أصدرت المحكمة العليا في ولاية تورينجن الألمانية حكمًا مثيرًا للجدل يقضي بتأييد قرار إدارة موقع معسكر الاعتقال النازي السابق "بوخنفالد" بمنع دخول الزوار الذين يرتدون الكوفية الفلسطينية.
وجاء الحكم بعد أن رفضت المحكمة استئنافًا تقدمت به سيدة تم منعها من دخول الموقع أثناء ارتدائها الكوفية الفلسطينية، حيث رأت هيئة القضاة أن هذا الرمز "يهدد شعور الأمان لدى العديد من اليهود"، على حد وصفهم.
وأكدت المحكمة أن حرية التعبير في هذه الحالة تخضع لاعتبارات "المحافظة على قدسية المكان وتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست".
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام ألمانية، فإن المرأة كانت ترغب في حضور مراسم إحياء الذكرى الـ80 لتحرير المعسكر، لكن تم منعها بسبب ارتداء الكوفية الفلسطينية، ثم حاولت لاحقًا المشاركة في فعالية أخرى إلا أن طلبها قوبل بالرفض مجددًا.
وأوضحت المحكمة أن ارتداء الكوفية الفلسطينية داخل الموقع يمثل "رسالة سياسية واضحة" تتعارض مع القواعد التي تشترط ملابس "ملائمة للمكان التذكاري".
ويعتبر القرار نهائيًا وغير قابل للاستئناف، ما أثار انتقادات واسعة في الأوساط الحقوقية التي رأت فيه تقييدًا غير مبرر لحرية التعبير واستهدافًا مباشرًا للرموز الفلسطينية. في المقابل، تدافع إدارة الموقع عن سياستها بدعوى حماية "مشاعر الناجين والزوار اليهود".
جدير بالذكر أن معسكر بوخنفالد الذي تم أنشائه عام 1937، احتجز ما يقرب من 280 ألف سجين، وقتل داخله نحو 56 ألفًا قبل تحريره على يد القوات الأمريكية عام 1945.