قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تقارير عبرية تكشف كيف يمكن لإسرائيل استغلال أزمة العطش في إيران

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشهد إيران أزمة مائية غير مسبوقة تهدد استقرارها الاقتصادي والاجتماعي، إذ أدى انخفاض معدلات الأمطار بنسبة 40% خلال الأشهر الماضية، إلى جانب الاستهلاك المفرط للمياه وسوء الإدارة الحكومية، إلى تفاقم الوضع بشكل ينذر بكارثة بيئية وإنسانية. 

وسلطت صحيفة جيوزليم بوست العبرية الضوء علي هذه الأزمة بزعم أنها تفتح الباب أمام إسرائيل لمحاولة استغلالها سياسيًا واقتصاديًا، مستندة إلى خبرتها التكنولوجية المتقدمة في مجال تحلية المياه وإعادة تدويرها.

وأضافت الصحيفة العبرية أن إسرائيل التي تحولت إلى قوة مائية في المنطقة، بفضل مشروعات ضخمة تشمل تحلية مياه البحر وإعادة تدوير 90% من مياه الصرف لتصبح صالحة للزراعة، تسعى إلى تصدير نفسها كمنقذ محتمل حتى لأعدائها التقليديين. 

فقد تمكنت من تحقيق فائض مائي بنسبة 20% فوق احتياجاتها، وهي اليوم تبيع المياه للأردن وتنسق مع السلطة الفلسطينية في مشاريع مائية مشتركة، إضافة إلى تعاونها مع الإمارات في برامج مبتكرة لتوليد المياه من الهواء.

في المقابل، تعاني إيران من فشل بنيوي في إدارة مواردها، حيث يلقى اللوم على ما يعرف بـ"مافيا المياه" داخل أجهزة الدولة، التي تساهم في هدر الموارد وإثراء النخب على حساب الشعب. ومع تزايد الضغط الشعبي والخوف من انهيار الأمن الغذائي، تبدو القيادة الإيرانية مجبرة على البحث عن حلول عاجلة، حتى لو استدعى الأمر النظر في تقنيات خصومها.

وتري إسرائيل في هذه الأزمة فرصة ذهبية لإعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط عبر "السلام البيئي". فكما نجحت في إدماج الأردن والإمارات ضمن شبكة تعاون إقليمي يربط بين المياه والطاقة، فإنها تراهن على أن العطش قد يدفع إيران، ولو ضمنيًا، إلى مراجعة أولوياتها الاستراتيجية.

غير أن هذا السيناريو يصطدم بعدة عقبات، أبرزها العداء العقائدي بين طهران وتل أبيب، ورفض النظام الإيراني أي شكل من أشكال التطبيع. 

لكن في ظل الضغوط المناخية والاقتصادية، قد تحاول إسرائيل تسويق نفسها عبر أطراف ثالثة كوسيط تقني، ما يمنحها أداة ضغط جديدة على إيران، ويحول المياه إلى سلاح استراتيجي لا يقل أهمية عن التفوق العسكري.

ولا تنظر إسرائيل إلى أزمة المياه في إيران ككارثة إنسانية فقط، بل كفرصة استراتيجية لتوسيع نفوذها الإقليمي. فهي تريد تحويل تفوقها التكنولوجي في مجال المياه إلى أداة اختراق سياسي واقتصادي، واضعة إيران أمام معادلة صعبة: إما القبول بتقنيات "العدو" أو مواجهة خطر العطش والانهيار الداخلي.