي في سننيهما، موضحًا أن المقصود بالجنب في الحديث هو من يتهاون في أمر الغسل ويتخذ تركه عادة بحيث يؤخر الصلاة عن وقتها، مضيفة أن العلامة السندي قال في "حاشيته على سنن النسائي" (1/ 141): [قَوْله: (لَا تدخل الْمَلَائِكَة) حملت على مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَالْبَرَكَةِ لَا الْحَفَظَةُ، فَإِنَّهُمْ لَا يُفَارِقُونَ الْجُنُبَ وَلَا غَيره، وَحمل الْجنب على من يتهاون بِالْغسْلِ ويتخذ تَركه عَادَة لَا من يُؤَخر الِاغْتِسَال إِلَى حُضُور الصَّلَاة].
هل النوم على جنابة حرام
فورد أنه من السنة المبادرة إلى الاغتسال بعد الجماع، ويجوز أن ينام الإنسان أو يأكل أو يشرب وهو جنب، لكن الأولى أن لا ينام أو يأكل أو يباشر أي عمل إلا بعد أن يغسل فرجه ويتوضأ وضوء كوضوئه للصلاة؛ لقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة. متفق عليه.
روي عن عمار بن ياسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ ". رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعليه فإنه لا شيء عليه، لكن من السنة النبوية أن يتوضأ قبل النوم على جنابة ومن الأفضل النوم على طهارة، لكن ليس أمرا إلزاميا أو إجباريًا.
دعاء حرق الشياطين والحماية من الجن
-اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن كل سلطان شديد، ومن كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر قضاء السوء، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم، وأنت على كل شيء حفيظ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، فسيكفيكهم الله، وهو السميع العليم، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
- بسم الله الرحمن الرحيم عن يميني، بسم الله الرحمن الرحيم عن شمالي، بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي، بسم الله الرحمن الرحيم من خلفي، بسم الله الرحمن الرحيم من فوقي، بسم الله الرحمن الرحيم من جميع جوانبي، بسم الله الرحمن الرحيم قابض على ناصيتي.
- أعوذ بعزة الله وعظمته، وبعزة الله وقدرته، وبعزة الله وسلطانه، وبعز جلال الله، وبعز عز الله من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما تحت الثرى، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قوة كل ضعيف، وعون كل فقير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ملجأ كل هارب، ومأوى كل خائف، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم غياث كل ملهوف، ورجاء كل مضطر، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أقي بها نفسي وديني وأهلي ومالي وجميع نعم إلهي وسيدي ومولاي عندي، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أنجو بها من إبليس وخيله ورجله وشياطينه ومردته وأعوانه وجميع الإنس والجن وشرورهم، لا حول ولا قوة إلا بالله أمتنع بها من ظلم من أراد ظلمي من جميع خلق الله.
- بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لايضر مع اسمه سمّ ولا داء، بسم الله وعلى الله توكلت، بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على ديني وعقلي، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، الله الله ربي حقًا، لا أشرك به شيئًا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أعز وأجل مما أخاف وأحذر، عزّ جارك وجلّ ثناؤك وتقدّست أسماؤك ولا إله غيرك.
- لا حول ولا قوة إلا بالله أكف بها عدوان من اعتدى عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أضعف بها كيد من كادني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أزيل بها مكر من مكرني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أبطل بها سعي من سعى عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أذل بها جميع من تعزز عليّ من جميع خلق الله.
- لا حول ولا قوة إلا بالله أوهن بها من أوهنني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أقصم بها ظالمي من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أقدر بها على ذوي القدرة عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أستدفع بها شر من أرادني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استعانة بعزة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استغاثة بقوة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استجارة بقدرة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أستعين بها على محياي ومماتي وعند نزول الموت ومعالجة سكراته وغمراته.
