- الروبوتات البشرية آلات تشبهنا في الشكل وربما الوظيفة
- الروبوتات البشرية: من الخيال العلمي إلى سباق استثماري عالمي
-روبوتات تستخدم تحل مكان البشر في الأعمال المرهقة أو عالية المخاطر
تتعدد أشكال الروبوتات وأحجامها، لكنها تتشارك تعريفا واحدا هو أن آلات تؤدي مهاما تلقائية، يمكن التحكم بها من قبل البشر أو العمل بشكل مستقل دون تدخل بشري.
وبينما تصمم معظم الروبوتات لأغراض محددة مثل المكنسة الروبوتية أو الذراع الصناعية في المصانع فإن الأنظار تتجه مؤخرا إلى فئة جديدة وأكثر تطورا تعرف باسم الروبوتات البشرية.
الروبوتات البشرية آلات تشبهنا في الشكل وربما الوظيفة
الروبوتات البشرية Humanoid Robots، هي روبوتات تأخذ شكل الإنسان: رأس، جذع، ذراعان وساقان، وغالبا ما تسير على قدمين، ويشهد تطوير هذه الفئة طفرة استثمارية غير مسبوقة، حيث بات بعضها متاحا بالفعل للشراء مقابل آلاف الدولارات.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا كل هذا الاهتمام؟ وماذا يمكن أن تقدم الروبوتات البشرية بعيدا عن العروض والرقصات في المناسبات والمعارض مثل “أولمبياد الروبوتات البشرية في بكين”؟.
الرهان على منصة متعددة الاستخدامات
في حين أن المكنسة الروبوتية تقوم بمهمة واحدة، فإن الرؤية الكامنة وراء الروبوتات البشرية تكمن في قدرتها المحتملة على أداء مهام متعددة في بيئات مختلفة، لأنها مصممة لتتناسب مع العالم الذي بناه الإنسان لنفسه.
فبدلا من روبوت بعجلات لا يستطيع صعود الدرج، قد يتمكن الروبوت البشري من التنقل بحرية أكبر: استخدام الأبواب، صعود السلالم، الوصول إلى الأماكن الضيقة، والتفاعل مع البشر في المنازل، أماكن العمل، الشوارع، وحتى في الهواء الطلق.
من الشاشة إلى الواقع
الروبوتات التي تشبه البشر لطالما ظهرت في الأفلام قبل أن تبنى فعليا، فمن شخصية ماشينمنش في فيلم Metropolis عام 1927، إلى C-3PO في Star Wars، ولكن أول روبوت بشري حقيقي لم يظهر إلا في عام 1972، في اليابان تحت اسم WABOT-1.
صناعة بمليارات الدولارات؟
تشير التقديرات إلى أن هذا القطاع قد يتحول إلى صناعة ضخمة، فبحسب تقرير لمؤسسة Goldman Sachs، قد تصل قيمة سوق الروبوتات البشرية عالميا إلى 38 مليار دولار بحلول عام 2035، مع وجود ما بين 3 إلى 27 مليون روبوت بشري في الخدمة.
ووفقا لتقرير من Bank of America، يتوقع بيع مليون روبوت بشري سنويا بحلول عام 2030، على أن يبلغ عددها 3 مليارات بحلول عام 2060، أي ما يعادل روبوتا لكل ثلاثة أشخاص.
يعكس هذا النمو إيمان المستثمرين بأن هذه الروبوتات قد تستخدم في المهام الخطرة، وتحل مكان البشر في الأعمال المرهقة أو عالية المخاطر، مثل الصناعات الثقيلة، الإنقاذ، أو حتى الرعاية الصحية.
الواقع أصعب مما يبدو
رغم التقدم الهائل، ما زال بناء روبوت يتحرك ويتصرف تماما مثل الإنسان تحديا تقنيا كبيرا، فإتقان التوازن، التفاعل الاجتماعي، وفهم السياق الإنساني، مثل التمييز بين كيفية التعامل مع طفل أو مسن، لا يزال بعيدا عن الكمال.
لكن مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، خاصة التعلم التعزيزي والتعلم بالتقليد، أصبحت الروبوتات أكثر قدرة على اكتساب المهارات المعقّدة من خلال الملاحظة والتجربة، دون برمجة تقليدية.
الروبوتات البشرية هي الهاتف الذكي القادم
تتباين التوقعات حول متى ستدخل هذه الروبوتات منازلنا، فبعض النماذج تختبر بالفعل في البيئات المنزلية، في حين يرى محللون أن التطبيقات التجارية الواسعة قد تستغرق من 5 إلى 10 سنوات.
شركات مثل Boston Dynamics، Tesla، Unitree، Figure AI، وغيرها، تتسابق الآن للفوز بحصة في سوق يتوقع أن يكون بحجم سوق السيارات وربما بشيوع الهواتف الذكية نفسه.
تأثير اجتماعي ضخم في الأفق
مع دخول هذه التكنولوجيا إلى حياتنا اليومية، من المحتمل أن نشهد تأثيرات اجتماعية عميقة لم تدرس بعد بشكل كاف، ويتطلب هذا التحول قيادة مشتركة من الحكومات، القطاع الخاص، الأكاديميا، والمجتمع لضمان أن يكون هذا التطور في خدمة الإنسان لا ضده.
ورغم أن هذا المستقبل لا يزال قيد التشكل، إلا أنه حلم بشري عمره أكثر من 100 عام، وربما نشهد بدايات تحققه في السنوات القليلة القادمة.