الغسل من الجنابة
ورد أن الغسل من الجنابة فرض، وكان مِن سُنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يفعله بطريقة معينة ينبغي لنا أن نتعلَّمها، وهى كما روى مسلم عَنْ عائشة "رضى الله عنها"، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
شروط و أحكام غسل الجنابة
ورد أن الغُسْل من الجنابة فرض؛ وكان مِن سُنَّة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يفعله بطريقة معينة ينبغي لنا أن نتعلَّمها، وهى كما روى مسلم عَنْ عائشة "رضى الله عنها"، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ".
جاء فيه أن الترتيب النبوي لعملية الغُسل من الجنابة هو : فأولًا غسل اليدين، ثم ثانيًا غسل الفرج، ثم ثالثًا الوضوء دون غسل الرجلين، ثم رابعًا إدخال الماء بالأصابع في أصول الشعر، ثم خامسًا صبُّ ثلاث غُرَفٍ من الماء على الرأس، ثم سادسًا صبُّ الماء على الجسد كله، ويُفَضَّل في غسل الجسد أن يغسل الجانب الأيمن أولًا ثم يتبعه بالأيسر؛ وذلك لما رواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ، أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلاَثًا فَوْقَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الأَيْمَنِ، وَبِيَدِهَا الأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الأَيْسَرِ". ثم سابعًا وأخيرًا غسل الرجلين.
كيفية غسل الجنابة
أولًا عند الغسل من الجنابة لابد من النيّة، وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث.
ثانيًا التّسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرّحمن الرّحيم".
ثالثًا غسل الكفيّن ثلاث مرّات، والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء.
رابعًا غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
خامسًا: تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب.
سادسًا الوضوء
سابعًا غسل القدمين.
ثامنًا تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته.
تاسعًا: إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر.
عاشرًا إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.
شرح كيفية غسل الجنابة
الغسل من الجنابة ذو الصّفة الكاملة: وهو أن يقوم المسلم في غسله بأداء الواجبات والسّنن معًا، وفيما يأتي ذكر خطوات الغسل الكامل بالترتيب:
-النيّة: وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث.
-التّسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرّحمن الرّحيم".
-غسل الكفيّن ثلاث مرّات؛ والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء.
-غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
-تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب.
-الوضوء: ويكون الوضوء هنا مثل الوضوء للصّلاة وضوءًا كاملاُ لا نقص فيه، ولا يلزم إعادة الوضوء بعد الانتهاء من الاغتسال من الجنابة من أجل أداء الصّلاة، فالقيام بذلك أثناء الاغتسال يجزئ ويكفي، ولا داعي لإعادته، أمّا إذا تمّ مسّ الفرج أو الذّكر فإنّه يجب إعادة الوضوء؛ وذلك بسبب وقوع الحدث الطّارئ.
-غسل القدمين: وهناك اختلافٌ في وقت غسل القدمين، بحيث هل يكون مع الوضوء؟ أم يتمّ تأخيره إلى ما بعد الاغتسال؟ والظاهر في الأحاديث المروية ورود الكيفيّتين عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فكلاهما ثابتتان في سنته الشريفة، واستحب الجمهور تأخير غسلهما بعد الانتهاء من الاغتسال، لكن بما أن كلا الطريقتين وردت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلا بأس أن يأتي المسلم بإحداهما تارة، وبالأخرى تارةً أخرى، فيغسل قدميه مع الوضوء، وفي مرات أخرى يؤخر غسلهما إلى آخر الاغتسال.
-تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته.
-إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر.
-إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.
شروط ماء الغسل من الجنابة
ورد أنه ما دام أن الماء لم يتغيَّرْ لونه أو طعمه أو ريحه تغيرًا يمنع من تسميته ماءً ولم تقع فيه نجاسة فإنه يَصِحُّ التطهر به، أما الوضوء قبل الاغتسال فإنه سُنَّةٌ وليس فرضًا، بمعنى أن فعل الوضوء قبل الغسل فيه ثواب، ولكن تركه لا يفسد الغسل ولا يبطل صحته، فإذا نوى الإنسان رفع الحدث الأكبر والأصغر، أو أنه يغتسل ليصلي، كفاه غسله عن الوضوء.